ثروة كبار أثرياء إسرائيل ازدادت بثلاثة أضعاف خلال أحد عشر عاماً
*المجلة الشهرية لصحيفة "ذي ماركر" تنشر القائمة السنوية لأكبر 500 ثري في إسرائيل *الثروة الاجمالية لأكبر 500 ثري في العام 2003 بلغت 37 مليار دولار وفي العام 2014 بلغت 110 مليار دولار * الثروة الإجمالية ارتفعت خلال عامين بنسبة 31% *في العام 2003 بلغ عدد أصحاب المليارات (بالشيكل) 8 أثرياء أما في العام 2014 فبلغ 74 ثريا *من بين الأثرياء الـ 500 ثري عربي واحد كان في العام الماضي في المرتبة 429 واليوم في المرتبة 444* مستوى المعيشة لمواطني إسرائيل ارتفع في نفس الفترة بنسبة 22% فقط*
أظهرت قائمة أكبر 500 ثري في إسرائيل التي نشرتها المجلة الشهرية لصحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية مؤخراً، أن الثروة الإجمالية لهؤلاء الأثرياء ارتفعت بنسبة 18% عن العام الماضي 2013، من 93 مليار دولار إلى 110 مليار دولار، ويظهر أيضا أن الثروة الاجمالية لأكبر 500 ثري ارتفعت بنسبة 300% عن العام 2003، في الوقت الذي ارتفع فيه مستوى المعيشة لسائر السكان في نفس الفترة بنسبة 22%، ما يدل أكثر على اتساع الفجوات الاجتماعية في إسرائيل بشكل مستمر.
وتضم القائمة بدءا من الثري الأكبر في إسرائيل ستيف فيرطهايمر الذي تتراوح ثروته ما بين 8ر7 مليار إلى 5ر8 مليار دولار، وصولا إلى الثري "الأصغر" الذي تتراوح ثروته ما بين 60 مليون إلى 70 مليون دولار.
ويتبين من القائمة حصول ارتفاع في عدد أصحاب المليارات (بالشيكل) في إسرائيل، بمعنى من بحوزته 285 مليون دولار وصاعدا، ففي حين كان عددهم في العام 2003 ثمانية أشخاص ارتفع عددهم في العام الجاري إلى 74 مليارديرا، بزيادة 6 أشخاص عن العام الماضي- 2013.
ويظهر من القائمة أن الغالبية الساحقة من الأثرياء حققت أرباحا كبيرة في العام الجاري، ولكن أبرزهم يبقى صاحب الأسهم الأكبر في حقول الغاز المكتشفة حديثا إسحاق تشوفا، الذي حقق خلال عام واحد أرباحا بقيمة 570 مليون دولار. وشملت القائمة 18 ثريا جديدا، من بينهم ثلاثة من كبار الأثرياء، اشتروا في العام الأخير أسهماً في شركات كبرى، وأبرزهم حاييم صبان بثروة في إسرائيل تقارب 3 مليارات دولار، أما باقي الأثرياء الجدد في القائمة فغالبيتهم بثروات تتراوح ما بين 60 إلى 120 مليون دولار.
وبحسب المعطيات التي نشرها التقرير، فإن ثروة أكبر 500 ثري في إسرائيل بلغت في العام 2003 نحو 37 مليار دولار، وكان عدد اصحاب المليارات (بالشيكل) ثمانية أثرياء، وكان حجم الثروات وعدد أصحاب المليارات يرتفع في كل عام، باستثناء العام 2009، الذي انعكست في النصف الأول منه الأزمة الاقتصادية العالمية على الاقتصاد الإسرائيلي، فانهارت الثروة الإجمالية لكبار الأثرياء، كما تراجع بشكل حاد عدد أصحاب المليارات، ولكن في العام التالي- 2010، ارتفعت الثروات مجددا، وفي العام 2011 قفز الحجم الإجمالي عما كان عليه في العام 2008.
ثروة الـ 13 الأوائل- 40%
حينما يتحدث التقرير عن أكبر 500 ثري فهذا لا يعني انتهاء الأثرياء، بل أن هناك أعدادا من الصعب معرفتها تقف على حافة لائحة الـ 500 الأوائل، ولكن بين هؤلاء الذين شملتهم القائمة الفجوات كبيرة جدا، فنجد مثلا أن 60% من الثروات و50% من الزيادة الحاصلة هذا العام في الثروات تتكدس عند أول 29 ثريا في القائمة.
وبلغت ثروة الـ 13 الأوائل من هؤلاء الأثرياء، ما مجموعه 32ر44 مليار دولار، وهذا يشكل نسبة 40% من إجمالي ثروة الـ 500، وقد زادت ثرواتهم بنحو25ر5 مليار دولار، ما يشكل 32% من الزيادة الإجمالية لثروات الـ 500.
وإذا ما أخذنا الستة الأوائل لوجدنا أن إجمالي ثروتهم يصل إلى 28 مليار دولار، ما يشكل نسبة 5ر25% من إجمالي الثروات. وبلغت ثروة الأثرياء من المرتبة 14 إلى المرتبة 29، نحو 5ر21 مليار دولار، ما يشكل 5ر19% من إجمالي ثروات الـ 500، بعد أن سجلت هذه المجموعة زيادة أرباح تجاوزت 3 مليارات دولار، وهو ما يشكل 19% من إجمالي الزيادة.
أبرز الأثرياء
وتربع على "عرش" الأثرياء في إسرائيل كما في السنوات الأخيرة ستيف فيرطهايمر، ونجله إيتان، إذ بلغت ثروة العائلة ما بين 8ر7 مليار إلى 5ر8 مليار دولار، وقد حققت العائلة في العام الجاري أرباحا إضافية بقيمة 450 مليون دولار، وتبرز العائلة أساسا في شركات التقنيات التكنولوجية في إسرائيل وخارجها.
وتحل في المرتبة الثانية، كما هي حالها في السنوات الأخيرة، بعد أن تربعت في ما مضى على "عرش الأثرياء" شيري أريسون، صاحبة الأسهم الأكبر في بنك "هبوعليم" أكبر البنوك الإسرائيلية، إضافة إلى 8% من أسهم لها في شركة السفن "كرنفال" العالمية، التي تقدر قيمتها في بورصة "ناسداك" بقيمة 30 مليار دولار. وتبلغ القيمة الإجمالية لثروة أريسون ما بين 7ر4 مليار إلى 2ر5 مليار دولار.
وحل هذا العام في المرتبة الثالثة، صاحب أكبر أسهم في حقول الغاز المكتشفة في البحر الابيض المتوسط، إسحاق تشوفا، الذي حقق في العام الأخير أرباحا بقيمة 570 مليون دولار، لتتراوح ثروته حاليا ما بين 4 مليارات إلى 5ر4 مليار دولار، وهي مرشحة للارتفاع الحاد في العام المقبل مع تزايد ضخ الغاز الطبيعي، علما أن تشوفا كان من أكبر الأثرياء الذين تأثرت ثروتهم من الأزمة الاقتصادية في العام 2009.
وفي المرتبة الرابعة حلّ الثري عيدان عوفر الذي تصل ثروته إلى ما يقارب 4 مليارات دولار، ويتوزع نشاطه الاقتصادي في عدة مجالات، ومن بينها شركة النقل البحري الإسرائيلية تسيم، وتكبد في العام الأخير خسائر بلغت 450 مليون دولار.
وفي المرتبة الخامسة حلّ الثري أرنون ميلتشن، الذي تتراوح ثروته ما بين 5ر3 مليار إلى 4 مليارات دولار، بعد أن حقق في العام الأخير أرباحا بقيمة 600 مليون دولار، ونشاطه الاقتصادي الأبرز في القطاع السينمائي العالمي.
وفي المرتبة السادسة ميخائيل ميريشفيلي، وتقارب ثروته 3 مليارات دولار، وهو روسي الأصل، وأساس نشاطه في قطاع الطاقة.
ودخل إلى قائمة الأثرياء في إسرائيل، مع ثروة تقارب 3 مليارات دولار، حاييم صبان، الذي نشاطه الاقتصادي يتنقل بين الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى، لكنه دخل إلى القائمة هذا العام بعد أن اشترى شركة الاتصالات "بارتنير" التي تملك شبكة الهواتف الخليوية "أورانج" في إسرائيل.
العربي الوحيد
وكما في العام الماضي أيضا في هذا العام، فمن أصل 500 ثري في إسرائيل هناك عربي واحد، وقد حل في المرتبة 444 بعد أن حلّ في العام الماضي في المرتبة 429، وهو رجل الأعمال بديع بشارة طنوس، من مدينة الناصرة، صاحب واحدة من أكبر شركات البناء في إسرائيل، وهي تنشط أيضا في دول في شرق أوروبا وكندا، وقد أسس طنوس الشركة في سنوات السبعين الأولى، ولاحقا انضم إليه شقيقه صبحي، ولكن قبل سنوات قليلة انشق صبحي عن الشركة، وأقام شركة مستقلة، وهي أيضا لها نشاط في الخارج.
وحسب التقرير، تبلغ ثروة بديع طنوس ما بين 105 ملايين إلى 110 ملايين دولار، بزيادة 5 ملايين دولار عن العام الماضي، وكان في العام الماضي قد حقق زيادة في ثروته بقيمة 10 ملايين دولار.
وقبل عدة سنوات، كانت عائلتان عربيتان في لائحة الأثرياء، وفي سنوات التسعين ثلاث عائلات، وكانت العائلة الثانية التي خرجت من لائحة الأثرياء هي عائلة شقحة، الشهيرة في مجال استيراد الاغذية، وجاء خروجها نتيجة فسخ شراكة بين أبناء العم.
زيادة غير مسبوقة!
في تقديمه للتقرير السنوي يقول المحلل ورئيس تحرير المجلة إيتان أفريئيل إنه من دون أن تكون بأيدينا معطيات رسمية من المؤكد أنه لا توجد أي شريحة أو مجموعة نجحت في زيادة ثرواتها بنسبة 300% خلال 11 عاما كما حصل مع الأثرياء في إسرائيل.
ويضيف: بالتأكيد أن هذا لم يحصل مع 50% من الجمهور الذي يتقاضى رواتب حتى المعدل الفعلي 1860 دولارا، ولا حتى الشرائح الوسطى التي تحتاج العائلات فيها إلى سنوات طوال حتى تتملك بيتها بعد أن تتحرر من القروض الاسكانية.
ويتابع أفريئيل أنه ما من شك في أن هذه المجموعة هي تلك صاحبة العلاقات والروابط الوثيقة مع مؤسسة الحكم، وهي التي تملك الشركات الكبرى، وتؤثر بذلك على السياسيين والحكم، فالجمهور في إسرائيل يقرأ يوميا عن المشاكل في جهاز الصحة، وعن ميزانية وزارة الدفاع، وعن رؤساء النقابات الكبيرة وغيرهم، ولكن لا أحد يتطرق إلى قائمة أكبر 20 ثريا، وها هي شيري أريسون، التي تزداد ثروتها بفعل سيطرتها على بنك "هبوعليم" الذي يدير توفيرات للجمهور بقيمة تزيد عن 200 مليار دولار، ويسيطر على 70% من النشاط البنكي في إسرائيل، وكذا بالنسبة لإسحاق تشوفا الذي يحل في المرتبة الثالثة وتتضخم ثروته بفعل سيطرته على حقول الغاز.
ويقول أفريئيل إنه حسب التقديرات لا يوجد اليوم أي عامل توازن من شأنه أن يوقف الوتيرة الحالية لتزايد ثروات الأثرياء، وهي الوتيرة القائمة في العقود الثلاثة الأخيرة، ولكن حسب خبراء فإنه إذا لم تُقدم الحكومات في العالم على خطوات جدية، مثل فرض ضرائب أكبر، واعادة توزيع المقدرات والثروات الطبيعية، فإن هذه الوتيرة ستستمر وسيبقى الثراء الأساس بيد عدد قليل جدا من الناس.