المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
قوة من حرس الحدود تحتشد في طريق الآلام في القدس المحتلة.  (أ.ف.ب)
قوة من حرس الحدود تحتشد في طريق الآلام في القدس المحتلة. (أ.ف.ب)
  • تقارير، وثائق، تغطيات خاصة
  • 3711
  • نهاد أبو غوش

أثارت العمليات المسلحة الثلاث التي وقعت في أواخر آذار الماضي في مدن بئر السبع والخضيرة وبني براك على التوالي، من جديد أسئلة كبرى حول علاقة إسرائيل بتنظيمات السلفية الجهادية وبخاصة ما عرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، حيث أعلنت المصادر الأمنية الإسرائيلية ارتباط منفذي العمليتين الأولَيَيْن بهذا التنظيم، وهم محمد أبو القيعان منفذ عملية بئر السبع التي أودت بحياة أربعة إسرائيليين، والشابان أيمن وإبراهيم اغبارية من أم الفحم منفذا عملية الخضيرة التي قتل فيها شرطيان إسرائيليان. دلّلَت المصادر الإسرائيلية على علاقة هؤلاء الشبان بتنظيم (داعش) من تأكيدها على سابقة اعتقال أبو القيعان وقضائه 5 سنوات في السجون، وكذلك اعتقال إبراهيم اغبارية لدى محاولته التوجه إلى سورية للقتال فيها العام 2016، بالإضافة إلى ما كشفته المصادر الأمنية عن معرفتها المسبقة بتوجهات هؤلاء المنفذين وتأييدهم لأفكار (داعش) حالهم كحال بضع عشرات من الشبان العرب في إسرائيل الذين يخضعون لمراقبة دائمة، ولكن السلطات الإسرائيلية تمتنع عن اتخاذ تدابير عملية ضدهم إلا إذا اقترنت أفكارهم بسلوك عملي كحيازة الأسلحة.

أعلنت مصادر إعلامية مقربة من التنظيم الإسلامي، ومن بينها صحيفة "النبأ" وبعض الحسابات الإلكترونية، تبني التنظيم لعمليتي بئر السبع والخضيرة، بينما لم تثبت أي صلة بين الشاب ضياء حوشية، منفذ عملية بني براك التي قتل فيها خمسة إسرائيليين، وبين تنظيم داعش الذي ما زال منتشرا في بعض المناطق الصحراوية بين سورية والعراق، إلا من زاوية ما يقوله خبراء أمنيون من أن هذا النمط من العمليات يمكن له أن يُلهم شبانا فلسطينيين لتنفيذ عمليات مشابهة.
عدو مشترك لحلف النقب

وقعت عملية بئر السبع على مقربة من مكان انعقاد "قمة النقب" في "سديه بوكر" قرب ضريح دافيد بن غوريون، وشارك فيها وزراء خارجية الإمارات العربية المتحدة والمغرب والبحرين ومصر إلى جانب وزيري الخارجية الأميركي والإسرائيلي، بينما وقعت عملية الخضيرة في أثناء حفل عشاء للمشاركين في القمة الذين أطلعهم وزير الخارجية يائير لبيد على تفاصيلها، فأجمعوا على التنديد بها بحسب المصادر الإسرائيلية، لكن العملية وفّرت فرصة أمام إسرائيل لتقديم نفسها للمجتمعين وللعالم على أنها "ضحية للإرهاب والتطرف" تماما مثل شركائها في قمة النقب، وهو ما يعزز المضمون الأمني بين إسرائيل وأطراف القمة سواء في مواجهة إيران أو أي تهديدات يمكن أن يحملها "الإرهاب".

اللافت أن إسرائيل وأجهزتها الأمنية لم تبادر إلى اتخاذ تدابير وإجراءات سريعة من قبيل اعتقال أولئك المصنفين كمقربين من تنظيم داعش وأفكاره، كما يحصل حين يشتد التوتر مع التنظيمات الفلسطينية، وبدا أن إسرائيل لا تستطيع أن تحدد بنك أسماء لمن يمكن لهم أن ينفذوا عمليات كهذه، فرئيس الحكومة نفتالي بينيت دعا بحسب ما نشر ديوانه على موقعه الرسمي إلى "قراءة العلامات التحذيرية عند الأفراد الذين لا ينتمون إلى أي تنظيم" ليخلص إلى ضرورة إحكام السيطرة الميدانية لإحباط العمليات قبل ارتكابها. وقال في تصريح آخر وجهه لطمأنة الإسرائيليين: "قام الجيش وجهاز الأمن العام بزيادة عملياتهما الاستخبارية بشكل كبير من أجل الوصول في الوقت المناسب إلى أولئك الذين يخططون لتنفيذ عمليات"، وأضاف منوّها إلى غموض توجهات أنصار داعش: "وجّهت بالتعامل مع كل من كانت له صلة بتنظيم داعش، وتنفيذ أي إجراء ضروري بما في ذلك الاعتقال".

لطالما كان موقف إسرائيل من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ملتبسا، إلى درجة دفعت كثيرا من المراقبين والمحللين العرب إلى اعتبار (داعش) صنيعة للمخابرات الإسرائيلية، لم يكن هؤلاء المراقبون يملكون أدلة دامغة على ادعاءاتهم المستندة إلى نظريات التآمر تارة، وإلى التحليل لجهة الخدمة الموضوعية التي يقدمها هذا التنظيم السلفي الجهادي لإسرائيل تارة أخرى، لكن مثل هذه الاتهامات لم تقتصر على إسرائيل، فقد سبق اتهام كل من النظام السوري والاستخبارات التركية بأنهما من أوجدا (داعش)، الأول لشيطنة الثورة السورية تمهيدا للإجهاز عليها، وتركيا بحكم الدور الملحوظ الذي لعبته أجهزتها الأمنية في دعم قوى المعارضة السورية ورعايتها.

وبينما يسعى السياسيون إلى تضخيم خطر داعش على إسرائيل، يؤكد عدد من الخبراء والمتابعين لشؤون الجماعات الإسلامية المتطرفة في إسرائيل، أن لا وجود حقيقيا لتنظيم داعش في إسرائيل، مع إقرارهم بوجود أنصار لهذا التنظيم ممن سافروا أو حاولوا السفر للخارج من أجل الالتحاق بصفوف داعش.

لا وجود لبنية منظّمة

ونشر موقع (واينت) العبري تقريرا موسعا بتاريخ 29/3/2022 أعدته نينا فوكس واستطلعت فيه آراء عدد من الخبراء، وفيه تقر الباحثة اليزابيث تسوركوف بأن عددا من المواطنين الفلسطينيين والعرب تمكنوا من الانضمام لصفوف التنظيم حين كان يسيطر على أراض واسعة في سورية والعراق، إلا أن هؤلاء لا يمثلون خلايا إسرائيلية لداعش، وأشارت إلى أن التحاق عدد من المواطنين الإسرائيليين بداعش تم بمبادرات شخصية منهم وليس بناء على عمليات تجنيد من قبل التنظيم، وأوضحت أن كثيرا من أفكار التنظيم وأساليب عمله متاحة على وسائل التواصل الاجتماعي ويمكن لأي شخص الاطلاع عليها وتقليدها.

ويعتقد يورام شفايتسر، الخبير في "معهد دراسات الأمن القومي"، بوجود خلايا نائمة لأشخاص يتماهون مع أفكار تنظيم الدولة الإسلامية، لكنه يضيف أن هذه ليست ظاهرة منتشرة، ويجزم بأن إسرائيل ليست من ضمن أولويات تنظيم داعش، وهو يؤكد عدم وجود محفز خارجي لعمليتي بئر السبع والخضيرة مرجحا أن تكون خلفية العملية دينية، وبسبب قرب حلول الذكرى الأولى لأحداث رمضان في العام الماضي.

وينفي البروفسور عوزي رابي، رئيس "مركز موشيه دايان لدراسات الشرق الأوسط" في جامعة تل أبيب، احتمال وجود بنية تنظيمية لداعش في إسرائيل ويقول في التقرير عينه "لا أعتقد أن هناك داعش في إسرائيل، هناك ذكريات عن داعش"، وهو يوضح بأن داعش تنظيم لا مركزي وأن من نفذوا العمليات الأخيرة هم أشخاص مُلهَمون وليسوا ناشطين.

وتظهر الصفحة الرسمية لجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) أن عيون أجهزة الأمن الإسرائيلية لم تكن غافلة عن العناصر المؤيدة لداعش والذين سافر بعضهم للقاء قيادات التنظيم في الخارج، أو أنهم التحقوا به وقاتلوا في صفوفه، ففي 17/1/2015 نشر الموقع تقريرا عن قيام جهاز الشاباك بالتعاون مع الشرطة باعتقال سبعة أفراد من سكان الجليل، ويورد التقرير أسماء هؤلاء الذين اعترفوا، بحسب الشاباك، بتشكيل مجموعة دينية سلفية جهادية تؤيد تنظيم داعش وأنشطته في سورية، وأشار التقرير إلى سلسلة من الاجتماعات التي عقدها أفراد المجموعة واتصالاتهم بعناصر التنظيم في سورية من دون أي إشارة إلى خطط ومشاريع لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، ويتضح من بيانات التحقيق أن أبرز الحركات العنيفة التي قام بها هؤلاء هي "التدرب على إعداد قنابل حارقة (مولوتوف)، والتدرب على ركوب الخيل وذبح الحيوانات للاعتياد على رؤية الدم".

فوائد جمّة

ثمة بيانات متعددة صدرت في أوقات قريبة في العامين 2014 و2015 عن اعتقال مجموعة من ستة أشخاص في قرية حورة في النقب، وتوقيف شبان فلسطينيين من القدس، وإيقاف بعض المشبوهين في المطارات في أثناء محاولتهم السفر للخارج للالتحاق بداعش، لكن مجمل هذه التقارير تقتصر على الحديث عن علاقة هؤلاء الأشخاص بنشاطات التنظيم في الخارج، وليس عن محاولات لبناء بنية تنظيمية في أوساط الفلسطينيين في إسرائيل.

سبق لتنظيم داعش أن أعلن في مطلع العام 2015 عن إعدام شاب في التاسعة عشرة من عمره من الفلسطينيين في إسرائيل، بزعم ارتباطه بأجهزة المخابرات الإسرائيلية، وهو أمر لا يمكن التأكد من مصداقيته ليس فقط بسبب نفي عائلة الشاب، وإنما من سهولة اتخاذ هذا التنظيم قرارات الإعدام لأعضائه وخصومه على السواء، وبسبب طبيعة العلاقة الملتبسة بين داعش وإسرائيل التي تجعل من الصعب على الأخيرة اختيار شاب من دون أي تجربة لمصل هذه المهمات الحساسة.

ثمة فوائد كثيرة لا يمكن إنكارها تجنيها إسرائيل من وجود تنظيمات متطرفة على غرار داعش، وبخاصة أن هذا التنظيم قلّما دخل في صدام مباشر مع إسرائيل. وينقل الكاتب والأسير المحرر أمير مخول، وهو صاحب تجربة في معايشة بعض معتقلي (داعش) في السجون الإسرائيلية، أن هؤلاء "لا يعترفون بحركات التحرر الوطني ولا بفكرة التحرر الوطني، بل يريدون إنشاء الدولة والخلافة لتمتدّ عالميا"، ويعتبرون حركة التحرر الوطني الفلسطينية على تعدد فصائلها عقبة أمام عقيدتهم ومشاريعها. ويؤكد مخول في منشور شخصي له بتاريخ 23 آذار، ومن خلال تجربته المباشرة في السجن، أن السلطات الإسرائيلية تحابيهم وتتعامل معهم برفق، فإدارة السجون تصر على التعامل معهم كتنظيم وليس كأفراد كما أراد ممثلو الفصائل الفلسطينية، والنيابة العامة والقضاء يتساهلان معهم حيث أن المحاكم تحكم على أي فتى فلسطيني ألقى حجرا بضعفي مدة السجن لشخص سافر تهريبا إلى سورية (التي هي دولة معادية وفق القانون) وتدرب هناك على السلاح وخاض معارك دامية.

أبرز الفوائد التي تجنيها إسرائيل من وجود (داعش) هي مساهمة الأخير في تفكيك وإضعاف واستنزاف العراق وسورية، بحسب دان شيفطان، في مقال له على موقع واينت نقله تقرير مدار لعام 2017، فسورية والعراق كانتا من ألدّ أعداء إسرائيل وما زالتا مصنفتين كدولتين عدوتين، وكلاهما خرجتا، في المدى المنظور على الأقل، من كونهما يشكّلان خطرا جديا على إسرائيل، كما أن وجود داعش يساهم في شيطنة النضال الوطني الفلسطيني ويدعم حُجّة إسرائيل بأن كل عمل مقاوم أو مسلح هو عمل إرهابي ناشئ عن أفكار متطرفة ومحكوم بكراهية الآخرين وبخاصة اليهود والغرب، ووجود تنظيم يضع كلا من الدول العربية المعتدلة في المنطقة مع إسرائيل في نفس دائرة استهدافاته يعزز الدعوة الإسرائيلية القديمة الجديدة لبناء نظام إقليمي جديد لمواجهة إيران والتطرف الإسلامي.

الفوائد المباشرة وغير المباشرة التي يقدمها التنظيم لإسرائيل، لا تعني تلقائيا الاطمئنان لهذا التنظيم ومحاولاته التمدد في كل مكان بما في ذلك في أوساط الفلسطينيين في إسرائيل، فتجربة "العائدين من أفغانستان" ما تزال حاضرة لدى جميع الدول والحكومات العربية والغربية التي تخشى من انقلاب الجهاديين عليها حتى لو سبق لها دعم هؤلاء وتنظيماتهم في مواجهة أعداء مشتركين. وكان الوزير والنائب الليكودي السابق عوزي لانداو حذر من هذه الظاهرة فوجّه رسالة في 15/10/2014 دعا فيها رئيس الحكومة إلى سحب جنسية أي إسرائيلي يقاتل في صفوف داعش، وكان موشيه يعلون، وزير الدفاع آنذاك، قد وقع في أيلول 2014 على أمر يعتبر فيه تنظيم داعش "اتحادا غير مسموح به" وذلك لتمكين الأجهزة الأمنية من اتخاذ الإجراءات الضرورية إذا لزم الأمر، ويعلون نفسه اعتبر في مناسبة أخرى أن كل من ينتمي لتنظيم داعش هو "إرهابي محتمل" في حال عودته.

خطر هامشي

في سلسلة التقارير الاستراتيجية السنوية لمركز (مدار) ، وفي باب المشهد الأمني - العسكري، تبدو إسرائيل مطمئنة إلى محدودية خطر هذه التنظيمات وهي تعتمد في مواجهة ذراعها المصري - ولاية سيناء- ضمن التنسيق مع مصر (تقرير العام 2017 إعداد أنطوان شلحت)، وتلحظ هذه التقارير أن الدوائر الأمنية الإسرائيلية تشخص الحركات الجهادية السلفية الإسلامية (وهي الحركات العابرة للحدود بخلاف الحركات الفلسطينية ذات المرجعية الفكرية الإسلامية كحركتي حماس والجهاد الإسلامي) باعتبارها خطرا على إسرائيل، لكنها تضعها في المقام الثالث والأخير ضمن ثلاثة مستويات مصنفة حسب حجم التهديد ودرجة الخطر (تقرير العام 2018، إعداد جوني منصور)، وينقل تقرير العام 2019 (إعداد فادي نحاس) عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تصريحات في مقابلة مع محطة "سي بي سي" عن "تعاون أمني عسكري وثيق وغير مسبوق" بين إسرائيل ومصر، ويأتي ذلك في سياق الحديث عن الدعم الذي تقدمه إسرائيل لمصر في حربها ضد التنظيمات المسلحة في سيناء، وبالنسبة لتنظيم داعش في سورية يلحظ تقرير العام 2019 أن العلاقة بين إسرائيل وهذا التنظيم المتطرف اتسمت بالتعايش منذ بداية الأزمة السورية في العام 2011 باستثناءات قليلة وقعت في العام 2016، ولكن هذا الموقف تغير في العام 2018 مع تغير موازين القوى لصالح النظام السوري المدعوم من روسيا، حيث تعتبر إسرائيل أن وجود أي ميليشيات في المنطقة العازلة بينها وبين سورية يشكل تهديدا أمنيا لها، وأن سيطرة الجيش السوري على الجولان تمثل فرصة للتسوية والاستقرار طالما أنه سيكون هناك عنوان واضح للتعامل معه في الطرف الثاني. .

من المعروف أن تنظيم (داعش) هو إحدى الصيغ التي آلت إليها التشكيلات المنبثقة عن تنظيم القاعدة في الشرق الأوسط وفي العراق وسورية بالتحديد، وقد ذاع صيته وبات يشكل مصدر قلق على الصعيد العالمي بعد سيطرته على مساحات شاسعة في العراق وسورية قدرت بأكثر من 50 ألف كيلومتر مربع، وشملت محافظات نينوى (الموصل) والأنبار وأجزاء من صلاح الدين في العراق، إلى جانب الرقة ودير الزور وأجزاء من محافظتي حلب وحماة في سورية، فضلا عن عديد الجيوب الموزعة على سائر المحافظات، وهي مساحة يعيش فيها ثمانية ملايين نسمة وفيها مواقع إنتاج النفط السوري. كل ذلك من دون أن ننسى تشكيلات بعضها شكل امتدادا حليفا لداعش مثل تنظيم أنصار بيت المقدس الذي يتمركز في سيناء ويعمل في عموم الأراضي المصرية، وتنظيم بوكو حرام في مناطق جنوب الصحراء الكبرى وبالأخص في مالي والنيجر ونيجيريا، وكذلك تنظيم جبهة النصرة المنافس المرير لداعش مع أن التنظيمين قريبان لبعضهما جدا من النواحي الفكرية والأيديولوجية.

وجبهة النصرة بالتحديد هي التنظيم الذي تتوفر دلائل كثيرة على وجود علاقات تنسيقية حميمة مع إسرائيل والجيش الإسرائيلي، فهذا التنظيم الذي كان يمثل الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في سورية، كان منتشرا بشكل كثيف ومسيطرا على أجزاء واسعة في المناطق الجنوبية والغربية لسورية وتحديدا في محافظة القنيطرة وأجزاء من محافظتي درعا وريف دمشق، فكان بذلك على تماس مباشر مع هضبة الجولان السوري المحتل، وقد نشأت علاقات تنسيق وثيقة بين "النصرة" وإسرائيل، شملت علاج جرحى التنظيم، وتقديم العتاد لمقاتلة الميليشيات المقربة من حزب الله، وتوفير ملاذات آمنة للتنظيم عند الضرورة، لكن هذا التنظيم دحر من جبهة الجولان، وانتقلت عناصر لاحقا لمنطقة إدلب حيث اتخذ اسما جديدا هو "هيئة تحرير الشام" للخلاص من عبء تصنيفه على لائحة الإرهاب باعتباره فرعا رسميا للقاعدة.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات