يستدل من تقرير جديد لمكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي أن 50% ممن اضطروا للتنازل عن أدوية وعلاجات طبية في العام الماضي كانوا من العرب، إذ كانت نسبة الذين تنازلوا عن الأدوية 20% من اجمالي العرب المرضى، مقابل نسبة 5% من بين
المرضى اليهود. وهذا الاستنتاج نابع من كون نسبة العرب رسميا تفوق 20% من اجمالي السكان، بعد احتساب الفلسطينيين في القدس والسوريين في الجولان. وتبقى هذه الفجوة قريبة من الفجوة في نسب الفقر، وفق التقارير الرسمية.
ويقول تقرير مكتب الإحصاء إنه في العام الماضي احتاج 7ر3 مليون نسمة من البالغين إلى علاجات طبية، وهؤلاء يشكلون 67% من الشريحة السكانية من عمر 20 عاما وما فوق. وتبين أن 8% اضطروا للتنازل عن الأدوية، بفعل صعوبات مالية في الأسرة، وخاصة العائلات التي لا يتعدى دخلها ألفي شيكل شهريا، وهم على الأغلب من المسنين.
وقالت صحيفة "هآرتس" إنه بعد تحليل المعطيات، تبين أن 20% من المرضى العرب اضطروا للتنازل عن الأدوية، مقابل 5% من المرضى اليهود. كذلك فإن 9% من المرضى تنازلوا عن علاجات طبية، رغم أنها اقل كلفة من الأدوية. وفي هذا تبين أن 16% من المرضى العرب تنازلوا عن علاجات مقابل 8% بين اليهود.
وعلى الرغم من هذا، فإن مكتب الاحصاء يدعي أن هناك تحسنا مقارنة مع ما كان الوضع عليه قبل سنوات عديدة، وبشكل خاص تراجع في نسبة العرب الذين تنازلوا عن الأدوية، رغم ضخامة النسبة في العام الماضي.
وهذه الفجوة الحاصلة قريبة من الفجوة في معدلات الفقر التي تبقى أكبر. فقد قال تقرير الفقر الرسمي الأخير الصادر في نهاية العام الماضي 2017، عن العام 2016، إن الفقر بين الجمهور العام ارتفع من 7ر21% في العام 2015، إلى 22% في العام الماضي 2016، إلا أنه هبط على مستوى العائلات، من 1ر19% في العام 2015 إلى 6ر18% في العام الماضي 2016. وعلى مستوى الشرائح، فقد هبط الفقر بين عائلات اجمالي اليهود من 8ر13% في العام قبل الماضي إلى 3ر13% في العام الماضي. بيد أن الفقر بين عائلات الحريديم وحدهم ارتفع من 6ر44% إلى 1ر45% ما يؤكد على أن الفقر بات يتركز أكثر في العائلات كثيرة الأولاد.
أما بين العرب، فقد سجل الفقر هبوطا، لكن ازداد عمقا، فقد هبط الفقر على مستوى الأفراد من 8ر54% إلى 2ر52%. وعلى مستوى العائلات هبطت النسبة من 3ر53% إلى 7ر49%. وبين الأطفال هبطت من 6ر65% إلى 62% في العام الماضي 2016.
ولكن على الرغم من هذا التراجع، الذي قد يكون متأثرا من رفع الحد الأدنى من الأجر، ومن رفع طفيف لمخصصات الأولاد، التي تتلقاها العائلات عن كل ولد لديها دون سن 18 عاما، فإن الفقر بين العرب بقي أشد عمقا، ففي حين "أنقذت" المخصصات الاجتماعية قبل سنوات قليلة 11% من العائلات العربية، فقد هبطت النسبة في 2016 إلى 1ر6%، في حين أن المخصصات ذاتها "أنقذت" 5ر46% من العائلات اليهودية.
ويقول تقرير مكتب الإحصاء الجديد إن 28% من الجمهور شعروا بالفقر في العام الماضي. وهذه نسبة شبيهة بنسبة الفقر التي ظهرت في تقرير الفقر الرسمي الأخير، قبل احتساب المخصصات الاجتماعية، التي تتلقاها العائلات الفقيرة، ما يؤدي إلى رفعها بقليل عن خط الفقر، لكن هذه المبالغ القليلة لا يمكنها أن تخرجها فعليا من دائرة الفقر.