من نافلة القول وبديهياته أن إسرائيل كانت أول وأكبر المستفيدين- ولا داعي للتوكيد أيضاً أنها كانت وبالأساس أول وأكبر المتسببين بل والدافعين- في ما شهدته وتشهده الساحة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة أولاً وخصوصاً، من اقتتال وصراع دام على السلطة بين الأشقاء ورفاق السلاح حتى الأمس القريب، ومما آل إليه كل ذلك من نتائج وعواقب مأساوية خطيرة.
اعتبر تقرير إسرائيلي جديد أن "الشعب اليهودي يواجه خطرا وجوديا" مع تزايد ما أسماه "التهديدات الإستراتيجية على دولة إسرائيل وتجمعات يهودية في العالم".
خلال السنوات الأخيرة اعترفت إسرائيل رسميا بأن محققي جهاز الأمن العام (الشاباك) يتبعون وسائل تحقيق "شاذة" ويستعملون "الضغط البدني" ضد المعتقلين الفلسطينيين في الحالات التي تعتبرها "قنبلة موقوتة". وقد قامت منظمة بتسيلم (مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة) ومركز هموكيد (مركز الدفاع عن الفرد) بفحص هذه الوسائل المتبعة في التحقيقات ووتيرة استعمالها، إلى جانب الممارسات الأخرى التي تلحق الأذى.
تسابقت القيادات الإسرائيلية، عشية انعقاد القمة العربية في الرياض في آذار الماضي، في التهليل والإشادة بالصيغة الأصلية لمبادرة السلام السعودية التي أُعْلِن عنها العام 2002، والتي لم تتضمن أية إشارة لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وهو البند الذي أضافته لاحقا القمة العربية في بيروت (في نفس العام)، فتحولت إثر ذلك، من مبادرة سعودية إلى مبادرة عربية. كما عرضت نفس المبادرة التطبيع الكامل مقابل الانسحاب الكامل. وقد بذلت إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية وبعض الأطراف العربية،
الصفحة 474 من 1047