اللقاء الذي جمع أخيراً بين رئيس وزراء إسرائيل إيهود أولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وهو اللقاء الأول بينهما منذ لقائهما غير الرسمي في شهر حزيران الماضي، لا يبشر باستئناف عملية السلام الإسرائيلية- الفلسطينية. مع ذلك فإن أهمية هذا اللقاء تتجاوز مجرّد انعقاده، ذلك لأنه قد يشير، على الأقل بصورة كامنة، إلى رغبة مشتركة لدى الطرفين في الخروج من الطريق المسدود الذي يسم العلاقات الإسرائيلية- الفلسطينية منذ انهيار مفاوضات السلام قبل ست سنوات أو أكثر.
في أعقاب الفوز الباهر الذي حققه نيقولا ساركوزي في انتخابات الرئاسة الفرنسية الأخيرة، سيكون كرئيس جديد مدعواً للوفاء بالوعود والتعهدات التي قطعها على نفسه خلال الحملة الانتخابية بتحقيق إصلاحات داخلية وفي الوقت ذاته تجسيد خطوط سياسة جديدة في مجال العلاقات الخارجية. وكان ساركوزي قد أكد في خطاب فوزه على الأهمية التي يوليها للإتحاد الأوروبي لكنه عاد أيضاً ومد يده للولايات المتحدة الأميركية. هذا الخطاب لم يتطرق في الواقع إلى إسرائيل، لكن من المعلوم أن الشرق الأوسط عامة وإسرائيل بشكل خاص مطروحان على أجندة الرئيس الفرنسي الجديد.
قبل حوالي ستة أشهر نُشر بإيجاز مدروس تقرير أمني حسّاس، يحتوي نشرة مؤلفة من 250 صفحة، تناول الجوانب والأبعاد الإستراتيجية للأمن القومي لدولة إسرائيل. دان مريدور، الذي تولى رئاسة اللجنة المكلفة قبل نحو سنة ونصف السنة من قبل وزير الدفاع الأسبق شاؤول موفاز، قدم توصيات لجنته إلى رئيس الوزراء الحالي (إيهود أولمرت)، وبذلك اختفى الموضوع عملياً من الأجندة العامة، وكأنه لم يكن. ويستدل من الحيثيات والتفاصيل القليلة التي تسربت لوسائل الإعلام حول التقرير المصنف كـ "سري للغاية"، أن اللجنة المذكورة أوصت بمواصلة سياسة الغموض التي اتبعتها دولة إسرائيل في كل ما يتعلق بسياسة الذرة الإسرائيلية. في سياق لاحق من التقرير ذكر أنه يتعين على صانعي القرارات في إسرائيل، في حال نجحت إيران في صنع سلاح نووي وإجراء تجربة نووية، إعادة النظر في مدى صلة سياسة الغموض النووي المتبعة منذ عقود عديدة، حين باشرت دولة إسرائيل ببناء المفاعل الذري في ديمونا.
فاجأ وزير الدفاع الأميركي الجديد، روبرت غيتس، كبار المسؤولين الإسرائيليين عندما صرَّحَ أمام الكونغرس (في الخامس من كانون الأول الجاري) إن إسرائيل تمتلك سلاحاً نووياً. بعد بضعة أيام جاءت زلة لسان رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، أثناء مقابلة مع شبكة تلفزة ألمانية (في 11 كانون الأول) أشار فيها إلى إسرائيل كواحدة من الدول النووية.
القذيفة الطائشة التي أطلقها الجيش الإسرائيلي في الثامن من تشرين الثاني الماضي أثناء نشاط اعتيادي لإحباط إطلاق صواريخ "قسّام" من قطاع غزة إلى النقب الغربي، تسببت في مقتل ثلاثة وعشرين شخصاً من سكان بيت حانون.
هل تتجه مصر حقاً نحو حرب مع إسرائيل؟
في مَقالِهِ الذي نُشِرَ في "هآرتس" (4/12/2006) سعى عضو الكنيست يوڤال شتاينيتس (ليكود)، إلى إماطة اللثام عن وجه جارتنا الجنوبية (مصر) وكشف صورتها "الحقيقية".
وبحسب إدعائه فإن تعاظم الجيش المصري وتدريباته ومناوراته العسكرية موجهة للحرب مع إسرائيل، وأن تزايد عمليات تهريب السلاح عبر محور فيلادلفي ما هو إلاّ جزء من خطة عمل مصرية لها غاية مزدوجة: "دعم هادئ للإرهاب" ضد إسرائيل ودعوة لنشر قوات مصرية أكبر في سيناء، بما يؤدي إلى إلغاء كون شبه جزيرة سيناء منطقة منزوعة بمقتضى ما نصت عليه معاهدة السلام بين البلدين.
الصفحة 15 من 119