المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • مقالات مترجمة
  • 1998

1) أوريا شفيت: الاسرائيليون يتحمسون لنهاية سريعة للحرب المحتملةعندما يتظاهر فتية الورود الاميركيون ضد الحرب المقتربة ضد العراق، فانهم يستندون الى صدمة فيتنام. قبل ثلاثين سنة علمنا مقاتلو العصابات المصممون، بأن التفوق الاقتصادي والتقني للولايات المتحدة لا يمكنهما ان يلحقا الهزيمة بنظام عنيد يتمتع بعطف شعبي واسع. امريكا هُزمت. والدرس المرير بقي ندبا عميقا في جسدها. عندما يكتب مثقفون اميركيون ضد الحرب المقتربة ضد العراق، فانهم يستندون أحيانا الى نظرية "الرئيس العراقي الحضارات" لصموئيل هنتنغتون. النظرية التي نالت زخما في بداية التسعينيات وتحظى بالمجد مؤخرا، وصفت عالما من الاحتكاك الثقافي - الديني. ويخشى المستندون الى هنتنغتون بأن تنتهي محاولة اسقاط الرئيس العراقي بصراع مضرج بالدماء من العالم الاسلامي ضد الولايات المتحدة.

 

ولكن هل ان هؤلاء المتخوفين ذوو صلة حقا؟ فبغية الحصول على صورة أكثر صدقا عن الشكل الذي قد تتطور فيه المعركة ضد العراق، يجدر القاء نظرة الى المحاولتين الاخيرتين للاميركيين لاسقاط نظام معاد. الاولى كانت قبل ثلاث سنوات في يوغسلافيا بقيادة سلوبودان ميلوسيفيتش. ما الذي قالته أفضل العقول والمحللين عن الولايات المتحدة عندما انطلقت الى المعركة على مستقبل كوسوفو على رأس حلف الناتو. قالوا ان العملية الاميركية ستثير الحضارة السلافية، ذلك ان روسيا لا يمكنها ان تبقى لامبالية حين تتعرض حليفتها التاريخية للهجوم، وقالوا ان الشعب الصربي العزيز لن يستسلم أبدا، وقالوا انه لا يمكن حسم المعركة بالقوة الجوية وحدها، وعليه فان الولايات المتحدة ستتورط في معركة برية مضرجة بالدماء.

إذن قالوا، ولكن المعركة الجوية استمرت 78 يوما فقط. وصربيا استنزفت الى ان استسلمت بلا شروط. وتقريبا لم يقع أي قتيل بين صفوف جنود الناتو. واضطر ميلوسيفيتش الى الانسحاب من اقليم كوسوفو وتسليمه الى قوة من الامم المتحدة. وقد سلم وأُحيل الى المحاكمة لارتكابه جرائم حرب.

المحاولة الاميركية الاخرى لاسقاط نظام وقعت قبل عام ضد طغيان طالبان في افغانستان. ما الذي لم يقله أفضل الخبراء والمحللين عندما انطلقت الولايات المتحدة للمعركة؟ قالوا ان العملية الاميركية ستثير الكثير من ردود الافعال وقالوا ان الاميركيين سيغرقون في المستنقع الافغاني مثلما حصل للاتحاد السوفييتي، وقالوا ان الجيش الاميركي سيتورط في حرب قبلية وسيدفع المئات من جنوده الثمن بحياتهم.

إذن قالوا، ولكن المعركة في افغانستان استمرت أقل من شهرين. وطالبان هزموا. وتقريبا لم يقع قتلى اميركيون. وزعماء النظام وشريكهم أسامة بن لادن صاروا مجرمين فارين - هذا اذا كانوا بقوا على قيد الحياة أصلا. وفي افغانستان أقيم نظام متعاطف مع الولايات المتحدة. وباستثناء بعض المظاهرات قليلة المشاركين لم تجر أي احتجاجات حقيقية ضد العملية الاميركية. فلماذا حظيت الولايات المتحدة بانتصارات مظفرة وسريعة بهذا القدر في صربيا وفي افغانستان؟ لهذا سببان. ان التفوق الجوي المطلق، والذي يستند الى تطويرات تكنولوجية للسنوات الاخيرة، تتيح اليوم للجيش الاميركي حل البنى التحتية، وتصفية منظومات الاتصال، وتفتيت القوات النظامية والوحدات المتفرقة، وتشويش نمط الحياة بلا رجعة. وخلافا للسبعينيات، فليس للطرف المقابل أي قدرة على التصدي لزمن طويل في وجه الدقة والقوة لمنظومات السلاح الاميركي. والسبب الآخر لانتصارات الاميركيين هو ان العدو لم يكن لديه من يتوجه اليه بطلب المساعدة. ففي عالم القوة العظمى الوحيدة الذي نشأ في أعقاب الحرب الباردة. فان قوة الولايات المتحدة كبيرة لدرجة انه لا تجرؤ أي قوة عظمى اقليمية - بما في ذلك روسيا والصين - على الخروج لحماية أعدائها. فنظام ميلوسيفيتش، مثله مثل نظام طالبان، وجدا نفسيهما منعزلين تماما تقريبا قبالة الولايات المتحدة. من الصعب على المرء ان يرى فيم تختلف عن ذلك الحالة العراقية. تفوق الجيش الاميركي على الجيش العراقي ليس أقل من ذاك الذي كان له على الجيش الصربي. ومثل صربيا وافغانستان، فان العراق ايضا سيجد نفسه منعزلا أمام جبار جاء ليدوسه.

وفضلا عن ذلك: نظام الرئيس العراقي - مثله مثل نظام طالبان، وخلافا لنظام ميلوسيفيتش - سيجد نفسه في غضون عدة ايام بعد بدء الحرب يتصدى لتحالف معاد من الداخل، تحالف بحكم اللحظة بين ابناء الجنوب والأكراد في الشمال كفيل بضعضعة القوات الموالية للرئيس العراقي، يكفي ان يضع الآلاف منهم، ممن يخدمون في الوحدات الخاصة، أسلحتهم كي يصار الى ضمان الاطاحة الفورية بالنظام.

الحذر مهم دوما. الرئيس العراقي المصمم والداهية من شأنه ان يكون أخطر من ميلوسيفيتش ومن الملا عمر. ولكن لا تندهشوا اذا ما انتهت المعركة في العراق حتى قبل ان نقول "جرثومة خبيثة". ("عن معاريف")

2) يوئيل ماركوس: حملة تخويف متعمدة يشنها القادة الاسرائيليون

ما ان نشاهد العناوين الكبيرة باللون الأحمر حتى يجلل السواد عيوننا. الحرب ضد العراق لم تبدأ بعد، الا ان مستوى جزع الجمهور يفيض على الجانبين.

وكيف يمكن ان يكون الامر غير ذلك مع عناوين صحف على شاكلة: "اسرائيليون كثيرون سيغادرون للخارج خلال الهجوم"، و "الولايات المتحدة ستلمح لاسرائيل بموعد الهجوم لافساح المجال أمام تأجيل موعد الانتخابات"، و"في الخامس عشر من يناير ستدخل اسرائيل في حالة تأهب قصوى"، و "يتدارسون تطعيم كل السكان ضد الجمرة الخبيثة"، و "سفارة الولايات المتحدة تنتقل الى ايلات"، و"خطر الموت الأسود"، و"اميركا ستهاجم والرئيس العراقي قد يصب جام غضبه على اسرائيل".

هذه الأنباء والأخبار المخيفة لم تولد من تلقاء نفسها، فهي تزحف وتتسرب من الأعلى، من قمة الحكم. الساخرون سيقولون بأن الحرب الآن تدور على كسب صوت الجماهير. الاخافة الجسدية تغطي على عناوين الصحف التي تتحدث عن الفساد في الليكود. فنكلشتاين يقوم بفرك يديه بالتأكيد. تهديد الصواريخ الكيماوية سيغطي على سيطرة المافيا على كتلة الليكود في الكنيست ويُنسي الناس حتى أمر عمري شارون. وهواة الهزل سيضيفون قائلين بأن كل شيء يبدأ وينتهي عند الهجوم على الزعامة. من الأفضل التنبؤ بأسوأ الامور التي لن تحدث ليفيق الواحد ويرى العكس قد حدث. العبرة المستفادة من حرب أكتوبر التي حدث فيها عكس ما توقعه صانعو القرار ما زالت تطاردهم. ولهذا السبب تراهم يدخلون الناس في حالة جزع مخيفة وهستيرية حماية لانفسهم. الشعار الشائع بأننا سنهاجم العراق اذا هاجمنا يهدف الى اقناع الولايات المتحدة بمنح اسرائيل مظلة ضد الهجمات العراقية. وبما ان هذه المظلة قد أُعطيت لنا من خلال تعهد شخصي من بوش فليس من المفهوم لماذا يتوجب تكرار التهديد الذي يغيظ الادارة الاميركية ويرسم انطباعا بأننا مشاركون في الحرب التي لا ترغب الولايات المتحدة مشاركتنا فيها.شارون طالب وزراءه بالكف عن التهديد، الا انه واصل بنفسه تحذير العراقيين كل صباح وأوجد انطباعا بأننا نزج بالقوة في حرب ليست لنا. كما ان وزراءه لم يتغلبوا على رغباتهم في وصف اللوحات التصويرية حول ما يرغب العراق في إلحاقه بنا وكيف سيكون ردنا عليه. هذا عنوان جيد لكل وقت وحين.الا ان الذعر يتغذى ايضا من الرسائل المزدوجة التي تصدر عن القيادة، فهم يقولون لنا من ناحية ان علينا ان لا نخاف واننا على أهبة الاستعداد. رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" يقول إنه لا وجود للصواريخ في غربي العراق، وانها لن تكون هناك. أما رئيس هيئة الاركان فيقول بأن التهديد العراقي لا يقلقه لان احتمالات عدم تعرضنا للهجوم جيدة. ومن الناحية الاخرى نجد قادة الاجهزة الامنية يطلقون التهديدات بأننا سنرد اذا تعرضنا للهجوم. واذا كنا مستعدين الى هذه الدرجة فلماذا لا يعبر قادتنا عن المزيد من الأمن والأمان؟ فهل هذا هو الاسلوب الصحيح لادارة الأزمة؟.

في جوهر الامر، هناك فوارق ملموسة بين حرب الخليج التي ركزت على تحرير الكويت وبين الحرب الساعية الى دحر الرئيس العراقي صدام حسين. أولا كان تهديده في حينه "بحرق اسرائيل" موجها لجرها للرد بطريقة تفكك التحالف العربي مع امريكا. أما الآن فالرئيس العراقي تحديدا معني بالحفاظ على التحالف الذي يتحفظ من الحرب: الروس والصين وأغلبية اوروبا والوطن العربي. وهؤلاء هم الذين قد يخلصونه في مرحلة معينة من الأزمة. أما اذا قام الرئيس العراقي بإشهار سلاح الابادة الجماعية ضدنا فجأة بعد ان أقنع الجميع انه لا يملك هذه الاسلحة فانه سيخسر كل العالم. من هنا يصبح خطر هجومه علينا أقل احتمالا ومنطقية. وثانيا، اسرائيل أكثر استعدادا عما كانت عليه في حرب الخليج، هذا بينما أصبح العراق أضعف وقلت قوته. وغرب العراق الذي يعتبر منطقة الاطلاق علينا سيكون بيد الاميركيين. والصواريخ القليلة التي سيكون بامكان الرئيس العراقي ان يطلقها سيتم اعتراضها من قبل شبكة الحيتس والباتريوت الدفاعية. والطائرات العراقية ستكتشف من الرادار في وقت مبكر ويتم تدميرها على مسافة آمنة عن اسرائيل. وفي خلفية كل ذلك يوجد تهديد اميركي بمهاجمة العراق نوويا اذا استخدم سلاحه الكيماوي ضدنا وضد حلفاء امريكا.

الخبراء يجمعون على ان شعور الرئيس العراقي بأن نهايته قد اقتربت سيدفعه لاطلاق كل ما لديه من اسلحة. والسؤال هنا اذا كان جنرالاته سينفذون أوامره حينئذ. في عام 1991 أطلق العراق على اسرائيل 39 صاروخ سكود، ومات حينئذ 12 شخصا من النوبات القلبية، الا ان هذه الصواريخ لم تقتل أي شخص. أما الآن حيث أصبحنا أكثر استعدادا، وتقلص خطر الهجوم علينا واحتماليته، فيتوجب علينا ان نحافظ على أنفسنا من الاصابة بالخوف الشديد الذي يبثه قادتنا في نفوسنا. (عن "هآرتس")

3) ب. ميخائيل: ثلاثة أسباب مفترضة تكمن وراء الحرب الخرقاء المقبلة

من المذهل ان نرى كيف يقود الثلاثي الرائد الاميركي شعبه، وأجزاء مختارة من باقي العالم، نحو حرب لا معنى لها، لا ذريعة ولا منطق لها.

ببطء مريح، باحتقار متعاظم للحاجة الى قول الحقيقة أو تكليف النفس عن ايجاد التفسير، بعناد طفل مدلل لن يرفع يده عن لعبته.كل الذرائع التي ألصقت بهذه الحرب بدت مفندة. في البداية بذلت جهود لربط الرئيس العراقي بالقاعدة. ولكن المحاولة فشلت. كما ان زعم الاميركيين بأن ضابط استخبارات عراقياً التقى بمندوب القاعدة في مكان ما في شرقي اوروبا تبين انه كذب (بوب سايمون في "ستون دقيقة" كشف الأحبولة).

بعد ذلك جرى صخب اعلامي عال وكأن العراق يواصل جهوده لبناء السلاح النووي بمساعدة "أنابيب المنيوم" عجيبة. أحبولة. كل الخبراء النوويين الذين سئلوا يقولون بالاجماع ان لا أساس من الصحة لذلك.

والآن لم يتبق سوى السلاح الكيماوي والبيولوجي. ولكن يبدو ان هذه الفقاعة توشك على التبدد. فمراقبو الامم المتحدة انتهوا من اللعبة التي فرضها عليهم تشيني ورامسفيلد وهم يطالبون - وعن حق - بأن ينقل الاميركيون اليهم أخيرا المعلومات المفصلة التي يدعون وجودها. وللوهلة الاولى، فان الاميركيين أنفسهم كان يجب عليهم ان يبادروا الى مثل هذه الخطوة. ولكن الاميركيين بحمية الغضب ضد تسليم مثل هذه المعلومات. فهم لا يريدون للسلاح، هذا اذا كان موجودا أصلا، ان يكتشف. انهم يريدون الحرب. والضغط الفظ وحده هو الذي حملهم على الموافقة بشفاه مرتجفة على تسليم معلومات ما.

لا يوجد بالمناسبة، أي مجال للقلق. فحتى لو لم يكتشف أي شيء في قائمة المواقع التي (ربما) ينقلها الاميركيون لمراقبي الامم المتحدة، فسيدعي تشيني ورامسفيلد انه ها قد ثبت مجددا كم هم خطرون العراقيون، الذين نجحوا في تهريب مخزون السلاح من تحت أنف المراقبين وإخفائه في موقع سري آخر. قد لا تصدقون، ولكن يبدو ان الولايات المتحدة تسير نحو هذه الحرب الخرقاء انطلاقا من واحد أو من كل من الأسباب التالية: 1. الفشل الآخذ في الظهور في افغانستان: بن لادن حي يرزق، والامم المتحدة تقول في تقاريرها ان قواعد القاعدة غدت تعمل هناك من جديد، والسلطة المركزية لم تعد قائمة عمليا، والدولة تسيطر عليها مجددا مليشيات منفلتة تابعة لزعماء القبائل، وصناعة المخدرات تضاعفت وافغانستان قريبة من تزويد 75 في المئة من استهلاك الهيروين العالمي، ومكانة المرأة لم تتغير، والأحداث الارهابية تعود من جديد... (توقع بما سيحصل في العراق في المستقبل). وهكذا فانه في ظل غياب بن لادن معلق على شجرة، تضطر الادارة الاميركية لبديل بن لادن. موجود، مشابه، مكروه، وسهل للاحباط المركز. الرئيس العراقي مرشح رائع. وتحطيمه سيرفع المعنويات، ويُنسي الفشل في افغانستان. 2- كبرياء الأب: بيبي بوش يسعى الى ضرب الرجل الذي أهان بابا بوش. غدد الكبرياء التكساسية منتفخة وملتهبة بقوة وحرارة.

3- الحرب هي أمر رائع: العصبة التي تلتف حول العبقري من البيت الابيض تعرف بوضوح بأن من الأفضل له ان يلوح بالحراب ويقاتل الأعداء الأشرار طوال سنوات رئاسته. فيكفي ان يتوقف للحظة واحدة قصيرة عن المطاردة المجنونة وراء "اولئك العصاة الملاعين" حتى يتبين للعالم أجمع ضحالة فكره واخفاء عيونه الذكية خلف ستار من دخان المعارك - يكون لهم أمل في ان يهندسوا له ولاية جديدة.

من سينفي ان انتصارا اميركيا معتبرا سيحقق كل هذه الأهداف بالفعل. ولكنه سيحققها وحدها فقط. وبالمقابل فانه سيؤدي الى تعاظم الارهاب، والى الفوضى التامة في العراق، والى تصاعد النزعة المناهضة لاميركا، والى خطوة غير صغيرة اخرى نحو حرب الجميع ضد الجميع.

واذا كان ثمة شيء مذهل أكثر من العناد الاميركي للتسلي بحرب لا داعي لها، فان هذا هو الحماسة التي تنخرط فيها دولة اسرائيل في هذه اللعبة. فنحن فرحون بالعرس أكثر من العريس نفسه. وبالفعل يحتمل ان يصل الجنون بعد عدة ايام الى ذروته: دولة اسرائيل ستعرض حياة وصحة مواطنيها بقرار مجنون تماما بتطعيم جماهيري ضد الجمرة الخبيثة. اعتبار طبي - أمني؟ حُمى. ان احتمال الهجوم البيولوجي (ومن قال انه سيكون بالجمرة الخبيثة بالذات؟) طفيف بمئات الدرجات من احتمال ان يموت بضع عشرات من الاشخاص، أو يمرضوا أو يشوهوا لباقي عمرهم نتيجة لهذا التطعيم اللعين. السياسة الساخرة وحدها هي التي تقف خلف مثل هذا القرار. غايته مزدوجة. اولا - مساعدة الاميركيين في مهمة تسويق الحرب ("ها هم الاسرائيليون اقتنعوا")، وثانيا - الحرص على ان يكون رأس الناخب قلقا في الاسابيع القريبة المقبلة بالهستيريا الأمنية البهيجة والغامضة. فمثل هذه الهستيريا تساعد الناخب دوما على ان يدس في مظروفه بطاقات شارون وما يليه بالذات. (عن "يديعوت احرونوت")

4) ايتان غليكمان: رياح الحرب تهب

متى ستنشب الحرب؟ في مواجهة هذا السؤال، يسود الاعتقاد في اسرائيل ان الاميركيين سيهاجمون العراق في نهاية يناير، بداية فبراير، بعد أن ينقل المراقبون تقريرا اجماليا من العراق، وبعد ان تعلن الولايات المتحدة عن نواياها امام مجلس الامن. في 15 يناير ستنتقل اسرائيل الى حالة التأهب القصوى "البَرَد الاحمر"، ووفقا لذلك ستستعد قوات الجبهة الداخلية. هل شركة الدفاع الاسرائيلية ستساعد؟ لا يوجد للرئيس العراقي الكثير من الصواريخ وستحاول الولايات المتحدة منع اطلاق صواريخ سكود المتوفرة لديه. شبكات صواريخ حيتس وباتريوت منتشرة في اسرائيل من اجل اسقاط صواريخ سكود. يدور الحديث عن شبكات متقدمة جدا اكثر من التي استخدمت في حرب الخليج، ولكن لا يوجد ما يؤكد بان شبكة الدفاع هذه تكفي. سيحاول الاميركيون بواسطة شبكة اقمار صناعية تشخيص وتدمير قاذفات الصواريخ العراقية قبل أن تعمل ضد اسرائيل. ولكن قد يستطيع صدام اطلاق عدة صواريخ.

هل ستحصل اسرائيل على انذار مبكر من الولايات المتحدة؟ اسرائيل والولايات المتحدة تعملان "بتنسيق استراتيجي وتنسيق اجهزة"، على حد تعبير رئيس الحكومة شارون. ويسود التقدير بان اسرائيل ستحصل على انذار قبل سبع دقائق على الاقل من سقوط الصاروخ، بواسطة شبكة اقمار صناعية ورادارات بطاريات حيتس. ما هو الافضل الدخول الى غرفة محكمة الاغلاق او ملجأ؟ يؤكدون في قيادة الجبهة الداخلية بان الاوامر ستكون هي التوجه الى الملجأ الحي او غرفة حماية خاصة، اذا امكن الدخول اليهما خلال ثلاث دقائق. فقط اذا لم يكن بامكانكم الوصول الى الملجأ في الفترة الزمنية يجب التوجه الى غرفة محكمة الاغلاق. هل مرض الجمرة الخبيثة خطير؟ الجمرة الخبيثة هو مرض فتاك وينجم عن فيروس وينتقل من انسان الى آخر. ونسبة الوفاة نتيجة هذا المرض عالية جدا: حوالي 30 في المئة من المرضى يتوفون بعذاب. ابيد المرض في العالم في بداية الثمانينيات ولكن ثمة عدة دول ومنظمات ارهابية عملت في السنوات الاخيرة في تطوير فيروس الجمرة الخبيثة واستخدامه كسلاح بيولوجي. المعروف هو ان صدام ايضا يمتلك سلاحا بيولوجيا كهذا وقد يستخدمه في حالة تعرضه للهجوم من قبل الاميركيين. وحسب التقديرات وفي حالة انتشار المرض في اسرائيل سيكتشف كل يوم حوالي 300 مريض جديد. اسرائيل هي الدولة الاولى في العالم التي طعمت قوات الانقاذ فيها ضد هذا المرض وستكون كما يبدو الدولة الاولى التي تطعم مواطنيها. على خلفية رياح الحرب تدرس دول اخرى في الغرب منها الولايات المتحدة تطعيم مواطنيها. هل كل شخص في اسرائيل يستطيع الحصول على التطعيم؟ لا. ثمة حوالي 750 الف شخص في اسرائيل لا يستطيعون الحصول على التطعيم بسبب اوضاع طبية مختلفة. وكذلك يمنع تلقيح المرضى المصابين بالامراض الجلدية المختلفة وافراد عائلاتهم والنساء الحوامل ومرضى الايدز ومرضى السرطان الذين يتلقون العلاج الكيماوي. ما العمل اليوم؟ يجب التوجه الى محطة تجديد الاقنعة الواقية والتأكد من ان كل الاقنعة في العائلة سليمة. اعداد غرفة داخلية مغلقة بمساحة 5م2 على الاقل تكون بعدد اقل ما يمكن من النوافد والجدران الخارجية.

اعداد اجهزة الاغلاق المحكم بالبيت مثل الاشرطة اللاصقة والبلاستيك ومادة لاغلاق النوافذ.

التأكد من أنه يوجد في البيت احتياطي غذائي لمدة اسبوعين على الاقل.

اعداد حقيبة اسعاف اولي وفانوس وارقام هواتف مراكز الاسعاف.

متابعة تعليمات التطعيم بوسائل الاعلام.

(عن "يديعوت أحرونوت")

 

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات