المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

انتقدت مصادر أمنية إسرائيلية موقف وزارة الخارجية الداعي لتجميد صفقات بيع إسرائيل أسلحة لجورجيا، على الرغم من طلب روسي بهذا الخصوص. ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم الاثنين – 11.8.2008، عن المصادر الأمنية قولها إن توجه وزارة الخارجية الإسرائيلية يعكس "سذاجة وعدم فهم للعالم المعقد في مجال الصفقات الأمنية التي تبرمها إسرائيل في الحلبة الدولية". وكانت هآرتس قد أفادت، أمس، بأن وزارة الخارجية الإسرائيلية أوصت بتجميد بيع سلاح إسرائيلي لجورجيا على الخلفية الحرب الناشبة حاليا بينها وبين روسيا.

وتتخوف إسرائيل من أن تعتبر روسيا مبيعات الأسلحة هذه خطوة من شأنها أن تشكل خطرا على أمنها، وأن يكون رد الفعل الروسي على شكل تزويد دول عربية، وخصوصا سورية، وإيران بأسلحة نوعية، من شأنها أن تشكل خطرا على التفوق العسكري الإسرائيلي. ونقلت هآرتس، أمس، عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إنه "ينبغي على إسرائيل إبداء حذر وحساسية بالغة في هذه الأيام. الروس يبيعون أسلحة كثيرة لإيران وسورية ولا ينبغي توفير الحجة لهم لبيع أسلحة متطورة أكثر". وأوضح المصدر أن إسرائيل مهتمة بمنع نقل الصواريخ المتطورة المضادة للطائرات من طراز "إس-300" من روسيا إلى إيران. وشدد على أنه "في اليوم الذي نريد فيه منع صفقة مستقبلية مع إيران يجب أن تكون أيدينا نظيفة". أوضح مسؤولون روس لإسرائيل أن تزويد جورجيا بأسلحة هجومية هو "خط أحمر" بالنسبة لروسيا. وذكّر الروس إسرائيل في هذا السياق بتحفظ الأخيرة من بيع روسيا أسلحة متطورة من صنعها لكل من إيران وسورية على ضوء تخوفات إسرائيل من وصول هذه الأسلحة إلى أيدي حزب الله في لبنان.

ونقلت هآرتس، اليوم، عن المصادر الأمنية الإسرائيلية قولها إنه لا ينبغي على وزارة الخارجية أن تكون طرفا في القرار حول مصير صفقات الأسلحة. وأضافت المصادر ذاتها أنه يوجد لوزارة الخارجية مندوب في دائرة مراقبة الصادرات الأمنية في وزارة الدفاع، المسؤولة عن هذه الصفقات، ومسموح لهذا المندوب التعبير عن موقفه خلال المداولات. ورأت المصادر الأمنية أن على وزارة الخارجية الاكتفاء بذلك.

واعتبرت المصادر الأمنية أنه لا يتوجب على إسرائيل المسارعة للانفصال عن حليفاتها، في إشارة إلى جورجيا المدعومة من الولايات المتحدة بالأساس، ولكن على إسرائيل، من الجهة الأخرى، إبداء الحذر وألا تتسبب بنشوء توتر بينها وبين روسيا. وقالت مصادر في وزارة الدفاع الإسرائيلية إنه لن يتم وقف عقود تم إبرامها لتزويد جورجيا بأسلحة، لكن من الجائز دراسة إمكانية تجميد بعض العقود لفترة ما. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، للقناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، مساء أمس، إن "روسيا مهمة جدا لنا، (لكن) ليس لائقا أن تبدو إسرائيل كمن تتخلى عن أصدقائها في وقت الضيق" في إشارة إلى جورجيا.

وعقدت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، مداولات مع كبار المسؤولين في وزارتها، أمس، حول القتال في منطقة القوقاز وأصدرت الوزارة في ختام المداولات بيانا عبرت فيه عن قلقها من القتال هناك وعن أنها تعترف بسلامة الأراضي الجورجية. وجاء في البيان المقتضب أن "إسرائيل تتابع بقلق بالغ التطورات في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا وتأمل أن تتوقف أعمال العنف. وتعترف إسرائيل بسلامة الأراضي الجورجية وتدعو إلى التوصل إلى حل بطرق سلمية".

ونقلت هآرتس عن ضابط إسرائيلي لم تذكر اسمه وإنما أشارت إليه بالحرف "ل"، كان يخدم في وحدة نخبوية في الجيش الإسرائيلي وشارك في تدريب قوات جورجية، قوله إنه كان واضح بالنسبة له أن الحرب بين جورجيا وروسيا ستنشب لا محالة. ودرب الضابط الإسرائيلي قوات جورجية كمبعوث من قبل الشركتين الإسرائيليتين "غلوبال سي. اس. تي" التي يملكها اللواء في الاحتياط يسرائيل زيف، و"ديفنسيف شيلد" التي يملكها العميد غال هيرش. ويذكر أن هيرش تم إرغامه على الاستقالة من الجيش في أعقاب إخفاقاته خلال حرب لبنان الثانية، فيما كان زيف قائد لواء المدرعات وقائد فرقة غزة العسكرية الإسرائيلية خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية وكان أيضا قائد سرية المظليين لدى الغزو الإسرائيلي للبنان في العام 1982. وذكرت هآرتس أن هناك عددا من الضباط الذين خدموا في وحدات النخبة الإسرائيلية، الذين جندتهم الشركتان وأرسلتهم إلى جورجيا مقابل مبالغ كبيرة.

وقال الضابط "ل" إن "الأجواء في جورجيا كانت أجواء عشية حرب. حصلنا على مواد أساسية حول التوتر بين جورجيا وروسيا، لكن المعلومات الأساسية حصلت عليها من خلال محادثات مع الجنود (الجورجيين). وقد فهمت منهم الأوضاع في أبخازيا وجنوب روسيا. وبالنسبة لي، فإن المعارك الحاصلة في الأيام الأخيرة كانت أمرا متوقعا". وأشارت هآرتس إلى أن "ل" ومعه بقية الضباط عادوا إلى إسرائيل في شهر نيسان الماضي بعد انتهاء التدريبات في جورجيا.

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس, باراك, فرقة غزة

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات