المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لدى افتتاحه اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأسبوعي، اليوم الأحد – 7.6.2009، إنه يعتزم إلقاء خطاب، الأسبوع المقبل، يطرح من خلاله سياسة إسرائيل، وأن وجهة حكومته نحو السلام والعالم العربي. وقال نتنياهو إنه "في الأسبوع المقبل، سوف ألقي خطابا سياسيا مركزيا سأستعرض خلاله أمام مواطني إسرائيل مبادئنا لتحقيق السلام والأمن. وقبيل الخطاب سأستمع إلى مواقف شركائنا في التحالف ومواقف أخرى لدى الجمهور الإسرائيلي". وقدرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو سيلقي الخطاب، يوم الثلاثاء من الأسبوع المقبل في 16 حزيران الحالي، لدى حصوله على دكتوراه فخرية من جامعة بار إيلان قرب تل أبيب.

وقال نتنياهو "إنني أقرأ وأستمع في الأيام الأخيرة إلى اقتباسات مختلفة تم نسبها إلي لكني لم أقلها. وبودي أن أوضح أن وجهتنا نحو تحقيق سلام مع الفلسطينيين والعالم العربي، وخلال ذلك محاولة التوصل إلى أقصى حد من التفاهمات مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي". وأضاف أن "طموحي هو تحقيق سلام مستقر من خلال الاعتماد على أسس أمن دولة إسرائيل ومواطنيها". وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نقلت عن نتنياهو قوله في اجتماعات مغلقة إنه يرفض مطالب الولايات المتحدة والرئيس باراك أوباما بخصوص الاعتراف بحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتجميد الاستيطان.

من جهة أخرى ذكرت صحيفة هآرتس، اليوم، أن مسؤولين أميركيين، بينهم المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، أوضحوا خلال محادثات مع مسؤولين إسرائيليين أن الإدارة الأميركية تخير إسرائيل بين تجميد الاستيطان أو البدء بمفاوضات فورية حول رسم حدود في الضفة الغربية بهدف "الاتفاق على أية مستوطنات ستبقى تحت سيطرة إسرائيل خلال الحل الدائم". وبحسب الصحيفة فإنه تم طرح الاقتراح الأميركي في أعقاب رفض إسرائيل تجميد الاستيطان بادعاء سد احتياجات "النمو الطبيعي" في المستوطنات، وأن "الكتل الاستيطانية ستبقى تحت سيطرة إسرائيل في إطار أي حل" بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضافت الصحيفة أن إسرائيل تطالب، في هذه الحالة، ضم الكتل الاستيطانية "غوش عتصيون" و"ألفي منشيه" و"أريئيل" و"معاليه أدوميم" ومناطق معينة في القدس الشرقية. ونقلت هآرتس عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله "إننا لا نعرف ما الذي يقصدونه الأميركيون تماما".

ويشار إلى أن ميتشل سيصل إسرائيل، مساء غد الاثنين، وسيلتقي نتنياهو، بعد غد الثلاثاء، من أجل بدء مفاوضات مفصلة أكثر في موضوع المستوطنات. وفيما تطالب إدارة أوباما إسرائيل بتجميد الاستيطان تدعي الحكومة الإسرائيلية بأنها لن توقف أعمال البناء في المستوطنات، وأن ثمة تفاهمات بين حكومات إسرائيلية سابقة وإدارة الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، بمواصلة البناء في الكتل الاستيطانية.

لكن رئيسة حزب كديما ووزيرة الخارجية السابقة، تسيبي ليفني، قالت، اليوم الأحد، إن الولايات المتحدة لم تؤيد الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية أبدا. وأكدت ليفني، في مقابلة أجرتاها معها الإذاعة الإسرائيلية العامة وإذاعة الجيش الإسرائيلي، على أن "الولايات المتحدة لم تؤيد الاستيطان أبدا، ولا شيء جديد في موقف إدارة أوباما". واعتبرت ليفني أنه "بإمكان حكومة إسرائيلية توافق على مبدأ الدولتين أن تحافظ على الكتل الاستيطانية تحت سيادة إسرائيل في إطار المفاوضات".

وأضافت ليفني أن "الرئيس بوش اعترف في حينه بالحاجة إلى أخذ الوضع الميداني الناشئ، أي وجود الكتل الاستيطانية، بعين الاعتبار" وذلك في إشارة إلى "رسالة الضمانات" التي سلمها بوش إلى رئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق، أرييل شارون، في العام 2004. وتابعت أنه "ينبغي التمييز بين هذا الموقف وبين رغبة مجموعات معينة في إسرائيل بتوسيع المستوطنات ورغبة حكومة نتنياهو بالحصول على مصادقة للبناء هناك".

وقالت ليفني إن الإدارة الأميركية لن تدعم إسرائيل طالما أنها لا تعترف بحل الدولتين وأنه "كان واضحا في الماضي بأن إسرائيل توافق على عملية السلام، لكن الحكومة اليوم ليست مستعدة لدفع أية عملية لرسم حدود مستقبلية والأجواء السائدة في العالم هي أن كل ما تحاول إسرائيل تنفيذه هو كسب الوقت، ولذلك فإن الضغط الدولي إنما سيتصاعد وحسب".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات