المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.


"المشهد الإسرائيلي" - خاص

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، إن على إسرائيل طرح بديل سلمي لا حربيا فقط أمام سورية. ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم الثلاثاء – 10.6.2008، عن أولمرت قوله إن "علينا أن نطرح أمام سورية بديل السلام وليس فقط إمكانية حرب وعزلة دولية". وأشارت الصحيفة إلى أن أقوال أولمرت جاءت خلال مشاورات أجراها مؤخرا مع معاونيه وخبراء إسرائيليين في الشأن السوري من الأكاديميا وجهاز الأمن، فيما تتردد أنباء عن احتمالات استئناف المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وسورية بوساطة تركية في اسطنبول، الأسبوع الحالي.

وقال مصدر سياسي إسرائيلي لهآرتس، إن لدى أولمرت رؤية منظمة حيال الموضوع السوري أعدها في السنة الأخيرة، وإن المحادثات مع سورية يجب أن تستند إلى مبادئ مؤتمر مدريد الذي عقد في العام 1991، معتبرا أن هذه المبادئ هي أفضل شيء تمكنت إسرائيل من التوصل إليه. وقال أولمرت في المشاورات إنه "مضى وقت طويل حتى توصلنا لاتفاق مع السوريين حول ذلك وهذا ليس مفصلا جدا. وهذا ما يسمح بإجراء مفاوضات".

وبحسب هآرتس فإن أولمرت مقتنع جدا أنه بالإمكان عزل سورية عن "المحور الراديكالي" الذي تقوده إيران، ويكرر في المشاورات التي يجريها رسالة مفادها أنه يتوجب "وضع بديل آخر أمام سورية" وأن هذا ما دفعه إلى بذل جهود لإقناع الأميركيين بدعوة سورية لمؤتمر أنابوليس في شهر تشرين الثاني الماضي.


ورأى أولمرت أنه خلال العام الأخير لم يطرح أحد أمام السوريين أي خيار باستثناء عزلها دوليا وهذا الأمر دفعها باتجاه إيران وحزب الله. وشدد أولمرت على أنه "ينبغي على السوريين اتخاذ قرار حول وجهتهم من الناحية الاستراتيجية، لكن يمكنهم فعل ذلك فقط إذا طرحنا أمامهم بديل السلام". وقال "أعرف أن المفاوضات غير المباشرة مع السوريين منحتهم شرعية" في إشارة إلى إعلان قصر الإليزيه قبل بضعة أيام عن إيفاد مبعوثين فرنسيين اثنين إلى دمشق بعد شهور طويلة من القطيعة بين سورية وفرنسا. وتابع أولمرت "لكن من الجهة الثانية هذا يُظهر للأسد (الرئيس السوري بشار الأسد) ماذا يمكن أن يحدث في حال تقدم إلى الأمام مع إسرائيل".


ويعي أولمرت ومستشاراه يورام توربوفيتش وشالوم ترجمان، اللذان عينهما ممثلين عن إسرائيل لإجراء المحادثات مع سورية، أن عملية التفاوض مع سورية ما زالت في بدايتها وقد تستغرق وقتا طويلا وحتى تنتقل هذه المفاوضات إلى مسؤولية حكومة إسرائيلية أخرى. رغم ذلك يرى أولمرت أن ثمة أهمية "لتحديد التوجه" ويؤكد على الحاجة إلى التحلي بالصبر لأنه "من الجائز أن الأسد يحتاج أيضا لوقت إضافي من أجل أن ينضج" لعملية سلام.


ويعتقد أولمرت، بحسب هآرتس، أنه من الناحية الإستراتيجية سيتخذ الأسد قرارا صائبا، معتبرا أنه "يكفي لتحقيق ذلك النظر إلى المشاكل الاقتصادية الصعبة في سورية والعزلة المفروضة عليها من جانب المجتمع الدولي والعالم العربي لإقناع الأسد بأنه من الأجدى له التوجه نحو الغرب". وأضاف أن "ثمة من يمكن التحدث معه هناك" في سورية "فهذه دولة علمانية. هذه ليست إيران أو حماس أو حزب الله، الذين يتحركون بدوافع أيديولوجية دينية متطرفة وثمة شك في ما إذا كنا سنتحدثهم معهم في المستقبل".


وأشارت هآرتس إلى أن أولمرت يدرك أن سورية لن توافق على فك ارتباطها مع إيران وحزب الله وحماس في بداية المفاوضات لكنه يعتقد أن فك ارتباط كهذا سيحدث مع مرور الوقت. وقال أولمرت إنه "في غضون اتخاذ القرار حيال عملية سلام فإنه يترتب على ذلك خطوات أخرى، وسيكون هناك تأثير لهذا الأمر خلال فترة قصيرة، وأنا مقتنع بأنهم سيطردون مقرات الإرهاب وسيفكون ارتباطهم من إيران".

وخلص أولمرت إلى أن الشرق الأوسط كله سيشعر بانطلاق المفاوضات الإسرائيلية - السورية، بداية بسبب التأثير السلبي الذي سينعكس على إيران وثانيا لأن هذه العملية ستنعكس على دول عربية كثيرة أخرى. وختم أقواله بأنه "إذا اتخذ السوريون قرارا استراتيجيا فإني أرى حقا وضعا تكون فيه الحدود مفتوحة وسفارات وتطبيع. وفي حال كانت الحدود مفتوحة في الشرق الأوسط فإن الجميع سيربح من ذلك وليس إسرائيل فحسب".

المصطلحات المستخدمة:

رئيس الحكومة, هآرتس, مؤتمر مدريد

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات