يتفق الجميع في الساحة الإسرائيلية على صعوبة الوضع الذي وقع فيه رئيس الحكومة أريئيل شارون، في أعقاب الهزيمة التي مُني بها داخل حزبه والمتمثلة في رفض غالبية أعضاء مركز الحزب الموافقة على انضمام حزب "العمل" إلى ائتلاف حكومي برئاسة شارون. وعلى خلفية الواقع السياسي الصعب المستجد، توجهت الأنظار مجددا إلى الخيارات الائتلافية التي يمكن أن يلجأ إليها شارون، وإلى امكانية تنفيذ شارون لتهديده أعضاء حزبه بتقديم موعد الانتخابات في حال استمرارهم بعرقلة خطواته.
اثار إعلان زعيم حزب "العمل" الاسرائيلي, شمعون بيريس, نيته ترشيح نفسه على رأس لائحة الحزب في الانتخابات البرلمانية المقبلة, عاصفة داخل الحزب تنذر بقيام جبهة معارضة على غرار تلك التي يقودها "متمردو الليكود" ضد زعيمه رئيس الحكومة أريئيل شارون.
افاد تقرير لرئيس الكنيست حول نشاطات النواب مع انتهاء الدورة البرلمانية الصيفية مؤخرًا ان النائب عبد المالك دهامشة (القائمة العربية الموحدة) أحرز تفوقا كميا بمثابرته على حضور جلسات البرلمان الاسرائيلي( 96%) وتقديم اكبر عدد من الاستجوابات الخطية والشفهية والخطابات والاقتراحات إلى جدول الاعمال. داخل مكتبه في مسقط رأسه، كفركنا، تحدثنا الى النائب دهامشة (55 عاما) وهو محام وسجين أمني سابق، وذلك عشية إضراب الأسرى الفلسطينيين، فأجاب على اسئلتنا باجابات تراوحت بين العفوية وبين وضع كلماته على ميزان الذهب قبل لفظها. وفي سياق اللقاء أكد دهامشة أنه لا يستبعد تكرار إنفجار أكتوبر 2000 في أوساط الجماهير الفلسطينية في الداخل. وجاءت التطورات اللاحقة (الحديث عن ضرورة الترانسفير والتقرير الداعي إلى فرض "الخدمة الوطنية" على أبناء هذه الجماهير- إقرأ عنها في مكان آخر) لتؤكد ملموسية هذا التوقع
المنقل لقمع الإضراب
نشرت الصحف الاسرائيلية أن ادارة السجون في اسرائيل اكتشفت وسيلة جديدة لكسر اضراب السجناء الفلسطينيين عن الطعام والذي بدأ في مطلع هذا الأسبوع، أما الوسيلة الجديدة فهي أن تنشر في سجونها رائحة شواء اللحم لاثارة شهيتهم للطعام، أي أن هذه الادارة ستوقد المناقل وتشوي عليها اللحوم، بالطبع المكتنزة شحما، وذلك في ساحات السجون لتعبق رائحة الشواء وعندها تنهار عزيمة المناضلين واصرارهم على الصمود فلا يترك أمامهم هذا العبق الا الاستجداء أمام ادارة السجن للحصول على "شيش" فتعلن الادارة عن فك الاضراب. هكذا يتصور سجانو وزير الأمن الداخلي، تساحي هنجبي، الذي قد يعارض هذه الخطوة لأنه لا يريد للسجناء الفلسطينيين ان يوقفوا الاضراب وهو القائل: "بامكانهم أن يضربوا يوما وأسبوعا وشهرا الى أن يموتوا".
الصفحة 785 من 1047