سليم سلامة استقالة عمرام متسناع من رئاسة حزب "العمل"، (الأحد ـ 4/5) كانت من نوع "التوقعات" المؤكدة، الحتمية، ولم تحمل، في طيات أسبابها ومداليلها وأبعادها، اي مفاجأة جدية تذكر. الأمر المفاجىء الوحيد الذي يمكن الاشارة اليه في هذا السياق هو انها جاءت أسرع بكثير مما كان يتوقعه حتى ألد أصدقاء متسناع ورفاقه واشقائه، لا سيما في "العمل" وقيادته. ورغم ما يشتم من "تحاذق متأخر" في هذا الكلام، الا انه يبقى هو الحقيقة بعينها.
معروف عن الجالية اليهودية في امريكا بأنها من اكثر المجموعات نشاطًا في مجال جمع ودفع التبرعات. ويتبرع اليهود اكثر بكثير من نسبتهم بين السكان لأغراض خاصة بالجالية اليهودية، ولدولة اسرائيل، وللمجتمع والأكاديمية والفن في الولايات المتحدة، وكذلك للأحزاب السياسية ومختلف المرشحين. لكن البحث الجديد الذي نشر الشهر الماضي (نيسان 2003) يدل على ان سلم اولويات المتبرعين اليهود الكبار يختلف عما كان يمكن توقعه. فالمتبرعون اليهود الذين يتبرعون بعشرات ملايين الدولارات يفضلون منح هذه المبالغ الضخمة لجهات وأهداف غير يهودية.
أجرت اسرائيل وسوريا سلسلة من الاتصالات غير الرسمية قبل اندلاع الحرب على العراق، بحثتا خلالها امكانيات استئناف المفاوضات المباشرة بين الدولتين. وفي معرض هذ الاتصالات، قدم الرئيس السوري ، بشار الأسد، عرضًا صريحًا باستئناف المفاوضات فورًا، لكن رئيس الحكومة أرئيل شارون رفض هذا العرض، بعد مشاورات أجراها، شملت تحليلا دقيقاً للعرض السوري وظروفه.وعلمت "معريف" التي نشرت تفاصيل عن هذه الاتصالات (الاثنين 5/5) ان الاتصالات جرت بين شقيق الرئيس السوري، ماهر الأسد، وبين المدير العام الأسبق لوزارة الخارجية الاسرائيلية، ايتان بنتسور، وان هذه الاتصالات جرت في الاردن، بمعرفة النظام هناك.
قدمت اسرائيل شكوى الى الولايات المتحدة على ما يسمونه هنا <<الخرق الجوهري الأول لخارطة الطريق>>: قرار الرئيس الفلسطينيي، ياسر عرفات، الابقاء على خمسة أجهزة أمنية مختلفة، بما فيها المخابرات العامة و"القوة 17"، تحت إمرته الشخصية.وتنص "خارطة الطريق"، التي نشرتها الولايات المتحدة، بشكل واضح وصريح، على توحيد ودمج الأجهزة الأمنية الفلسطينية المختلفة في ثلاثة أجهزة فقط، يتم وضعها تحت إمرة وصلاحية وزير الداخلية الفلسطيني للشؤون الامنية. ويشكل هذا <<الخرق الفلسطيني>>، الآن، موضوعاً اساسيًا في الحديث بين ممثلي اسرائيل والولايات المتحدة.
الصفحة 938 من 1047