ذكرت قناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية (القناة الثانية سابقاً) أول أمس أن زعماء المستوطنين في أراضي الضفة الغربية يمارسون ضغوطاً على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من أجل توسيع نطاق القانون الإسرائيلي ليشمل جميع المستوطنات اليهودية في هذه الأراضي.
وأضافت القناة نفسها أن هذه الضغوط اشتدت في الآونة الأخيرة في إثر تقارير غير رسمية قالت إن خطة إدارة دونالد ترامب للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين المعروفة باسم "صفقة القرن" ستقترح إبقاء المستوطنات تحت الحكم الإسرائيلي في إطار أي اتفاق سلام دائم، وإن الإدارة الأميركية لن تعارض توسيع نطاق القانون الإسرائيلي ليشمل مستوطنات الضفة الغربية. وأشارت القناة إلى أن المستوطنين يعتقدون بأن الفرصة مواتية الآن لمثل هذه الخطوة بعد قيام إدارة ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية المحتلة.
وبحسب ما جاء في تقرير قناة التلفزيون، لن يعترض الأميركيون على خطوات إسرائيلية تتعلق بالمستوطنات، وفي حين أن الولايات المتحدة لن تدعم بشكل صريح التوسيع الرسمي لنطاق السيادة الإسرائيلية لتشمل المستوطنات أو ضمها، فإنها لن تعارض توسيع نطاق القانون الإسرائيلي ليشمل المستوطنات.
يذكر أن نتنياهو تعهد في الفترة التي سبقت الانتخابات التي جرت في الشهر الماضي عدة مرات بفرض السيادة الإسرائيلية و/أو توسيع نطاق القانون الإسرائيلي ليشمل جميع المستوطنات، وقال إنه يأمل بأن يكون قادرا على فعل ذلك مع دعم أميركي.
ويعمل نتنياهو حاليا على تشكيل حكومته وبعض شركائه المحتملين حثوه أيضاً على القيام بمثل هذه الخطوة.
وقال رئيس حزب "اتحاد أحزاب اليمين"، عضو الكنيست رافي بيرتس، إن حزبه سيواصل الدفع من أجل توسيع نطاق السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية، وأكد أنه حان الوقت لكي يعترف العالم بأسره بـ"حق اليهود التاريخي" في هذه الأراضي.
ومن المتوقع أن تقوم الإدارة الأميركية بنشر خطتها للسلام في الشهر المقبل، بعد تشكيل نتنياهو لحكومته التي يعمل حالياً على تركيبها. وكان المستشار الكبير لترامب وصهره جاريد كوشنر أشار إلى أن الخطة ستتطرق إلى جميع قضايا الوضع النهائي الجوهرية وتكون بمثابة نقطة بداية لحل الصراع، وأشار أيضا إلى أنها لن تشمل حل الدولتين.
وقبل أيام من الانتخابات، تعهد نتنياهو بتوسيع نطاق السيادة الإسرائيلية لتشمل جميع المستوطنات سواء الكتل الاستيطانية الكبرى أو البؤر الاستيطانية الصغيرة واستبعد تماما إقامة دولة فلسطينية، التي قال إنها تشكل خطرا على وجود إسرائيل. وجاء هذا التعهد بعد يوم من تصريح قال فيه إنه أبلغ ترامب بأنه لن يقوم بإخلاء شخص واحد من أي مستوطنة. وقالت مصادر مقربة لنتنياهو حينذاك إن اعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان هو ما شجع نتنياهو على التفكير بضم المستوطنات. وأضافت هذه المصادر أن توقيت هذه الخطوة سيتبع عرض ترامب لخطته للسلام. وأشارت إلى أنه إذا رفضت السلطة الفلسطينية كما هو متوقع تلك الخطة ووافق نتنياهو عليها مع تحفظات معينة، فإن رئيس الحكومة يرى أن ترامب سيمنحه الدعم والشرعية لضم وتوسيع نطاق القانون الإسرائيلي ليشمل جميع مستوطنات الضفة الغربية أو على الأقل بعض الكتل.
من ناحية أخرى كشفت قناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية (القناة العاشرة سابقاً) أن الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال احتياط غادي أيزنكوت حذّر البيت الأبيض في واشنطن الأسبوع الفائت من احتمال حدوث تصعيد في الضفة الغربية في الفترة القريبة على خلفية عرض "صفقة القرن" في الأسابيع المقبلة، وقدم توصية إلى الإدارة الأميركية بضرورة أخذ ذلك في الحسبان.
وأضافت قناة التلفزة أن أيزنكوت شارك يوم الثلاثاء الفائت في لقاء مغلق مع المبعوث الأميركي إلى عملية السلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات استمر نحو 3 ساعات، وشارك فيه أيضاً نحو 10 خبراء في الشؤون الإسرائيلية- الفلسطينية كان لهم دور في عملية السلام خلال فترة ولاية كل من بيل كلينتون وجورج بوش وباراك أوباما في الرئاسة الأميركية. وأشارت إلى أنه تم التعامل بجدية مع تحذيرات أيزنكوت كونه أنهى مهمات منصبه في رئاسة هيئة الأركان منذ 4 شهور فقط.
ووفقاً للقناة أكد أيزنكوت أن الوضع في الضفة حسّاس للغاية وقابل للانفجار لجملة من الأسباب، من بينها تقليص التمويل الأميركي لأجهزة أمن السلطة الفلسطينية، وقرار السلطة الفلسطينية عدم تلقي أموال الضرائب الفلسطينية التي تجبيها إسرائيل.
ونقلت القناة عن أيزنكوت قوله إن "الضفة الغربية قد تشتعل قبل أو خلال أو بعد عرض خطة السلام الأميركية. ويجب أن تأخذوا ذلك في اعتباركم. وفي اللحظة التي يخرج فيها المارد من القمقم، فإن إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه ستستغرق 5 أعوام". وأشارت إلى أن أيزنكوت قدم توصية بإعادة التمويل الأميركي لأجهزة الأمن الفلسطينية، واتخاذ خطوات لتحسين الأوضاع الاقتصادية، والاهتمام بمجالات البنى التحتية والتربية التعليم.
وكان غرينبلات أكد في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الأميركية "فوكس نيوز"، أن خطة السلام التي تعدها إدارة ترامب ستنشر بعد عيد الفطر، وتشكيل الحكومة الجديدة في إسرائيل. وأضاف أن الخطة ستتناول جميع القضايا الأساسية، مؤكداً أنها خطة سياسية واقتصادية على حد سواء. وقال إنه بعد أن يطلع الجميع على مضمون الخطة والأفكار المطروحة فيها سيبقى هناك طريق طويل قبل توقيع الاتفاق النهائي القائم على أساسها، وأكد أن على الطرفين التفاوض بشأنها.
وشدّد غرينبلات على أن الشيء الوحيد المؤكد في الخطة هو أن "إدارة ترامب لن تفرط بأمن إسرائيل".