في الرابع والعشرين من شهر تموز الفائت (2007)، طلع علينا ملحق "المشهد الإسرائيلي" بمقابلة مطولة مع الدكتور ثابت أبو راس، المحاضر في قسم الجغرافيا في جامعة بن غوريون والخبير في شؤون المواطنين العرب في النقب.
يقدّم الباحث الإسرائيلي حجاي رام في هذا الكتاب قراءة نقدية غير مسبوقة على المستوى الإسرائيلي في الخطاب التأويلي بشأن إيران، الذي نما وتطوّر في إسرائيل خلال الأعوام الفائتة.
وإلى جانب تفكيك البنيات الاصطلاحية التحتية لهذا الخطاب، وكشف صلته الوثيقة بنظم القوّة والهيمنة وإعادة إنتاج الرأي والمواقف في إسرائيل، فإنه يضع أمام القارئ حقيقة أن الخطاب الإسرائيلي الرائج بشأن إيران "مشتقّ أساسًا من السيرورات التي يخضع لها المجتمع الإسرائيلي في هذا الصدد، منذ نهاية السبعينيات في القرن الماضي"، وفقما يؤكد المؤلف، أي منذ نهاية فترة حكم الشاه وصعود النظام الحالي إلى سدّة الحكم في إيران.
استقبل قادة إسرائيل وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس "بفتور" بينما أوضحت نظيرتها الإسرائيلية، تسيبي ليفني، لضيفتها أثناء اجتماعهما أن إسرائيل معنية بـ"قمة بيانات فقط" لا بـ"اتفاقات مبادئ". وجاء ذلك بعد ساعات من قرار "الكابينيت" الإسرائيلي اعتبار قطاع غزة "كيانا معاديا" وتقليص إمداده بالكهرباء والوقود وفرض رقابة على التحويلات المالية للقطاع والعمل على تقليصها.
* ليست هذه هي المرّة الأولى التي تتواطأ فيها وسائل الإعلام الإسرائيلية مع المؤسستين السياسية والعسكرية، ولا تنشر مباشرة ما لديها من معلومات، لكنها في المقابل أخذت على عاتقها مهمة التلميح للجمهور العام بأن "شيئا ما كبيرا قد حصل" ولم تعد العملية العدوانية هي مركز النقاش وإنما "الصمت الرسمي وتواطؤ الإعلام معه" *
الصفحة 477 من 1047