إذا كان استبصار كون الحديث عن رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إسحاق رابين بأنه سعى إلى السلام مع الفلسطينيين هو مجرّد هراء، قد تطلّب من محرّر صحيفة "هآرتس" (ألوف بن) مرور ربع قرن على عملية اغتيال الأول، كما ينبئ بذلك مقاله في هذه المناسبة الذي ظهر في الصحيفة يوم 30/10/2020، فقد سبقه إلى هذه النتيجة كثيرون قبله، وتوقفنا عند ما بدر عن معظمهم من تبصرّات مرات من الصعب حصرها.
"فيما تتبارى الدول في أنحاء العالم على توليد طاقة أنظف وأرخص وأكثر استدامة، فإن أرباب الصناعة في أنحاء العالم يتطلعون بشكل متزايد نحو إسرائيل لنشر النور على الأمم باستخدام الطاقة الشمسية"- هذا ما تتفاخر به وزارة الخارجية الإسرائيلية على موقعها، مضيفة أنه "منذ تأسيسها، أدركت إسرائيل الإمكانيات الكامنة بتوليد الطاقة من أشعة الشمس الوفيرة. وتعِد تقنياتها الجديدة بمستقبل أكثر إشراقا بالنسبة للعالم بأسره". وهي تضفي من خلال مقال يعود تاريخه إلى 3/1/2011 بُعداً يقترب من الأساطير، قديمها وحديثها، بالقول إنه "بعد آلاف السنين من قيام القائد التوراتي يهوشواع بن نون
في آب 1977، بدأت قصّة "الشّيطان في المنزل المجاور The Devil Next Door"، عندما وجّه مكتب التحقيقات الخاصّة الأميركيّ تهماً لجون دميانيوك، المهاجر الأوكرانيّ، بأنّه أحد أشرس ضبّاط وحدة تراونيكي الأوكرانيّة النازيّة المتخصّصة في الإبادة الجماعيّة والتعذيب الوحشيّ لليهود والتي خدم أفرادها في معسكرات اعتقال نازيّة متعددة، من بينها معسكر الإبادة تريبلينكا الواقع في بولندا الشرقيّة.
قبل أقل من عام كان نجم زعيم حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس صاعدا في الساحة السياسية الإسرائيلية، لكن فشل الانتخابات الإسرائيلية في توفير عدد مقاعد كاف في الكنيست يمكن بنيامين نتنياهو من تشكيل حكومة يمينية، أو يمكن غانتس من تشكيل حكومة وسط- يسار مدعومة من قبل القائمة المشتركة، وضع غانتس في ظل خلافات داخل حزب "أزرق أبيض" حول التحالف مع القائمة المشتركة وخاصة شريكه موشيه يعلون، وفي ظل رفض شريكه يائير لبيد الدخول في حكومة وحدة مع نتنياهو، وكل هذا دفعه إلى خطوة مفاجئة بفك شراكته مع لبيد ويعلون، وقبوله تشكيل حكومة طوارئ مع نتنياهو.
الصفحة 269 من 878