لم تكن قضية استقالة وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي، تساحي هنغبي، عقب اصدار مراقب الدولة تقريرا خطيرا عن سوء استغلاله لصلاحياته الوزارية، سوى فضيحة الفساد المناوبة لهذا الاسبوع في المشهد السياسي الاسرائيلي الذي غمرته مؤخرا موجة من فضائح الرشى ودوس النظم والقوانين بفظاظة بالغة. لكن تكرار الفضائح لم يقلل من خطورة هذه القضية خاصة وأن الحديث يدور عن توظيف نحو 70 من اعضاء مركز الليكود في وظائف مختلفة داخل وزارته في الحكومة السابقة، عندما اشغل منصب وزير البيئة وعن احتلاله المرتبة الثانية في انتخابات هذا المركز في الفترة ذاتها. وفيما اعلن مجددا عن تحقيق مراقب الدولة في مسائل مشابهة في وزارتي ايهود اولمرت وداني نفيه (التجارة والصناعة والصحة) يتساءل المراقبون فيما اذا ستتحول استقالة هنغبي الى كرة ثلج تطيح بالمزيد من الوزراء خاصة وزراء الليكود ممن دأب بعضهم على بيع مقدرات وزارته لشراء ذمم اعضاء مركز الحزب وتعزيز مكانتهم الحزبية؟. وفي اعقاب صدور تقرير مراقب الدولة بشأن الوزير هنغبي ارسلت لجنة العاملين في وزارة الصناعة والتجارة مذكرة لمراقب الدولة دعته فيها الى البدء بالتحقيق في تعيينات ايهود اولمرت، الذي تتهمه اللجنة انه يمعن في الاستخفاف بطواقم الموظفين المخلصين من خلال الاهتمام بمستخدمين جدد تم تعيينهم مؤخرا بدوافع سياسية لا مهنية.
كتب وديع عواودة:
يحتفل راديو " الشمس"، الاذاعة الفلسطينية القانونية الوحيدة داخل اسرائيل ، هذه الأيام، بعيد ميلاده الاول وسط حالة من الغبطة والسرور لدى اوساط واسعة من المواطنين العرب الذين انتظروا عقودا موجات اثير تنقل اخبارهم وتصور اوضاعهم ضمن مشروع صحفي ثقافي وطني ومستقل، وفي الوقت نفسه تخلصهم من "صوت اسرائيل" الراديو الاسرائيلي المستعرب الذي ولد ولا يزال بوقا دعائيا عليهم وليس لهم. وتشكل "الشمس" تجربة اذاعية جديدة بعد ان سمحت سلطة البث الثانية ببناء اذاعة عربية محلية في اعقاب فشل التجربة الاولى المتمثلة براديو 2000 قبل اربع سنوات، والتي تمت عرقلتها على خلفية اتهامها بالمشاركة في تعبئة و"تحريض" المواطنين العرب عشية وخلال انتفاضة الاقصى اضافة الى المشاكل الادارية، على حد ما زعم المسؤولون في حينه.
كتب وديع عواودة:
طالما تشدّقت المؤسسة العسكرية الاسرائيلية بما تسميه "طهارة السلاح" اثناء الحروب والمواجهات مع العرب والفلسطينيين. وكان قد أعلن في نهاية العام عن قيام لجنة خاصة برئاسة البروفيسور آسا كشير بوضع منظومة اخلاقية محتلنة للجيش تلزم القادة والجنود بمراعاتها لتأمين تحقيق الاهداف الامنية والحفاظ على وجهه الاخلاقي في الآن نفسه.
تقرير: وديع عواودة
الاسير عز الدين عمارنة، من بلدة يعبد شمال الضفة الغربية، يستهل صباحه الباكر في سجن مجيدو العسكري كل يوم بتمارين اللياقة البدنية وهو ينشد قصيدته الشعبية المفضلة "يا ظلام السجن خيم اننا نهوى الظلاما.......ليس بعد الموت الا فجر مجد يتسامى ..". ثم يباشر في اداء مهماته في القراءة وتعليم سائر الاسرى التاريخ والعربية وعلوم الشريعة. ومثل هذه "القصة" رائجة جدا في السجون "الاسرائيلية" وليس لها ان تتعدى حدود الامور الطبيعية الروتينية بعيدا عن الخصوصية والندرة لولا ان صاحبها شاب ضرير من الولادة في الثالثة والثلاثين من عمره، متزوج وله خمسة اطفال. لكن عمى العينين لم يمنعه من اخذ دوره
الصفحة 75 من 1047