"المشهد الإسرائيلي" - خاص
تجري المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، بوساطة مصر، حول التهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة في ظل مفاوضات، غير مباشرة أيضا، بين إسرائيل وحماس، من جهة، وبين إسرائيل وحزب الله بوساطة ألمانيا، من جهة أخرى، للتوصل لصفقتين تستعيد إسرائيل من خلالهما جنودها الأسرى في قطاع غزة ولبنان. وعلى ما يبدو، فإن إسرائيل تسعى في هذه الأثناء إلى تقديم صفقة تبادل أسرى مع حزب الله على اتفاق تهدئة في القطاع وصفقة تبادل أسرى مع حماس. ولا شك في أن رئيس حكومة إسرائيل، ايهود أولمرت، يأمل بتسجيل نقاط لصالحه وزيادة مستوى شعبيته المتدهور للغاية، ولو بقليل، من خلال استعادة الجنديين الأسيرين لدى حزب الله، ايهود غولدفاسير وإلداد ريغف، المرجح أنهما في عداد الموتى.
التقى ممثلون من حزبي العمل و "ميريتس" الاسرائيليين وفدا فلسطينيا هذا الاسبوع في لندن تمهيدا "لاستئناف الحوار" بعد الانتخابات في اسرائيل، حسب ما اعلن احد منظمي الاجتماع (الاحد 22 ديسمبر).
وقال رون بونداك ان "مستشارين سياسيين لزعماء حزبي العمل وميريتس ونواب وزراء فلسطينيين شاركوا في اللقاء الاول من نوعه منذ اندلاع الانتفاضة" في ايلول 2000". واضاف بونداك ان "الاجتماع اكد انه من الممكن تجاوز الخلافات حول المسائل الجوهرية شرط اعادة اجواء الثقة".
بعد اسبوع من الاشتغال الصحفي المكثف بتحقيق الشرطة الاسرائيلية في فضائح شراء الكراسي في "الليكود"، وهبوط نسبة مؤيديه في الاستطلاعات، حصل ارئيل شارون على شيء من الهدوء من جانب واشنطن. فقد اعلنت الادارة الامريكية رسميا تأجيل "خريطة الطرق" الى ما بعد الانتخابات في اسرائيل.
وبذلك تكون الولايات المتحدة قد تبنت موقف شارون، المؤيد لاخراج العملية السياسية من معركة الانتخابات، خلافا للرأي الفلسطيني والعربي و "الرباعية" الذين طالبوا استكمال "خريطة الطرق" في الحال وعرضها على الاطراف كوثيقة ملرمة.
انسجاماً مع اجواء التحريض العنصرية المتصاعدة في هذه الايام الانتخابية ضد العرب في اسرائيل، والتي بلغت ذروتها في مطالبة اطراف رسمية اسرائيلية بشطب قائمة "التجمع الوطني الديمقراطي"، صادق وزير الداخلية الاسرائيلي ايلي يشاي (شاس) على امر باغلاق اسبوعية "صوت الحق والحرية" الصادرة من مدينة أم الفحم (المثلث) عن الحركة الاسلامية (الجناح الشمالي) بقيادة الشيخ رائد صلاح، وذلك لمدة سنتين.
الصفحة 1025 من 1047