المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

عرض مركز "طاوب" للأبحاث الاقتصادية- الاجتماعية، الأسبوع الماضي، تقريره السنوي. وبضمنه عرض عدة مؤشرات للأوضاع الاقتصادية- الاجتماعية في إسرائيل على النحو التالي:

 غلاء المعيشة

رأى تقرير "طاوب" أن زيادة الاستيراد في قطاعات استهلاكية معينة قادت إلى لجم، وحتى في أحيان أخرى، لتخفيض الأسعار. وقد زاد من هذا فسح المجال أمام الاستيراد الشخصي المباشر، وبالأساس من خلال الشراء عبر شبكة الانترنت. وعلى الرغم من هذا، فإن كلفة المعيشة ما زالت أعلى من المعدل القائم لدى الدول الأعضاء في منظمة التعاون بين الدول المتطورة OECD، ومن أبرز عوامل غلاء المعيشة ارتفاع أسعار البيوت.

وحسب التقرير، فإنه منذ العام 2005، شهدت غالبية فروع الاستهلاك تخفيضا بالأسعار. فإلى جانب قطاع الأثاث البارز في تراجع الأسعار، هناك أيضا فروع الألبسة والأحذية والاتصالات. وفي المقابل فإن أسعار المواد الغذائية سجلت ارتفاعات سنوية، وباستمرار، وبالذات في السنوات التي سبقت حملة الاحتجاجات الشعبية، في صيف العام 2011، إذ بعد تلك الاحتجاجات تم لجم الأسعار، ولكنها عادت وارتفعت. ويقول التقرير إنه من العام 2008 وحتى العام 2013، ارتفعت أسعار المواد الغذائية من دون الخضراوات والفواكه بنسبة 3ر15%، في حين أنه من العام 2013 وحتى نهاية العام الماضي ارتفعت هذه الأسعار بنسبة 7ر1%.

ويشير التقرير إلى أن ما ساهم في رفع مستوى المعيشة، كان ارتفاع معدل الرواتب العام، في كل واحدة من السنوات الأخيرة.

ارتفاع أسعار البيوت

يقول التقرير إن ما أثقل على كلفة المعيشة، في السنوات الأخيرة، كان ارتفاع أسعار البيوت، بمعدل 2% سنويا، زيادة على نسبة التضخم المالي. ويشار إلى أن الربع الأول من العام الجاري أظهر لأول مرة، منذ ما يزيد عن 10 سنوات، تراجعا طفيفا جدا في أسعار البيوت، في حين أن قطاع البناء يقول إنه يلاحظ في الأشهر الأخيرة تراجعا في الطلب على البيوت الجديدة.

كذلك يشار إلى أن نسبة ارتفاع أسعار البيوت بمعدل 2%، بعيدة عن الواقع بالنسبة لأسعار البيوت في وسط البلاد، التي سجلت فيها أسعار البيوت خلال السنوات العشر الأخيرة زيادة بحوالي 80%.

 الصرف على الصحة

 يشير تقرير "طاوب" إلى أنه لا أساس لادعاء الحكومة بأنها زادت في صرفها على قطاع الصحة، وبيّن أن ما ارتفع فعليا هو صرف المواطنين المباشر على بوليصات التأمين الصحي الخاص، الذي يمنح خدمات صحية أعلى مما يضمنه قانون التأمين الصحي العام، وأيضا أسرع من ناحية زمنية.

وقال التقرير إن الارتفاع في الصرف الحكومي ناجم عن ارتفاع نسبة المواطنين في سن الشيخوخة، وارتفاع الخدمات الصحية التي تعتمد على التكنولوجيا.

 سوق العمل والفجوات في الرواتب

يقول تقرير "طاوب" إن السوق الإسرائيلية ما زالت تعاني من فجوات كبيرة جدا في معدلات الرواتب. ففي حين أن معدل الرواتب في قطاع الهايتك أعلى بضعفين ونصف الضعف من المعدل القائم في دول منظمة OECD، فإن معدل الرواتب في قطاع الخدمات والتجارة ما زال متخلفا عن المعدل في OECD.

وبيّن التقرير أن الفجوة عن الدول المتطورة تتسع أكثر، ففي حين أن معدل الرواتب في قطاع الخدمات والتجارة ارتفع في السنوات الأخيرة بمعدل نصف بالمئة، فإن معدل هذه الرواتب في دول OECD ارتفع سنويا بنسبة 9ر0%.

وما يساهم في الفجوات في الرواتب، هو ارتفاع نسبة الانخراط في سوق العمل لدى الحريديم والنساء العربيات، اللاتي ارتفعت نسبة انخراطهن الرسمية من 24% في العام 2002، إلى 35% في العام الماضي 2017.

وحسب التقرير، فإن البطالة واصلت انخفاضها أيضا في الأشهر الأولى من العام الجاري 2018، وهبطت إلى نسبة 6ر3%، بعد أن بلغت العام 2017 نسبة 9ر3%.

 ارتفاع نسبة التعليم العالي

 يذكر تقرير "طاوب" أن من أهم عوامل ارتفاع معدل الرواتب في إسرائيل، الارتفاع الدائم في نسبة الحاصلين على شهادات من معاهد التعليم العالي، في كل القطاعات والشرائح، ويسبق هذا ارتفاع في التحصيل العلمي المدرسي، وبالذات في المواضيع التي تؤهل للانخراط في المواضيع العصرية والتكنولوجية. ويقول التقرير إنه في حين أن نسبة الذين حصلوا على شهادة بجروت (توجيهي) بأعلى مستوى رياضيات في العام 2010، كانت 6ر10%، فإنها ارتفعت في العام 2016 إلى نسبة 8ر13%.

ويقول التقرير إن الفجوة بين أصحاب الشهادات العليا وبين العاملين من بين هؤلاء تصل بالمعدل إلى 22%، وفي مجالات أخرى فإن النسبة أعلى بكثير.

فجوة في معدلات الحياة

 يشير تقرير "طاوب" إلى استمرار الفجوة في معدلات الحياة بين العرب (79 عاما) واليهود (7ر82 عام)، والفجوة بين الرجال العرب واليهود تفوق 4 سنوات، بينما الفجوة بين النساء العربيات واليهوديات تقل عن 3 سنوات.

وحسب التقرير، من بين مسببات ذلك الفجوة الكبيرة في وفيات المواليد وحديثي الولادة، إذ أن النسبة لدى العرب 2ر7 وفاة من بين كل 100 ألف ولادة، مقابل 3ر2 وفاة بين كل 100 ولادة لدى اليهود. ويشار إلى أن النسبة الأعلى لهذه الوفيات نجدها في البلدات العربية في صحراء النقب.

كما يعدد مركز "طاوب"، من بين مسببات هذه الظاهرة، أن نسبة قتلى حوادث الطرق لدى العرب تصل إلى 33% من إجمالي وفيات الحوادث، بينما نسبة العرب من إجمالي السكان هي 18%.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات