المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

في الوقت الذي تحث فيه الإدارة الأميركية إسرائيل والفلسطينيين على التوصل، حتى نهاية هذا العام- 2008، إلى اتفاقية إطار تحدد ملامح الدولة الفلسطينية وتعالج جميع القضايا الجوهرية، ومن ضمن ذلك ما يصفه الفلسطينيون بـ "حق العودة"، فإن هناك بلا شك أهمية- ولو رمزية-للعمل السياسي في واشنطن بشأن واحدة من المسائل التي نادرا ما بحثت حتى الآن، ألا وهي مصير اليهود المهاجرين من الدول العربية، والذين عانوا خلال الأجيال والعقود الأخيرة من ملاحقات واضطهاد واقتلاع من بيوتهم وفقدان لممتلكاتهم.

في السنوات الأخيرة نشطت في الولايات المتحدة عدة هيئات وأطر تتطلع إلى إعادة طرح الموضوع على الأجندة العامة والسياسية، والسعي في خضم ذلك إلى التأكيد أن "مشكلة اللاجئين" ليست مقتصرة على الفلسطينيين حصراً. ومن أهم هذه الهيئات والأطر العاملة في الولايات المتحدة JJAC Justice For Jews from Arab Countries-- وهي ائتلاف لمنظمات جماهيرية يهودية تعمل برعاية "مؤتمر رؤساء الإتحاد السفاردي- اليهودي الشرقي- الأميركي" بالتعاون مع المجلس اليهودي الأميركي والكونغرس "السفاردي" العالمي وعدد آخر من المنظمات اليهودية الأميركية. وتتركز جهود JJAC في الساحة السياسية الأميركية . وهناك أيضا منظمة the Middle East and North Africa Jews Indogenous to- JIMENA (يهود بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا )، وتتبنى هذه المنظمة، التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها، أهدافاً سياسية مشابهة لسابقتها.

وقد تعاونت هاتان المنظمتان في دفع مبادرات تشريعية في مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين، تدعو إلى التطرق بشكل صريح إلى حل مشكلة اللاجئين اليهود العرب، ضمن بنود أي اتفاقيات سلام مستقبلية تتناول أو تتطرق إلى مشكلة اللاجئين الفلسطينيين. منظمة JIMENA لا تطرح هذا الموضوع كخطوة تستهدف ابتزاز تعويضات أو عرقلة المحاولات لحل مشكلة اللاجئين، وإنما كتعبير عن الحاجة إلى إرساء السلام المستقبلي على الحق والعدل على جانبي المتراس.

كذلك عملت المنظمتان من أجل التطرق للموضوع في وثائق لقاء أنابوليس في تشرين الثاني الماضي، إلاّ أن هذه المسعى لم يتكلل بالنجاح. غير أن الاتصالات التي أجراها موريس شوحط، أحد رؤساء منظمة JJAC ، مع الإدارة الأميركية أحرزت تقدماً أفضى إلى التطرق للموضوع من قبل الرئيس بوش فيأثناء زيارته لإسرائيل.

وكان الرئيس بوش قد أكد في مقابلة نشرتها صحيفة "جروزاليم بوست " الإسرائيلية بأنه يعي المصير الذي حل بيهود الدول العربية وعدد اللاجئين اليهود الذين اقتلعوا وشردوا في الفترة التالية لحرب 1948، وهو تصريح غير مألوف يعكس مدى إصغاء الرئيس بوش لمواقف أساس إسرائيلية ويهودية في هذا الشأن.

_______________________________

* الكاتب كولونيل احتياط في الاستخبارات وخبير في السياسة الدولية والعلاقات الأميركية- الإسرائيلية ويعمل مديراً لمكتب إسرائيل والشرق الأوسط في المجلس اليهودي الأميركي. المقال ترجمة خاصة بـ"المشهد الإسرائيلي". (المصدر: شبكة الانترنت).

المصطلحات المستخدمة:

حق العودة, جروزاليم بوست

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات