"شارون كاذب وسيواصل تهرّبه من فكرة السلام بين الشعبين"
منذ وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لم تتوقف قوى السلام الاسرائيلية عن مطالبتها حكومة أريئيل شارون بفسح المجال امام اجراء انتخابات عامة فلسطينية وعدم اضاعة فرصة جديدة لانهاء الاحتلال وانجاز السلام مع الفلسطينيين من خلال التفاوض معهم وعدم تكرار خطأها وخسارة "الشريك" الفلسطيني ثانية، كما فعلت مع ابو عمار.
المعركة ضد ياسر عرفات اختزال للمعركة الإسرائيلية الدائمة ضد الشعب الفلسطيني
بقلم: ماجد كيالي
لا يتعاطى الفلسطينيون مع ياسر عرفات على أنه مجرد قائد سياسي، فقط، أو على أنه مجرد رئيس، فحسب، فهو بالنسبة لهم أكبر وأكثر وأعمق من ذلك كله، فهو زعيمهم وصانع هويتهم الوطنية وقاسمهم المشترك، وهو مؤسّس الكيانية الفلسطينية؛ ومن هذا كله يستمدّ أبو عمار مصادر قوته، وفي كل ذلك تتجذّر شرعيته، وعبر كل ذلك تكمن أسطورته.
لبى الالاف من فلسطينيي 48 نداء اللجنة العليا لمتابعة شؤونهم بالمشاركة في مسيرة جنائزية رمزية للرئيس الراحل ياسر عرفات انطلقت عند ظهر يوم السبت 13/11 من منطقة العين وسط المدينة مرورا بشارعها الرئيس وانتهاء بالحي الجنوبي. وتقدم المسيرة النواب ورؤساء السلطات المحلية العربية فيما حمل المشاركون اللافتات التي اشادت بالرئيس "القائد والرمز" اضافة الى تشكيلة من صوره عمرها بعمر مسيرة الثورة الفلسطينية في المنافي والشتات، من الكويت الى الاردن ولبنان وتونس الى ارض الوطن في غزة والضفة الغربية. وخلال المسيرة الجنائزية التي اتشحت بالرايات السوداء والاعلام الفلسطينية تعالت اصوات المشاركين بالهتافات المؤيدة لكل ما رمزت اليه شخصية الفقيد عرفات ولطريقه النضالي المثابر: "ما في حل ما في حل الا برحيل المحتل" و"ابو عمار ارتاح ارتاح وحنا منكمل كفاح" و"بالروح بالدم نفديك يا ابو عمار" و"تموت وتحيا فلسطين" وغيرها. في ختام المسيرة القى المهندس شوقي خطيب كلمة باسم لجنة المتابعة لفت فيها الى تضحيات الرئيس الراحل والى خسارة اسرائيل برحيله، لا الشعب الفلسطيني فحسب لانه شكل في حياته فرصة للسلام اهدرتها حكومات اسرائيل المتعاقبة داعياً للحفاظ على ارثه ونهجه ومواصلة التمسك بمواقفه.
كتب أسعد تلحمي:
فيما أدت وسائل الاعلام العبرية، بامتياز، دورًا ملحوظًا في "شيطنة الآخر" وفقاً للسيناريو الذي وضعه رئيس الوزراء الاسرائيلي آريئيل شارون لـ"تسويد" تاريخ الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، حذّر معلقون بارزون من مغبة الوقوع في وهم قبول القيادة الفلسطينية الجديدة بشروط شارون لاستئناف المسيرة السلمية، مؤكدين ان الكرة الآن في الملعب الاسرائيلي اساساً، وانه من غير الجائز مطالبة الفلسطينيين بـ"وقف الارهاب" من دون ان تقلع الحكومة الحالية عن تعنتها.
الصفحة 748 من 1047