يعتزم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إنهاء مهام مبعوث رئيس الحكومة لشؤون الجنود الأسرى والمفقودين، عوفر ديكل، المسؤول عن المفاوضات غير المباشرة مع حماس بخصوص صفقة تبادل أسرى تستعيد إسرائيل من خلالها جنديها الأسير في قطاع غزة، غلعاد شاليت. وقالت صحيفة هآرتس، اليوم الاثنين – 20.4.2009، إن نتنياهو التقى مع ديكل، الأسبوع الماضي، واطلع على الاتصالات المتعلقة بصفقة التبادل منذ أسر شاليت، في حزيران العام 2006.
من جهة ثانية ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم، أن ذوي شاليت أبلغا نتنياهو، خلال لقائهما معه قبل أسبوعين، بأنهما "فقدا الثقة" بديكل منذ وقت طويل، وأنه بناء على طلبهما لم يحضر ديكل اللقاء رغم تواجده في مكتب رئيس الحكومة. لكن هآرتس نقلت عن والد الجندي الأسير، نوعام شاليت، نفيه القول إنه فقد الثقة بديكل وشدد "أننا لم نقل أمرا كهذا، وإنما طرحنا ادعاءاتنا. لكننا لم نقل إننا فقدنا الثقة بالرجل".
وبحسب يديعوت أحرونوت فإن نتنياهو تحفظ منذ وقت طويل من أداء ديكل، الذي عينه رئيس الحكومة السابق، ايهود أولمرت، بصفة شخصية. ويرى نتنياهو أن ديكل، وهو النائب السابق لرئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، لم يحقق شيئا خلال فترة توليه ملف شاليت. وطلب نتنياهو أن يتم استعراض بدائل أخرى لاستعادة شاليت. ومن شأن استبعاد ديكل عن صفقة التبادل أن يعيد المفاوضات بين إسرائيل وحماس، التي جرت بوساطة مصر وجهات دولية أخرى، إلى نقطة البداية. ونقلت هآرتس عن مصدر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قوله إنه "سيتم إعادة التفكير بكل ما هو متعلق بشاليت. وكل شيء موجود على الطاولة".
ويذكر أن وزير المخابرات المصرية عمر سليمان سيزور إسرائيل، بعد غد الأربعاء، وستكون قضية التبادل إحدى القضايا التي سيناقشها مع المسؤولين الإسرائيليين، علما أن المفاوضات مجمدة منذ تولي نتنياهو رئاسة الحكومة.
وبحسب التقارير الإسرائيلية فإن لدى نتنياهو عددا من المرشحين لخلافة ديكل، وجميعهم من الأشخاص المهنيين وذوي ماض استخباراتي، لكن الشاباك مهتم بتولي مسؤولية ملف شاليت. ويذكر أن رئيس الشاباك،، يوفال ديسكين توجه قبل بضعة أسابيع برفقة ديكل إلى القاهرة، وافشل اتفاقا حول التبادل بعدما رفض إطلاق إسرائيل سراح نحو 125 أسيرا من الذين شملتهم قائمة حماس، بإدعاء أنهم سيعودون إلى ممارسة نشاط مسلح بعد الإفراج عنهم.
وكانت حماس قد سلمت إسرائيل قائمة بأسماء 450 أسيرا فلسطينيا طالبت بإطلاق سراحهم مقابل الإفراج عن شاليت، فيما وصفت إسرائيل معظمهم بأن "أيديهم ملطخة بالدماء" بسبب ضلوعهم في تخطيط وتنفيذ هجمات أدت على مقتل إسرائيليين. ووافقت إسرائيل على إطلاق سراح 325 أسيرا من الذين وردت أسماؤهم في قائمة حماس، واشترطت إبعاد عشرات بينهم عن الضفة الغربية ودول عربية بعيدة بينها اليمن. رغم ذلك، قال نتنياهو خلال اجتماع حكومته، قبل أسبوعين، أن حماس أهدرت "فرصة نادرة" لإتمام الصفقة وأنها لن تحصل على اقتراح "كريم" كالذي تم عرضه عليها في فترة حكومة أولمرت.