المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • مقالات مترجمة
  • 2745

مقابلة مع شمعون بيرس
نشر موقع (bitterlemons) على شبكة الانترنت مقابلة مع وزير الخارجية الاسرائيلية السابق شمعون بيرس (العمل) تطرق فيها الى التطورات المحتملة في الشرق الاوسط في حال شن عدوان امريكي شامل على العراق، وما قد يجره هذا العمل على مسار التسوية الفلسطيني – الاسرائيلي المنقطع. وقال ان واشنطن لن تتمكن – بعد العراق – من تجاهل "الرباعية" ومواصلة اداء دور الخادم الأمين لسياسة ارئيل شارون. فيما يلي نص المقابلة:

 

* كيف ستؤثر حرب في العراق على الانتخابات في إسرائيل؟

بيرس: سيذهب الناخبون إلى صناديق الاقتراع وهم منشغلون بموضوع العراق والعلاقات مع الولايات المتحدة. وكلما اقتربنا من الحرب كلما كان المناخ أقرب إلى التفكير المتجه أمنيا.

* ما نوع الائتلاف الحكومي الذي ترغب في رؤيته بعد الانتخابات؟

بيرس: ائتلافا له ثلاثة أهداف: يوافق على دخول مفاوضات مع الفلسطينيين فورا، ويوافق على دولة فلسطينية، ويوافق على تغيير النظام الانتخابي برفع نسبة الحسم للدخول إلى الكنيست. هذا الائتلاف وسطي التوجه، وقائم على الحزبين الكبيرين، وإلا فإنه لن يحصل على أغلبية. ولن يكون معتمدا على الأحزاب الدينية والمستوطنين. سيفصل بين الدين والسياسة. وأما البديل فائتلاف يميني يعتمد على المستوطنين.

* إنك في الواقع تنوه بأهمية موضوع المستوطنات. ما الحل الذي تراه لهذا الموضوع بعد الانتخابات؟

بيرس: التفكيك الكامل للمستوطنات في قطاع غزة وحده. وفي الأماكن الأخرى الأمر معقد، وأقترح ثلاثة مبادئ: إزالة المستوطنات النائية، وتجميع المستوطنات في كتل استيطانية بما في ذلك تبادل للأراضي مع الفلسطينيين، ولكل من لا يرغب في مغادرة المستوطنة أو الانتقال إلى الكتلة الاستيطانية فله الحق في البقاء تحت الحكم الفلسطيني مع قيام إسرائيل بضمان سلامته.

* هل سيؤدي غزو الولايات المتحدة للعراق إلى تحقيق رؤيتك لشرق أوسط جديد؟

بيرس: بعد الحرب العالمية الثانية كانت المشكلة الأساسية الشيوعية. واليوم هي الإرهاب. وقد تكون الشيوعية في المحصلة أهون، لأنها لم تكن عدائية كالإرهاب. المسألة ليست هي أن أميركا تهاجم الإرهاب، الإرهاب هو الذي هاجم أميركا. هذه الحرب ليست حرب جيش ضد جيش، ولكنها عملية رص الصفوف ضد الإرهاب. إن اقتراب العراق من الحصول على سلاح نووي هو الذي وضعه على رأس قائمة الأهداف. السؤال هو إن كانت الولايات المتحدة ستقوم بالعمل بمفردها أم بشكل منسق. لست أرى أي احتمال لفشل أميركي، الولايات المتحدة في وضع المدافع ولا خيار آخر لديها. ما يدور الكلام عليه هو ما إن كان رد الفعل العالمي سيقتصر على الحرب ضد الإرهاب أم سيتناول أيضا مسألة منع نشوء بنية تحتية للإرهاب أيضا. ما فائدة سحق الإرهاب دون التخلص من البنية التحتية له.

* بحسب فهمك للأميركيين فهل هذا ما سيفعلون؟

بيرس: في الواقع لا، ولكنني أعتقد أنهم سيتقدمون في هذا الاتجاه، وأن غزو العراق سوف يخلق شرق أوسط جديدا. وبكلمات أخرى سيدخل الشرق الأوسط عهدا جديدا. في الوقت الحاضر فإن هذا سيحدث بدون مشاركتنا طالما لم يكن هناك حل للمشكلة الفلسطينية.

شعوب كثيرة في المنطقة يحكمها دكتاتورون خائفون، وهم محتارون أيخافون أكثر من الإرهاب أم من الحرب على الإرهاب. الأسد يخاف على شرعيته بسبب الحرب ضد الإرهاب. وعرفات يمكن أن يفقد شرعيته أيضا. السعوديون منحوا المال للإرهاب عن خوف. ليست هناك دولة ترعى الإرهاب يمكن أن تكون ديمقراطية. لست مؤمنا بوصف إلزوورث هنتنغتون لصراع الحضارات، ففي داخل كل حضارة ثمة صراع. في تلك الدول (التي تدعم الإرهاب) ستحدث ثورات. وسيلعب التلفزيون دورا شبيها بالذي قام به في انهيار الستار الحديدي. هذا سيحدث عند الفلسطينيين أيضا. العالم العربي ناضج للثورة الداخلية مثل الاتحاد السوفياتي والصين في العقد الماضي.

* ماذا سيحدث لعملية السلام أثناء الظروف التي وصفتها والتي ستسود بعد الحرب؟

بيرس: سيكون هناك ثلاثة لاعبين: نحن، والفلسطينيون، والرباعية. لن نتمكن من الاستمرار في اللعب على تناقضات القوى. بعد العراق لن يكون للأميركيين مفر من التعاون مع اللجنة الرباعية. حدث هنا شيئان: الإيجابي منهما أن طبيعة الحل معروفة إلى حد كبير. والسلبي أن الثقة اختفت. هذا يقودنا إلى مهمة الرباعية. خلافا للآخرين، لا أعتقد أن على الرباعية أن ترسل جنودا إلى هنا، بل يجب عليها ضمان تقديم مساعدات مالية، ومنح شرعية لنظام فلسطيني آخر يتاح لعرفات أن يبقى فيه لكن دون الاحتفاظ بدور الفيصل النهائي. إن قرار [رئيس الوزراء أرئيل] شارون قبول خطة بوش سيرتد عليه. إذا رفض إريك أن يقر بالواقع فإنه لن يظل رئيسا للوزراء.

* أنت، كحالك المعهود، متفائل دوماً.

بيرس: أنظر: لم يعد هناك استراتيجيات قومية. هناك فقط فقر قومي. مع حلول عهد الاقتصاد العالمي فإن هناك استراتيجيات عالمية وحسب. نحن ننتقل من حقبة الأعداء القوميين إلى حقبة المخاطر العالمية. هل تستطيع أن تضع حدودا للتلوث؟ نحن في إسرائيل نعيش في الماضي. في عام 1965 خرجت بشعار "إدخال البلاد في موجة العلم". وقد سخروا مني قائلين: "ذاكم هو بيرس وأحلامه من جديد.." وانظر إلى حالنا اليوم..

شمعون بيرس هو الان عضو في الكنيست عن "العمل"، وكان رئيسا لوزراء إسرائيل مرتين، ووزير دفاع ووزير خارجية. وهو حائز على "جائزة نوبل للسلام" بالاشتراك مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحاق رابين.

تم نشره في 23/12/2002

المصطلحات المستخدمة:

دورا, الكتلة, الكنيست

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات