التوقيت الصيفي - حلبة أخرى لصراع الاكراه الديني في اسرائيل
انتهى في اسرائيل يوم الاربعاء، 22 أيلول/ سبتمبر، التوقيت الصيفي لهذا العام. وقد يكون هذا مجرد نبأ عادي في دولة طبيعية في العالم، ولكن ليس في اسرائيل، فالتوقيت الصيفي هو حلبة أخرى للصراع حول الاكراه الديني بين العلمانيين وبين المتدينين اليهود الاصوليين (الحريديم)، من الطوائف الشرقية بالاساس. وفي كل عام يحتدم الجدل بين مؤيدي التوقيت الصيفي، وبين هذه المجموعة الدينية، التي تمثلها في الكنيست (البرلمان) كتلة "شاس" (11 نائبا من اصل 120 نائبا).
أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي، أريئيل شارون، الليلة الماضية، مشاورات مع وزراء "الليكود" ومع رئيس الائتلاف، غدعون ساعر، وذلك في أعقاب إقالة وزراء "شينوي" ورفض مشروع اقتراح ميزانية الدولة من قبل الكنيست. وشارك في المشاورات الوزراء بنيامين نتنياهو وتسيبي ليفني ويسرائيل كاتس وسيلفان شالوم.
وقالت مصادر في مكتب رئيس الوزراء لموقع "يديعوت أحرونوت" إنه في أعقاب إقالة وزراء "شينوي" وانحصار الائتلاف الحكومي في نواب "الليكود" فقط، سيكون هناك توجه إلى حزب "العمل" والمتدينين للبدء في مفاوضات غايتها الانضمام إلى الحكومة، ثم سيعقد بعد ذلك اجتماع لمركز "الليكود". وقالت المصادر نفسها إنه لم يتقرر بعد ما إذا كان مركز الحزب سينعقد قبل البدء بالمفاوضات أو بعدها.
أكدت النتائج النهائية للانتخابات الإسرائيلية الفوز الساحق لحزب السلطة الحاكم الليكود" بحصوله على 37 مقعدًا، يليه حزب "العمل"، الذي تلقى ضربة قاسية وحصل على 19 مقعدًا فقط.وبلغت نسبة التصويت العامة 68%وهي الأدنى في تاريخ الانتخابات الإسرائيلية.
فيما يلي النتائج النهائية للانتخابات:
"الليكود" - 37 مقعدًا.
"العمل" - 19 مقعدًا.
"شينوي" - 15 مقعدًا.
"شاس" – 11 مقعدًا.
"هئيحود هليئومي" - 7 مقاعد.
"ميرتس" – 6 مقاعد.
"المفدال" - 6 مقاعد.
"يهدوت هتوراة" - 5 مقاعد.
"عام إحاد" - 4 مقاعد.
"يسرائيل بعلياه" - مقعدان.
* الأحزاب العربية:
"التجمع الوطني الديموقراطي" – 3 مقاعد.
"الجبهة الديموقراطية - العربية للتغيير" – 4 مقاعد.
"القائمة العربية الموحدة" – مقعدان
احتل موضوع مشروع اقتراح الميزانية العامة للسنة المقبلة (2005)، الذي قدمه وزير المالية بنيامين نتنياهو، الحيز الاكبر من اهتمام وعناوين ومعالجات جميع الصحف العبرية الصادرة في اليومين الأخيرين. وقد ركزت، في تغطيتها للموضوع، على جانبين - بعدين- رئيسيين لخطة الميزانية المقترحة: الاول هو الجانب التقريري، وتمحور حول سلسلة التقليصات والاقتطاعات الواسعة، و"القاسية" - حسب وصف هذه الصحف- التي تضمنها اقتراح الموازنة العامة للسنة المقبلة. فيما ركزت التغطية في الجانب الثاني، المرتبط والمستخلص من الجانب الاول، على البعد التحليلي – السياسي لخطة ميزانية وزارة نتنياهو، حيث خلص العديد من المراقبين والمحللين الاسرائيليين الى الاستنتاج بأن نتنياهو انما يسعى من وراء "موجة التقليصات الخطيرة" الى وضع العراقيل امام امكانية انضمام حزب "العمل" المعارض الى الحكومة الجديدة المرتقبة، التي يتفاوض رئيس الوزراء الاسرائيلي اريئيل شارون في هذه الايام مع الشركاء المحتملين فيها، وذلك تحقيقا لاهداف ومآرب "سياسية ضيقة" وضعها نتنياهو نصب عينيه ويصر على تحقيقها.
الصفحة 2 من 489