المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • على هامش المشهد
  • 2944

إعداد: هبة فيصل زعبي

 

 

 

من أطلال مهدومة يستيقظ المكان في منطقة اختفى فيها الوجود الفلسطيني من حي المنشية، أحد أكبر أحياء يافا القديمة، حين نزح عنه قاطنوه الذين قدروا بـ3000 فلسطيني تركوا بيوتهم نازحين عنها مغصوبين على تركها. هذه البيوت التي شكلت معالم الحي تبدلت بفنادق ضخمة احتلت الشاطئ المطل على البحر المتوسط. مسجد حسن بك هو الأثر الأخير الباقي من هذا الحي المقتطع من "عروس البحر" يافا- العروس الفلسطينية التي غرقت في أطلال الماضي بعد أن مرت على حجارتها حقب تاريخية مهمة اعتبرت فيها أحد أهم المدن المؤثرة في المنطقة اقتصاديا وثقافيا وزراعيا، فكانت قبل نكبتها مركز النشاط الثقافي والأدبي في فلسطين وأخرجت مطابعها مجموعات من الكتب في شتى العلوم وصدرت فيها معظم الصحف الفلسطينية وضمت مختلف المدارس من حكومية وبلدية وخاصة تابعة للجمعيات والمؤسسات والأفراد. وتردد عنها القول الشهير في حينه "الكتاب يكتب في القاهرة ويطبع في بيروت ويقرأ في يافا" .

لكن بالرغم عن الدمار فإن مسجد حسن بك استمر قائما شامخا كلؤلؤة شطية وسط الصراع على البقاء الذي شهدته حجارته حين خاضه أبناء يافا من أجله على الرغم من إقصائه الجغرافي القسري عنهم، فبقي صامدا منذ أن بناه القائد العثماني حسن بك الجابي الدمشقي الذي سمي المسجد على اسمه في العام 1914 .

يقع المكان شمالي يافا على أرض مساحتها 2346 مترًا مربعًا بالقرب من شاطئ البحر، وهو مبني من حجارة كلسية بيضاء. يحتوي مبناه على باحة كبيرة ومكتبة ومرافق أخرى ويؤمه المسلمون من كافة أنحاء البلاد للصلاة فيه وتقام فيه صلاة الجمعة بانتظام منذ 25 سنة بالرغم عن أنه لا يرفع صوت الآذان الى خارجه بحجة عدم وجود سكان مسلمين حوله بل أضحى مجاورا للفنادق الضخمة الفاخرة ومحاذيا لشاطئ البحر المتوسط الشاهد على تاريخ المكان.

 

 

 

نضال وكفاح للاحتفاظ بالمكان

 

الشيخ الإمام بسام أبو زيد لعب دورا فعالا من أجل يافا وأبنائها، وذلك ببذله التضحيات والجهود للدفاع عن الجيل الصاعد وحضوره في كل فعالية تظاهرية أو احتجاجية للدفاع عن يافا ومقدساتها.

يقوم الإمام أبو زيد بإلقاء خطب الجمعة في المساجد في كل أنحاء البلاد على الرغم من كونه مقعدا. ويجمع تبرعات للمسجد ويسلمها للهيئة الإسلامية التي تمول المسجد، فهو لا يتلقى تمويلا حكوميا بل يتم دعمه عن طريق التبرعات التي تصل الهيئة الإسلامية المنتخبة من أهل يافا سنويا.

أفادنا الإمام أبو زيد بوقائع وأحداث مرتبطة بالصراع للاستيلاء على المكان بدأت منذ العام 1952. في ذلك العام شكلت "لجنة الأمناء على أوقاف يافا الاسلامية" والتي تملك ما يساوي 70% من مساحة يافا، هذه اللجنة يجب أن يتولى رئاستها يهودي ويتولى إدارة الجانب المادي فيها عضو يهودي. وكما روى الإمام فإن اللجنة أدارت الأوقاف بطريقة تآمرية باعت بها قسما من الأوقاف التي شملت مقابر أقيمت عليها فنادق ضخمة وفي الخمسينيات تعرض المسجد لمحاولات هدم تدريجية أدت إلى انهيار سقفه.

الاهمال استمر مع محاولة الاستيلاء على المسجد. ففي العام 1973 عقدت صفقة لتأجير المسجد وأرض تابعة للأوقاف مساحتها ستة دونمات بين لجنة الأمناء وشركة "ادجار" التابعة لـ"جرشون بيريس"، شقيق الوزير شمعون بيريس، الذي استأجر المسجد لمدة 99 عاما مقابل أجرة شهرية قيمتها شيكل جديد وهذا لإقامة مشروع يقضي بهدم القسم الأكبر من المسجد ما عدا المئذنة وإقامة 24 حانوتا تضم مصرفا ومقهى ومكتبة ومتحفا وغرفة تصوير، بالإضافة إلى قاعة مساحتها 300 متر مربع لاستعمال بلدية تل أبيب. وقد طويت هذه الصفقة ولم يعرف عنها أهل يافا إلا عندما كشف عنها أحد أعضاء لجنة الأمناء الموقعين عليها بعد أن أقرتها لجنة التنظيم في بلدية تل أبيب بتاريخ 21/10/1981. وهذا القرار أيقظ النضال ليصل أهل يافا المحاكم مطالبين باسترداد ملكية المسجد. في العام نفسه أعلنت أول صلاة جمعة في المسجد ووجهت دعوة عامة لكل البلاد لإقامة هذه الصلاة واستمرت من حينه إقامة صلاة الجمعة في المسجد حتى اليوم. بعد الإعلان أقيمت المظاهرات والاحتجاجات في كل أنحاء البلاد. وقد تعاطف الرئيس الإسرائيلي عيزر وايزمن مع أهل يافا وطلب من دائرة أراضي اسرائيل عدم مصادرة المسجد وأبطلت الصفقة وحوّل المسجد لملكية مسلمي يافا. وكما يروي الشيخ أبو زيد فإن لجنة الأمناء آنذاك جمعت أموالا طائلة لترميم المسجد لم يعرف أين ذهبت.

لكن التنكيل في المسجد استمر، ففي العام 1981 هدمت مئذنته وكان الادعاء بأن الهدم تسبب به الهواء. وبقي المسجد دون مئذنة حتى العام 1988، الذي قتل فيه رئيس لجنة الأمناء لأسباب غير متعلقة بالقضية، لكن هذا الحادث ردع آخرين وأخافهم من الإقدام على إشغال المنصب وكان آخر رئيس وكانت هذه آخر لجنة للامناء على الأوقاف.

قام أهل يافا بعد ذلك بتأسيس "لجنة الهيئة الاسلامية" التي انتخبت من قبل سكان يافا وقامت بالإشراف والاعتناء بالمقدسات الاسلامية وهي تتلقى دعمها من التبرعات المختلفة .

 

حوادث وتهجمات عنصرية

 

استقبلنا إمام المسجد، السيد نوار بيكي، وعرفنا على المسجد وسرد لنا عن المعاناة المستمرة من الاعتداءات العنصرية التي يتعرض لها المكان. ففي العام 2001 تجمهر حوله ما يقارب 3000 متطرف يهودي في أعقاب مقتل 14 صبية و7 شباب في حادث تفجيري في أحد الملاهي الليلية على شاطئ تل أبيب بالقرب من منتجع "الدولفيناريوم" وحاول الجمهور الاعتداء على المكان كخطوة احتجاجية على الحادث.

وفي العام 2005 قام متطرف يهودي وصديقته برمي رأس خنزير على المسجد وقد قبضت عليهما الشرطة وفي حوزتهما رأس آخر خططا لرميه مرة أخرى على المسجد. وقد قاما بفعلتهما هذه احتجاجا على "خطة الانفصال عن غزة" في حينه.

الاعتداءات مستمرة ولا تتوقف وهذا ما اضطر سكان يافا ليقوموا بحراسته بشكل مستمر بعد أن ركبت كاميرات لرصد الحركة حوله تبرعت بها مؤسسة الأقصى. وقد نجح الحراس قبل شهر بالقبض على متطرّف يهودي في ساعات الليل المتأخرة متلبسا بمحاولة الدخول إليه بهدف الاعتداء والتنكيل بالمكان، وقد سلم الى الشرطة واعترف أمامها بنيته حرق المسجد مدعيا أنه قام بهذا العمل بعد شجاره مع زوجته وأن اعتداءه هو محاولة منه لكسب الشهرة. وقد أطلقت الشرطة سراحه بحجة الجنون.

تعرض المسجد لاعتداء إضافي في بداية هذه السنة أثناء عيد الأضحى المبارك حين رمي بالحجارة من قبل شبان يهود قاصدين التسبب للمسجد بضرر كبير، وأثناء الاعتداء توجه القائمون على المسجد الى الشرطة للحضور لكنها لم تحضر للدفاع عن المكان، وحين سئلت الشرطة عن سبب عدم حضورها كان المبرر أنه لا توجد قوة كافية من الشرطة للقيام بهذه المهمة.

الاعتداءات على المسجد غير محصورة بهذه الأحداث، فهناك مضايقات يومية يتعرض لها المسجد والقائمين عليه من بصق وكلمات بذيئة من بعض المارة عدا عن الإزعاج من الصوت العالي للملهى الليلي الذي يجاوره مما يسبب ازعاجا للمصلين.

تمويل صيانة المسجد يأتي من الهيئة الاسلامية ومؤسسة الأقصى. التقصير واضح في حقه من قبل البلدية التي حتى لا تمنح المصلين وقوفا مجانيا لسياراتهم في الموقف المجاور للمسجد ويكون مجانيًا فقط في ساعات الصلاة بالرغم عن أن أرض الموقف صودرت من مساحة المسجد من قبل البلدية التي حولتها لموقف خاص بها رغم أن القانون الإسرائيلي يلزم بوجود موقف لكل مكان مقدس. وتتفاقم معاناة المصلين من هذه الحالة الصعبة أثناء صلاة الجمعة. ويذكر الإمام بيكي أنه حتى هذه الساعات القليلة المجانية التي توصلوا إليها بعد مفاوضات طويلة مع البلدية معرضة للتغيير في الاتجاه السلبي.

يعاني المبنى من بنية تحتية صعبة حيث أن مياه المجاري من سوق الكرمل تصب مصارفها في باحة المسجد.

 

تعقيب الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الاسلامية

 

(*) سؤال: كيف بدأت قصة الصراع مع الدولة على قضية أوقاف المسلمين؟

 

- جواب: بدأت منذ نكبة فلسطين العام 1948، فمنذ ذلك العام باشرت مجموعات عسكرية إسرائيلية بإيقاع المذابح بشعبنا الفلسطيني وهدم قراه ومدنه وترافق هذا حينها بهدم المساجد. وهدمت إسرائيل ما يقارب 1200 مسجد في ذلك العام وبعد تبلور مؤسسات اسرائيلية عقب النكبة أعلنت مصادرة كل الأوقاف الإسلامية والتي تساوي 1/16 من مساحة فلسطين التاريخية ولم يتم ارجاع أي شبر منها الى اليوم، وجرفت هذه المؤسسات آلاف المقابر الإسلامية التي بنت عليها أحياء سكنية وفنادق ومدارس وملاعب ومتنـزهات وشوارع، والأسماء معروفة لدينا والأمثلة كثيرة جدا، ويكفي أن أقول على سبيل المثال إن الفنادق المشهورة في تل أبيب هي في الحقيقة مقامة على مقابر إسلامية. ولم تتوقف الجريمة عند هذا الحد بل تم تحويل ما بقي من المساجد بعد النكبة إلى مطاعم وخمارات وحظائر لتربية الأبقار والأغنام، وللأسف لا تزال هناك بعض المساجد تعاني من هذا الانتهاك الصارخ لقدسيتها، وحتى هذه اللحظات لا تزال المؤسسة الإسرائيلية تواصل جرف ما تبقى من المقابر لمشاريعها الدنيوية، هذه باختصار مأساة أوقافنا ومقدساتنا منذ نكبة فلسطين عام 1948م.

 

(*) ماذا تحقق بفضل مساعي الحركة على مستوى أوقاف المسلمين عامة في البلاد، ويافا تحديدا ومسجد المنشية على وجه الخصوص؟

 

- حققنا الكثير بالنسبة للموضوع وهذا بعد قيام الحركة بدور مشرف ورفيع. فإنها فتحت ملف الأوقاف بعد أن كان نسياً منسيا، وفتحه يعني أننا أيقظنا في داخل جماهيرنا الوعي اليومي والدائم لضرورة التصدي لأي انتهاك لمقدساتنا أو أوقافنا، وضرورة العمل على تحرير هذه الأوقاف والمقدسات، وإعمار ما تبقى من المساجد، وما تبقى من المقابر. وبالإضافة الى ذلك فإن الحركة الإسلامية قطعت شوطا كبيرا بإعمار عشرات المساجد التي كانت معرضة إما للهدم وإما للانتهاك، أنقذت عشرات المقابر التي كانت على وشك أن تباد عن وجه الأرض، أقامت الصلاة في كثير من هذه المساجد التي كانت مهجورة، ومن أهم أعمال الحركة الإسلامية أنها قامت ولا تزال تقوم بمهمة صعبة جدا تحتاج الى جهود دول، ولكنها أنجزت جهود هذه الدول ومسحت كل الأوقاف والمقدسات الموجودة في كل مساحة فلسطين التاريخية، وقد ظنت الحركة الإسلامية في البداية أنها ستحتاج الى أشهر معدودات لإنجاز المهمة، ولكنها استمرت سبع سنوات ولا زالت الجهود متواصلة لإنهائها وسيستغرق اتمامها عدة سنين أخرى لصعوبتها.

بالإضافة الى ذلك، فإن الحركة الإسلامية قامت بتنظيم فرق صيانة لمتابعة صيانة الأوقاف والمقدسات وأعدت كتبا سياحية وأفلاما وثائقية للتعريف على مأساة الأوقاف والمقدسات وعقدت مؤتمرات محلية وشاركت في مؤتمرات دولية. وكل هذا العمل تم انجازه بهدف التعريف بمأساة أوقافنا ومقدساتنا. والى الآن نجحت الحركة الإسلامية أن تربط فيما بين مؤسسة الأقصى التي تُعنى بالأوقاف والمقدسات الإسلامية وعشرات المؤسسات الدولية في الخارج والتي تشاركها مهمة الدفاع عن الأوقاف والمقدسات حتى هذه اللحظات.

على مستوى يافا أقول إنه كان هناك خطر اندثار كثير من المساجد وكثير من المقابر في يافا، ولكن بفضل الله رب العالمين فإن جهود الحركة الاسلامية أنقذت هذه المساجد والمقابر من الاندثار والزوال. على سبيل المثال كان هناك خطر زوال كلي لمسجد حسن بك، والكل يعرف أنه كان عرضة أن يُباع لـ"جرشون بيريس"، أخو شمعون بيريس- السياسي الإسرائيلي الذي يشغل منصب نائب رئيس الحكومة حاليا- وفي حينه توقفت صفقة البيع، وعندما توقفت صفقة البيع فقد توقف تحويل المسجد الى مركز تجاري، وتم إعمار المسجد في بدايات أولية، بعد أن قَدّمَ الأهل في القدس جهوداً كريمة لبدايات الإعمار الأولى وتوقف الإعمار، فأكملت الحركة الإسلامية مشروع الاعمار حتى النهاية، عمرت كل المسجد، بَنَت حوله الجدار الواقي، وتقيم فيه الصلاة حتى هذه اللحظة لا بل أقامت فيه مركز حراء لتحفيظ القرآن الكريم.

بالإضافة إلى ذلك بذل أهل يافا مجهودا إضافيا كبيرا مع مجهود الحركة الإسلامية، فنجح أهل يافا بصيانة مقبرة طاسو، أنقذوا مسجد النزهة ومسجد الجبلية بعد أن كانوا كلهم مهددين بالاندثار وحافظوا على إبقاء مسجد الساعة وعلى إبقاء مساجد أخرى في يافا، وحتى الآن لا يزال الصراع مستمرا للدفاع عن مساجد أخرى بالمدينة. نأمل بإذن الله أن ننجح في إنقاذها، وعلى سبيل المثال هناك مسجد في يافا يسمى مسجد "السكسك" تم تحويله الى نادٍ ليلي مع كل الأسف، نأمل أن نواصل جهودنا وأن ننجز ما تبقى من تحرير وصيانة المساجد والمقابر.

 

(*) ما المطلوب، برأيك، للنجاح في التصدي لمخططات الاستيلاء الحكومية وإنقاذ ما يمكن انقاذه من فكيها؟

 

- المطلوب هو إقامة مشروع متكامل لإنقاذ الأوقاف والمقدسات، وهذا ما نجحت بإقامته مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية، فهي تملك جهازا متكاملا يحتوى على المهندس، المصور، فرق الصيانة، القسم الإعلامي التوثيقي الذي يعدالأفلام الوثائقية ، ويدار الجهاز عن طريق إدارة ولجنة مالية، ويعد القائمون عليه المخططات لإقامة معسكرات وقف إسلامي، ومخططات لإقامة صلوات جمعة في المساجد التي ظلت مهجورة، ويقوم الجهاز بمتابعة قضائية لعشرات ملفات المقابر الاسلامية المعرضة للهدم والجرف ومتابعة لعشرات المساجد التي لا تزال منتهكة حتى هذه اللحظات، ولا شك أن مؤسسة الأقصى تعمل يومياً بشكل متواصل، بل تواصل عملها بالليل والنهار لإنجاز هذه المهمة بنجاح، وفي تصوري هذا هو الجواب العملي المطلوب حول هذا السؤال.

 

تقاطع صراع مسجد المنشية مع صراع أهل يافا

 

بلغ عدد سكان يافا العام 1947 حوالي 72 ألف نسمة بقي منهم حوالي 4 آلاف فلسطيني معظمهم من أبناء الطبقة الكادحة. ويصل عددهم الآن إلى حوالي 30 ألف فلسطيني، يعيش معظمهم تحت خط الفقر ويعانون من مشاكل اقتصادية واجتماعية قاسية، حتى أن معظم بيوت سكان يافا العربية هي بملكية "دائرة أراضي اسرائيل" ويعتبرون مستأجرين لها ويمنعون من ترميمها بحجة أنها ليست تحت ملكيتهم. دائرة أراضي إسرائيل تضيق الخناق على أهالي المدينة بطرح البيوت للبيع بأسعار عالية ما يمنع سكان المدينة من شرائها ويتاح شراؤها للأغنياء فقط لكون معظم سكان المدينة من أصحاب الدخل المحدود. هذا التنكيل مستمر ومتفاقم. وقد أعلنت بلدية تل أبيب في بداية شهر آذار2007 عن نيتها هدم 400 وحدة سكنية يسكنها عرب يافا بحجة الترميم والتطوير. وقد أقيمت خطوات احتجاجية ضد القرار من قبل ناشطي السلام ومن قبل سكان يافا لإيقاف هذه الخطة.

توجهت للسيد عمر السكسك، رئيس "الرابطة لرعاية شؤون عرب يافا". الرابطة مقامة منذ العام 1979 بهدف الحفاظ على الوجود العربي في يافا وما بقي من أرض ومسكن وتعمل على عدة مشاريع من ضمنها مشروع ترميم المنازل الذي أقامته كرد على خطوة الهدم العام 1986. في ذلك العام استطاعت الرابطة إصدار قرار بوقف عملية الهدم التي تمت بدون ترخيص مسبق وبدأت بمشروع ترميم البيوت كرد على هذه الخطوة ورممت 240 وحدة سكنية.

شدد الحاج عمر السكسك "قضيتنا قضية وجود"، وأحاطني علما بأنهم يحاولون تنظيم خطوات احتجاجية ضد القرار الصادر عن البلدية بهدم 400 منزل. وأما عن رأيه حول تقاطع قضية مسجد حسن بك مع مشكلة أهل يافا فقال: "جامع حسن بك هو المعلم الاسلامي الوحيد الذي بقي من حي المنشية. حي كامل أزيل العام 1948 وهذا المعلم هو الدليل القاطع على وجوده. وقد فشلت السلطة بمحو هذه الملامح وحاولت التقليل من هيبته عن طريق بناء فنادق ضخمة حوله".

يتقاطع المكان مع قصة أهل يافا، فهو جزء اقتطع منها. وعلى الرغم من المعاناة التي يتعرضون لها وتردي أوضاعهم الاقتصادية حد الحضيض فإنهم لم يهزموا وواصلوا صراعهم من أجل البقاء للعيش في المدينة تحت ظروف صعبة ونجحوا في الحفاظ على قدسية المسجد وإبقائه أثرا باقيا من الحضارة العربية الإسلامية التي مرّت على المدينة.

المصطلحات المستخدمة:

شيكل جديد, دورا, ليلي, نائب رئيس الحكومة

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات