الثقة بمؤسسات الدولة
لا يزال الجيش الإسرائيلي، كما كان على الدوام، على رأس قائمة مؤسسات الدولة من حيث مستوى ثقة الجمهور اليهودي به، إذ يحظى بثقة 90% منه. ويأتي بعده مباشرة، لكن بفارق ملحوظ، رئيس الدولة (71%)، ثم المحكمة العليا (55%). في المقابل، أقل من نصف الجمهور اليهودي (44%) يثق بالشرطة الإسرائيلية، مقابل 53% لا يثقون بالشرطة. أما بين المواطنين العرب، فنسبة الذين لا يثقون بالشرطة تبلغ 60%.
أظهر بحث أجراه "معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي" في جامعة تل أبيب مؤخراً أن أغلبية الجمهور الإسرائيلي تؤيد استمرار النشاطات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل من أجل كبح التموضع العسكري الإيراني في المنطقة الحدودية الشمالية (مع سورية) حتى لو أدت إلى اندلاع حرب.
ووفقاً لهذا البحث الذي شمل استطلاعاً للرأي العام الإسرائيلي، قال 31 بالمئة من الإسرائيليين إنهم يعتقدون أن الجبهة الشمالية تشكل التهديد الأكبر لإسرائيل، في حين قال 26 بالمئة منهم إن البرنامج النووي الإيراني يشكل التهديد المركزي لإسرائيل، وفقط 14 بالمئة منهم قالوا إن الصراع مع الفلسطينيين يشكل المشكلة الأمنية الرئيسة الماثلة أمام إسرائيل. وقالت نسبة مماثلة (14 بالمئة) إن حركة "حماس" في قطاع غزة تشكل تهديدا إستراتيجياً.
% من الجمهور الإسرائيلي يعتقدون بأن النظام الحاكم في إسرائيل "فاسد"؛ 55% يعتقدون بأن الديمقراطية الإسرائيلية تواجه خطراً حقيقياً وجدياً؛ التوتر بين اليمين واليسار السياسيين هو الشرخ الاجتماعي الأخطر في إسرائيل، يليه التوتر بين اليهود والعرب ـ هذه من بين أبرز النتائج التي ظهرت في حصيلة "مؤشر الديمقراطية الإسرائيلية للعام 2019"، الذي أعده "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" وقدمه اثنان من رؤسائه (يوحنان بلسنر، رئيس المعهد، والبروفسور تمار هيرمان، رئيسة مركز غوتمان لدراسة الرأي العام والسياسات في المعهد) إلى رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، يوم السابع من كانون الثاني الحالي.
تعقد الهيئة العامة للكنيست يوم الثلاثاء من الأسبوع المقبل، 28 الجاري، جلسة استثنائية لإقرار إقامة لجنة الكنيست (اللجنة الإدارية) ولجنة خاصة للبحث بطلب بنيامين نتنياهو والوزير حاييم كاتس الحصول على الحصانة البرلمانية منعا لمحاكمتهما طالما هما في الكنيست. وبذلك يكون رئيس الكنيست يولي إدلشتاين قد استغل صلاحياته الى أقصى ما يمكن لتأجيل الجلسة، تواطئاً مع ضغوط نتنياهو وحزب الليكود.
خرج شاي نيتسان في حملة تصد للهجمة التي يقودها ضده زعيم اليمين الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، شخصيا، فبالإضافة إلى تجنيد أفراد أسرته الذين ظهروا في الإعلام وتحدثوا في تقارير تلفزيونية ومقابلات إذاعية، جنّد تاريخه المهني الذي تفاخر من خلاله بأنه اتخذ فيه دوماً جهة ووجهة أجهزة الأمن، وحماية مشاريع مكرّسة للاحتلال أبرزها جدار الفصل العنصري.
مطلع هذا الشهر سلم المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت، رئيس البرلمان (الكنيست) يولي إدلشتاين، لائحة الاتهام التي أوصى بتقديمها ضد نتنياهو، وأمهل الأخير 30 يوما للحصول على حصانة من لجان الكنيست لمواجهة المحاكمة. لوائح الاتهام تضمنت تهم تلقي الرّشى والاحتيال وخيانة الأمانة. هنا كان نتنياهو بحاجة الى عدوّ محدد يطلق عليه سهامه ونيرانه الرمزية، التي يبدو أن هناك من خشي داخل أجهزة الأمن الإسرائيلية من أن تتحوّل إلى رصاصات فعليّة، فتقرّر تعيين حارس شخصي من وحدة حراسة كبار الشخصيات التابعة لجهاز الأمن العام (شاباك)، للمدّعي العام المنتهية ولايته، شاي نيتسان، الذي اختاره نتنياهو عنواناً محدداً لحملته التحريضيّة.
الصفحة 167 من 324