التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فدريكا موغيريني، على هامش مؤتمر المناخ العالمي المنعقد في باريس، أمس الاثنين.
وأفادت صحيفة "هآرتس" في موقعها الالكتروني بأن اللقاء كان قصيرا، وأن موغيريني طلبت إيضاحات من نتنياهو حول القرار الذي أعلن عنه أول من أمس، بتعليق الاتصالات مع الاتحاد الأوروبي حول الموضوع الفلسطيني كرد فعل إسرائيلي على وضع إشارات على منتجات المستوطنات في الأسواق الأوروبية.
وأعلن الاتحاد الأوروبي في بيان أصدره أمس أن العلاقات مع إسرائيل والفلسطينيين جيدة وستستمر على هذا النحو. وأضاف البيان أن الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل مع إسرائيل والفلسطينيين حول عملية السلام بواسطة الرباعية الدولية.
وقالت متحدثة باسم الاتحاد الأوروبي إن الدول الأعضاء في الاتحاد هي التي طلبت الحصول على توجيهات من المفوضية الأوروبية بخصوص وضع إشارات على منتجات المستوطنات. وأوضحت المتحدثة أنه "توجد وحدة رأي كاملة بين جميع الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حيال هذا الموضوع".
ويتوقع أن يزور إسرائيل والسلطة الفلسطينية وفد عن الرباعية الدولية في التاسع من كانون الأول الحالي، وسيلتقي مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين للبحث مع الجانبين في سبل واحتمالات وقف الهبة الفلسطينية الحالية. ونقلت الصحيفة عن موظف إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن العمل مع وفد الرباعية الدولية لا يتوقع أن يتضرر نتيجة قرار نتنياهو بتعليق الاتصالات مع الاتحاد الأوروبي.
وفي سياق ذي صلة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، أمس، إنه لا يوجد لجم أو تراجع في الهبة الفلسطينية. وقال يعلون خلال مشاركته في اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إنه "نرى تغيرا الآن. والإرهاب هو بالأساس إرهاب أفراد. وهناك أيام تحدث فيها عمليات أكثر أو أقل، لكن لا يوجد لجم أو خفوت لهذا الأمر".
وأضاف يعلون "إننا نستخدم كافة الوسائل الموجودة بحوزتنا. والجيش الإسرائيلي يواصل العمل من أجل وقف هذه الموجة ومنع أية إمكانية للتصعيد".
وكان ضابط كبير في قيادة الجبهة الوسطى للجيش الإسرائيلي قال الأسبوع الماضي إن "الأحداث الأخيرة هي هبة محدودة النطاق". وتوقع أن تستمر عمليات الطعن والدهس وإطلاق النار التي ينفذها فلسطينيون في الشهور المقبلة. وقال "إنني أقدر أن هذا الوضع سيكون طويلا وسيرافقنا لفترة. ولا أرى أنه سيخبو في الشهور القريبة ولا أعرف ما إذا كان هذا سيتطور إلى تصعيد أوسع".
وتطرق يعلون خلال لقاء مع مراسلين عسكريين، أمس، إلى نشر روسيا منظومة "إس- 400" الصاروخية المضادة للطائرات في سورية، وقال إنه تم التوضيح لإسرائيل إن هذه المنظومة لا تهدد نشاطها الجوي في المنطقة. وتابع أنه "عندما علمنا بنشر هذه المنظومة، تم التوضيح أنها لا تهددنا، وغايتها ليس المس بحرية عملنا (النشاط الجوي في سورية ولبنان)، ولذلك فإنه في التفاهمات مع الروس (تقرر أن) لا أحد يعرقل عمل الآخر".
وأعلن يعلون أول من أمس أن طائرة مقاتلة روسية اخترقت الأجواء التي تسيطر عليها إسرائيل في هضبة الجولان المحتلة، وتوغلت لمسافة ميل واحد، وأنه بعد إجراء اتصال مع الطيار الروسي تبين أن الاختراق جرى عن طريق الخطأ وبعد ذلك عادت الطائرة إلى الأجواء السورية.
وأشار يعلون إلى أنه توجد في سورية حاليا منظومات روسية أخرى مضادة للطائرات، بينها منظومة "إس. إيه- 22" وبوارج تحمل صواريخ "إس- 300"، وهذه "لا تؤثر بحد ذاتها على حريتنا بالعمل. ويعمل سلاح الجو مثلما عمل قبل التواجد الروسي في سورية، وفقا لمصالحنا. ونحن نعمل وفقا للحاجة".
وكان نتنياهو قد زار موسكو في 21 أيلول الماضي، والتقى مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. ورافق نتنياهو وفد من قيادة الجيش الإسرائيلي. وبحسب تقارير صحافية إسرائيلية فإنه جرى الاتفاق خلال هذه الزيارة على التنسيق بين الجيشين الإسرائيلي والروسي من أجل منع أي احتكاك بين الطيران الحربي للجانبين في سورية.