المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • على هامش المشهد
  • 1026

 

رئيس "مجلس الأمن القومي" المنتهية ولايته: فشل المفاوضات مع الفلسطينيين سيصعد المقاطعة ويفاقم عزلة إسرائيل الدولية

 

*نتنياهو يقرر بناء "جدار أمني" على طول غور الأردن* إسرائيل تنشر عطاءات لبناء 1889 وحدة سكنية جديدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية*

 

أكد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، يعقوب عميدرور، الذي أنهى ولايته، خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأسبوعي، أول من أمس الأحد، أن إسرائيل تواجه وضعا دوليا معقدا "وربما هو الأكثر تعقيدا في الأربعين عاما الأخيرة، والتي تعاملت خلالها مع هذه المواضيع. وهذا يتطلب الكثير من الحذر والكثير من التفكير". وقال إن استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين يساهم بشكل كبير في تحسين مكانة إسرائيل الدولية، لكن عميدرور حذر من أن "فشل المفاوضات سيصعد المقاطعة ويفاقم العزلة الدولية لإسرائيل".

 

وشدد عميدرور، في تقريره أمام الحكومة، على أنه "واضح تماما أن مواجهة الضغوط الدولية مرتبطة بتقدم المفاوضات، وإذا انهارت المفاوضات، فإن هذا سيوفر كل الأسباب لكافة الجهات التي تريد مقاطعتنا للقيام بذلك".

 

وفيما يتعلق بسورية قال عميدرور، حسبما أفادت صحيفة "هآرتس" أمس، إن التقدم في تفكيك السلاح الكيميائي في سورية هو تطور إيجابي، لكن يكمن فيه تحدٍ مقلق بالنسبة لإسرائيل. وفي حال تنفيذه كما هو مقرر فإن إسرائيل ستجد نفسها في حالة دفاع أمام ضغط دولي يطالبها بإظهار شفافية بشأن السلاح غير التقليدي لديها، علما أن إسرائيل تفرض تعتيما على هذا السلاح. وأضاف أنه تزايد تعلق نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، بحزب الله خلال الحرب الدائرة في سورية، وأن هذا يدفع سورية إلى نقل أسلحة متطورة أكثر وفتاكة إلى الحزب.

 

وتطرق عميدرور إلى موضوع البرنامج النووي الإيراني، الذي احتل جزءا كبيرا من تقريره، وقال إنه طرأ تغير كبير في إيران في كل ما يتعلق باستعدادها لإجراء مفاوضات مع الغرب، لكن هذا التغيير نابع بالأساس من الضغط الذي يواجهه النظام الإيراني في أعقاب العقوبات الدولية عليه، ومن الجهة الثانية فإن الإيرانيين لم يغيروا سياستهم بشأن تخصيب اليورانيوم. وأردف أنه "لهذا السبب، ثمة أهمية للحفاظ على العقوبات. ومن شأن استمرار العقوبات فقط، إلى جانب تهديد موثوق بشن هجوم (عسكري)، أن يؤثر على إيران لجهة التقدم في المفاوضات مع الغرب".

 

وطالب عميدرور بأن تضع إسرائيل سقفا صارما في كل ما يتعلق بطبيعة التسوية بين إيران والغرب وذلك على الرغم من الانتقادات ضدها في العالم. وشدد على أنه يحظر إزالة الخيار العسكري عن الطاولة معتبرا أنه "فقط إذا كان واضحا للعالم أنه توجد قدرة حقيقية لتنفيذ عملية عسكرية في إيران فإن المجتمع الدولي لا يستطيع تجاهل مطالب إسرائيل".

 

واعتبر عميدرور أنه "يوجد تهديد وجودي واحد على إسرائيل، هو إيران. وينبغي القيام بكل شيء من أجل تسويته، بالمفاوضات إذا أمكن، وإذا لم يكن ذلك ممكنا من خلال المفاوضات فإنه يجب القيام به بطريقة أخرى".

 

وتطرق عميدرور إلى مكانة الولايات المتحدة الدولية، ومكانتها في الشرق الأوسط بشكل خاص، وقال إن العالم ينظر إلى إسرائيل على أنها فرع للولايات المتحدة، ولذلك فإنه في حال ضعفت مكانة الولايات المتحدة في العالم سيؤثر ذلك بشكل سلبي فورا على المكانة الدولية لإسرائيل.

 

وفيما يتعلق بمصر، قال عميدرور إن "جنرالات الجيش المصري نجحوا في كبح الموجة الإسلامية ومرروا بذلك رسالة إلى دول أخرى في المنطقة أيضا" مشيرا إلى أن "التطورات في مصر أدت إلى إضعاف حماس في غزة بشكل كبير".

 

نتنياهو يقرر بناء "جدار

أمني" في غور الأردن

 

قالت صحيفة "معاريف" إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قرر بناء "جدار أمني" في منطقة غور الأردن، وأن هذا القرار جاء على خلفية الطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، حيث طالبت إسرائيل في هذه المفاوضات إبقاء سيطرتها الأمنية على المعابر بين الدولة الفلسطينية، بعد قيامها، وبين الأردن.

 

وأضافت الصحيفة أن نتنياهو يعتزم إصدار أمر ببدء بناء الجدار في غور الأردن بعد إنهاء العمل في بناء الجدار عند الحدود بين إسرائيل ومصر. وفي موازاة ذلك أمر نتنياهو بتسريع بناء جدار آخر في هضبة الجولان، عند خط وقف إطلاق النار وفصل القوات بين إسرائيل وسورية. ووفقا للصحيفة فإن وزارات إسرائيلية عدة بدأت عملية تفحص أولية لمتطلبات بناء الجدار في غور الأردن.

 

وأضافت الصحيفة أن نتنياهو يدعي أن أحد الأسباب المركزية لإقامة هذا الجدار هو العدد الكبير من اللاجئين السوريين الذين نزحوا إلى الأردن، وأن إغلاق الحدود في منطقة الغور بواسطة جدار سيمنع إمكانية دخول لاجئين.

 

وقالت الصحيفة أن نتنياهو يعتبر أن بناء الجدار في غور الأردن من شأنه أن يمرر رسالة إلى الجانب الفلسطيني مفادها أن إسرائيل "تنوي حماية حدودها الشرقية في الأغوار ولا نية لديها بالانسحاب منها في أي تسوية"، ما يعني أن إسرائيل تفرض وقائع على الأرض بصورة أحادية الجانب.

 

وفي هذه الأثناء، طالب نتنياهو، لدى افتتاح اجتماع حكومته الأسبوعي، الفلسطينيين بالتنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين ومطالبهم الوطنية الأخرى، وفي المقابل طالبهم بالاعتراف بحق اليهود في إقامة دولة في "وطنهم". وقال نتنياهو إنه "لكي يتحقق السلام بيننا وبين جيراننا الفلسطينيين، يجب عليهم أن يعترفوا بحق الشعب اليهودي في دولة قومية خاصة به في وطنه، ومغزى ذلك هو أنه يجب عليهم أن يقرّوا في إطار التسوية النهائية بشطب مطالباتهم الوطنية، بما في ذلك ’حق العودة’ أو أي مطالب وطنية أخرى من دولة إسرائيل".

 

وأضاف "أحيينا في نهاية الأسبوع الماضي ذكرى مرور 96 عاما على وعد بلفور، وقد أقرّ هذا الوعد بحق الشعب اليهودي لدولة قومية في أرض إسرائيل. وهذا الاعتراف مهم ولكن يجب القول إنه لو لم يقم الشعب اليهودي بالاستيطان المستمر والمتجدد على مدى 80 عاما والاستعداد للدفاع عن المجتمع اليهودي بقوانا الذاتية، لما أقيمت الدولة".

 

واستطرد أنه "لا شك في أن الاعتراف الدولي بحق الشعب اليهودي في دولة خاصة به في وطنه التاريخي يحظى بأهمية وهذا هو الأساس للاعتراف الدولي بنا بشكل عام ورفض الاعتراف بذلك هو عبارة عن جذر الصراع... فالأطراف التي عارضت الصهيونية، رفضت وعد بلفور وقرار الأمم المتحدة من العام 1947 (قرار 181 بتقسيم فلسطين) الذي اعترف بدولة يهودية، وهذه المعارضة ما زالت موجودة لغاية اليوم".

 

وكرر نتنياهو الادعاء بأن السلطة الفلسطينية تمارس "التحريض المنهجي في المجتمع الفلسطيني، المستمر منذ عشرات السنين. ولا يمكن الضمان ولا يمكن أن نعرف أن هذا الاعتراف (بحق اليهود بدولة في فلسطين) حتى لو كان رسميا ويأتي من القيادة الفلسطينية، سيحقق فعليا تغييرا جذريا في عقلية الجمهور الفلسطيني. لذلك فإن الأساس الثاني هو عبارة عن الأمن الذي يدافع عن السلام وعن دولة إسرائيل في حال انهيار السلام. والإجراءات الأمنية هذه مهمة بالنسبة لنا ونحن نصرّ عليها وبالطبع هي ستشمل أمورا كثيرة وعلى رأسها بقاء الحدود الأمنية لدولة إسرائيل على طول نهر الأردن".

 

واعتبر نتنياهو، خلال اجتماع لوزراء حزب الليكود، أمس الأول، أن الفلسطينيين "يفتعلون أزمة مصطنعة" عندما يقولون إن توسيع أعمال البناء في المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية تشكل خرقا للتفاهمات التي تم التوصل إليها في المفاوضات. لكنه شدد على مواصلة توسيع المستوطنات.

 

1889 وحدة سكنية

استيطانية جديدة

كشفت حركة "السلام الآن"، أمس الأول، عن أن إسرائيل نشرت عطاءات لبناء 1889 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات، بينها 1061 وحدة سكنية في الضفة و828 وحدة في القدس الشرقية. وقالت الحركة إن هذه العطاءات تشكل المرحلة الأخيرة قبل بدء تنفيذ أعمال البناء.

 

ووفقا للقرار الإسرائيلي فإنه سيتم بناء 238 وحدة سكنية في مستوطنة "إلكناه" و114 وحدة سكنية في مستوطنة "معاليه أدوميم" و196 وحدة سكنية في مستوطنة "كرني شومرون" و102 وحدة سكنية في مستوطنة "غفعات زئيف" و18 وحدة سكنية في مستوطنة "أريئيل" و80 وحدة سكنية في مستوطنة "آدم" و238 وحدة سكنية في مستوطنة "بيتار عيليت".

 

وبحسب العطاءات المتعلقة بالقدس الشرقية فإنه سيتم بناء 311 وحدة سكنية في مستوطنة "غيلو" و387 وحدة سكنية في مستوطنة "رامات شلومو"، وهذا جزء من مخطط لبناء 1500 وحدة سكنية في هذه المستوطنة، كما سيتم بناء 130 وحدة سكنية في مستوطنة "هار حوماه" في جبل أبو غنيم.

 

 

 

 

 

 

 

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات