خُيِّلَ مؤخراً كما لو أن عنقاء فكرة الكونفدرالية الأردنية- الفلسطينية قد انطلق من رماده... فقد تجدد السجال حول هذا الموضوع في أعقاب الأزمة التي عصفت بالسلطة الفلسطينية والتي بلغت ذروتها في سيطرة حركة "حماس" بالقوة على قطاع غزة. هذه الأزمة خلقت شعوراً بوجود وضع لا فكاك منه، ينبع من عدم قدرة الفلسطينيين على التقدم نحو حل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني بقواهم الذاتية. وقد ولد هذا الشعور بدوره اتجاهاً من الحنين للحقبة السابقة لاعتلاء الحركة الوطنية الفلسطينية خشبة المسرح، حينما كان مصير الفلسطينيين يتقرر من قبل الدول العربية، ولا سيما مصر والأردن. في البداية عبر هذا الاتجاه عن نفسه بالأفكار التي طرحت في إسرائيل بشكل أساس ومؤداها أن مصر والأردن ستقومان بإرسال قوات إلى قطاع غزة والضفة الغربية لتقوم بفرض النظام ووضع حد للعنف وبما يتيح التقدم نحو التوصل إلى تسوية، وهي الطروحات التي تعبر عن نفسها الآن بفكرة الكونفدرالية.
تعد سيطرة حركة "حماس" على قطاع غزة حدثاً دراماتيكياً له انعكاسات على العلاقات الإسرائيلية- الفلسطينية، غير أن له أيضاً عدة أبعاد وتداعيات إقليمية. فسيطرة حركة إسلامية بالقوة على كيان سياسي عربي مسألة من شأنها أن تثير أصداء وصدمة في العالم العربي. هذا التطور يضع الأطراف المختلفة- إسرائيل والدول العربية والمجتمع الدولي- أمام سؤال: كيف يمكن مواجهة هذا الوضع الجديد؟ وهل ينطوي هذا الوضع على مخاطر فقط، أم أنه يضمر فرصاً جديدةً أيضاً؟ [تقدير موقف بقلم خبير إسرائيلي في الشؤون الأمنية والإستراتيجية]
منذ العشرين من أيار 2007 تدور معارك عنيفة بين الجيش اللبناني ومنظمة "فتح الإسلام" المرتبطة مع تنظيم "القاعدة"، حيث يتواجد العشرات من نشطاء هذه المنظمة في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين المحاذي لمدينة طرابلس. ويبدو أنّ حكومة فؤاد السنيورة، التي تحظى بدعم سياسي وعسكري من حلفائها في المنطقة وفي العالم، مصرّة على طلبها في استسلام الناشطين المحاصرين وترى في هذا الحدث ليس فقط مشكلة أمنية خطيرة وإنما بالأساس امتحان قوة مهمًا بالنسبة للحكومة. وقد جذب هذا الحدث الانتباه من جديد لما يجري في لبنان ولمشكلة الاستقرار اللبناني الهش بالشكل الذي قد يؤثر على المنطقة برمتها وعلى إسرائيل في عدة نواح.
نشهد في الأشهر القليلة الفائتة سلسلة من التصريحات التهديدية الصادرة من طرف موسكو. ففي شهر شباط الماضي قال قائد قوة الصواريخ الروسية إنه في حال أتاحت بولندا وتشيكيا إمكانية نشر منظومات أميركية مضادة للصواريخ في أراضيها فإن في وسع قوة الصواريخ الإستراتيجية الروسية أن تتعرّض لهذه المواقع. وفي شهر حزيران الحالي هدّد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بنفسه بأن تعود روسيا ردًا على نشر هذه المنظومات وتدرس إمكان توجيه صواريخها النووية نحو أهداف أوروبية، الأمر الذي استنكفت عن القيام به منذ أواسط التسعينيات.
بعد تجدد المواجهات العنيفة بين حركتي "فتح" و"حماس" شنت الثانية (حماس) هجوماً شاملاً بهدف تصفية القوة العسكرية لحركة "فتح" والسيطرة على قطاع غزة. واجه الهجوم (الحمساوي) مقاومة ضعيفة من جانب خصوم ذوي دافعية منخفضة وسقطت معاقل "فتح" الواحد تلو الآخر في قبضة "حماس". وعلى ما يبدو فقد أحرزت "حماس" سيطرة كاملة في قطاع غزة ولم يعد لفتح كحركة فاعلة أي تواجد تقريباً. وكرد فعل على هذه الأحداث شرعت حركة "فتح" بحملة اعتقالات لنشطاء "حماس" في مناطق الضفة الغربية، وأعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حالة الطوارئ، وحل حكومة الوحدة الوطنية وعين حكومة تكنوقراط من المقربين لحركة "فتح" برئاسة سلام فياض.
شكل تدمير معظم صواريخ "حزب الله" البعيدة المدى في اليوم الأول للحرب واحداً من أهم منجزات سلاحي الاستخبارات والجو الإسرائيليين. غير أن الوزير شاؤول موفاز ذكر مؤخراً أن إيران وسورية زودتا حزب الله بصواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب أهداف في وسط وجنوب إسرائيل [رؤية تحليلية بعيون إسرائيلية]
الصفحة 12 من 119