دلّ استطلاع جديد لمكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، على أن الفجوات في معدلات الرواتب في إسرائيل شهدت في العام الماضي 2014 اتساعا بين رواتب الرجال والنساء، وبينما الفجوة بين رواتب اليهود والعرب تقلصت قليلا. وقد تبين أن معدل رواتب النساء يصل إلى 67% من معدل رواتب الرجال، بينما الفجوة بين رواتب العرب واليهود تقلصت من نحو 37% في العام 2013، إلى حوالي 33% في العام الماضي 2014.
ويقول تقرير مكتب الإحصاء إن معدل الراتب غير الصافي، بمعنى قبل خصم الضرائب ورسوم الضمان ورسوم الصحة، بلغ في العام 2014 حوالي 9317 شيكلا، ما يعادل 2400 دولار تقريبا، بزيادة بنسبة 7ر2% عما كان في العام الذي سبق 2013.
أما معدل الرواتب الفعلي، الذي يأخذ بعين الاعتبار نسب توزيع مستويات الراتب، فقد بلغ في العام الماضي 6707 شواكل، ما يعادل 1728 دولارا، أي نسبة 72% من المعدل الرسمي، وارتفع المعدل الفعلي بنسبة 5ر1% فقط عن العام 2013، وهذا ناجم عن جمود الحد الأدنى من الراتب في العام 2014، وبدأ يرتفع تدريجيا ابتداء من شهر نيسان من العام الجاري 2015.
ويشير التقرير إلى أن الفجوة بين معدل رواتب الرجال ومعدل رواتب النساء شهدت في العام الماضي اتساعا طفيفا اضافيا. وكان معدل الرواتب غير الصافي للرجل 11114 شيكلا، بمعدل 2865 دولارا، مقابل معدل رواتب النساء 7439 شيكلا، ما يعادل 1917 دولارا، وهذا يعني أن معدل رواتب النساء 67% من معدل رواتب الرجال. وحسب التقرير، فإن جزءا من أسباب الفجوة، كان الاختلاف في عدد ساعات العمل بين الرجال والنساء، وهذا عدا عن أن أجرة ساعة عمل النساء تقل بنسبة 3ر16% عن أجرة ساعة الرجال.
وشمل استطلاع مكتب الإحصاء المركزي 8465 بيتا، كشريحة نموذجية لنحو 37ر2 مليون بيت في إسرائيل، وكانت الشريحة النموذجية موزعة على 245 تجمعا سكنيا، وكل الشريحة تمثل 97% من السكان، ونسبة 3% هي شريحة العرب البدو، الذين يستثنيهم مكتب الإحصاء نظرا لكمية البيوت التي ليس فيها هواتف أرضية، وتفتقر للكثير من البنى التحتية. ويتضح من الاستطلاع أنه في العام الماضي كان في إسرائيل 1ر3 مليون أجير، 1ر51% منهم رجال، و9ر48% نساء.
وحسب تقرير مكتب الإحصاء، فإن الفجوة بين رواتب اليهود والعرب تقلصت من 5ر36% لصالح اليهود في العام قبل الماضي 2013، إلى نسبة 8ر32% في العام الماضي 2014. وكان معدل رواتب اليهود ككل (رجال ونساء) في العام الماضي 2014 حوالي 9775 شيكلا كمعدل رسمي (2519 دولارا)، و7027 شيكلا كمعدل فعلي (1811 دولارا)، مقابل معدل بين العرب 6571 كمعدل رواتب رسمي (1694 دولارا)، و5496 كمعدل رواتب فعلي (1417 دولارا).
إلا أن الفجوة تصل إلى 40% بين معدل رواتب الرجال اليهود والعرب، إذ يقول التقرير ذاته إن معدل رواتب الرجال اليهود الرسمي وغير الصافي قارب 12 ألف شيكل، في العام الماضي 2014، وهو ما يعادل 3089 دولارا، أما معدل رواتب الرجال العرب الرسمي فبلغ 7190 شيكلا، وهو ما يعادل 1853 دولارا. بينما الفجوة بين رواتب النساء اليهوديات والعربيات جاءت أقل 31%، إذ بلغ المعدل الرسمي لرواتب النساء اليهودية 7663 شيكلا، ما يعادل 1975 دولارا، مقابل معدل رواتب النساء العربيات 5271 شيكلا، أي ما يعادل 1358 دولارا. ومعدل رواتب النساء العربيات هو الأدنى من كل الرواتب، ويبلغ 55% من معدل الرواتب العام.
وفحص استطلاع مكتب الإحصاء الفجوة بين معدل رواتب العرب واليهود أيضا على مستوى فئات العاملين، من حيث سنوات تعليمهم المدرسي والجامعي، وتبين أنه كلما ارتفع مستوى مؤهلات العامل العربي (الأكاديمي) اتسعت الفجوة بينه وبين العامل اليهودي الذي يحمل المؤهلات ذاتها. فقد كانت الفجوة بين الشريحة التي تعلمت حتى ثماني سنوات مدرسية 5ر13% لصالح اليهود. وترتفع النسبة إلى 18% لمن أنهى ما بين 9 إلى 10 سنوات مدرسية، ثم تهبط النسبة إلى 5ر7% لمن أنهى تقريبا التعليم المدرسي، من 11 إلى 12 سنة. أما الفجوة بين من أنهوا من 13 إلى 15 سنة تعليمية، بمعنى تأهيل جامعي أول، فإنها تقفز إلى 20%، وكانت الفجوة الأكبر 34%، لدى من أنهوا 16 عاما تعليميا وأكثر.
وكان بحث جديد أعد في "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" ونشر في الأسابيع الأخيرة، قد دلّ على أن اليهودي الإسرائيلي بإمكانه أن يحظى بمكان عمل بسرعة تصل إلى أربعة أضعاف الفرصة التي أمام طالب عمل من الفلسطينيين في إسرائيل، حتى وإن كانت مؤهلات الفلسطيني ملائمة للوظيفة، واليهودي مؤهلاته أقل. ويعزز هذا البحث الحقائق على الارض القائمة منذ ستة عقود ونيف، إذ أن البطالة بين المواطنين العرب تعادل ستة أضعاف البطالة بين اليهود.
ويقول البحث نفسه إن غالبية العاملين العرب من ذوي المؤهلات العلمية والمهنية، يعملون في وظائف أقل من مؤهلاتهم، بسبب قلة فرص العمل. وبين البحث أيضا أن معدل راتب العامل الفلسطيني، الذي لديه مؤهلات أكاديمية مساوية لمؤهلات العامل اليهودي، أقل بنسبة 12% من معدل رواتب اليهود.
ويصل معدل نسبة البطالة في إسرائيل إلى حدود 2ر5%، إلا أن البطالة بين اليهود تتراوح ما بين 5ر3% إلى 4% كحد أقصى، بينما البطالة بين العرب تتراوح ما بين 22% إلى 24%، وتصل النسبة في بلدات صحراء النقب، حيث يعيش أكثر من 220 ألفا من فلسطينيي 48، إلى ما يزيد عن 32%.
وقد أظهر تقرير جديد لمنظمة الدول المتطورة OECD، أن قيمة الرواتب في إسرائيل، من حيث قدرتها الاستهلاكية، قد تراجعت منذ العام 2007 وحتى العام 2013، بنسبة 8ر0%، رغم ارتفاع معدل قيمة الرواتب في دول المنظمة بنحو 4ر0%، بينما يدعي بنك إسرائيل المركزي أن مداخيل العائلات في إسرائيل ارتفعت بشكل كبير منذ العام 2000 وحتى العام 2013، ولهذا فإن المقياس ليس قيمة الرواتب فقط، حسب البنك، في حين توقع تقرير OECD استمرار تراجع نسبة البطالة إلى ما دون 6%، وهي من أدنى نسب البطالة في دول المنظمة، رغم وجود من يرفض هذه النسبة في إسرائيل، ويعتبرها التفافا على الحقيقة.
والمتغير الأهم من ناحية البنك هو الارتفاع الملحوظ في مداخيل العائلات، إذ أن عدد العائلات التي فيها عاملان اثنان ارتفع بنسبة 50% من العام 2000 إلى العام 2013، إذ كان في العام 2000 فقط 30% من إجمالي العائلات فيها عاملان اثنان، بينما النسبة اليوم وصلت إلى 44% من إجمالي العائلات، ما يعني أن معدل مداخيل العائلات قد ارتفع بشكل حاد، حسب البنك، وهذا انعكس على مستوى المعيشة.