المشهد الإسرائيلي- خاص
حملت إسرائيل حركة حماس المسؤولية على الهجوم الذي نفذه نشطاء فلسطينيون في معبر "ناحل عوز" عند معبر كارني (المنطار)، الذي تزود إسرائيل من خلاله قطاع غزة بالوقود، والذي أسفر عن مقتل إسرائيليين اثنين، واثنين من منفذي الهجوم. واعتبر محللون إسرائيليون غداة الهجوم، اليوم الخميس- 10.4.2008، أن الهجوم يدل على أن إسرائيل لا تملك قوة ردع مقابل الفصائل الفلسطينية في القطاع وخصوصا ضد حماس، التي تسيطر على القطاع.
وكتب مراسلا صحيفة هآرتس للشؤون العسكرية، عاموس هارئيل، وللشؤون الفلسطينية، أفي سخاروف، اليوم، أن الهجوم في "ناحل عوز" أمس "يدل على أن إسرائيل تواجه صعوبة في تأسيس توازن ردع فعال بصورة كافية مقابل المنظمات الإرهابية النشطة في قطاع غزة. ورغم أن حماس لا تطلق بنفسها الصواريخ باتجاه النقب، فإنها مستمرة في الاشتباك مع الجيش الإسرائيلي على طول الشريط الحدودي ولا تحرك ساكنا لكي تلجم الفصائل الفلسطينية الأصغر منها، التي تطلق صواريخ القسام وترسل نشطاءها لعمليات تسلل".
وأضاف الكاتبان أنه "من دون ردع كاف، لا ينجح الجيش الإسرائيلي بتاتا في منع تسلل للأراضي الإسرائيلية أو عمليات قنص وزرع عبوات بمحاذاة الشريط الحدودي". وأشارا إلى أن إسرائيل لم تعد تستخدم "منطقة أمنية عازلة، يُمنع الفلسطينيون من دخولها، بعرض كيلومتر واحد إلى الغرب من الشريط الحدودي" أي داخل القطاع. وذكّر الكاتبان بإطلاق قناص فلسطيني النار من القطاع باتجاه موكب لوزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، أفي ديختر، ما أسفر عن إصابة مدير مكتبه. واعتبرا أنه "من دون إنشاء 'عمق' في الجانب الفلسطيني من الشريط سيكون من الصعب إحباط هجمات".
واعتبر هارئيل وسخاروف أن "الهجوم يخدم مصالح حماس ومن الجائز أنه تم تنسيقه مع جناحها العسكري... فقبل شهر، عندما عبّر الفلسطينيون عن رضاهم من الهدوء النسبي واحتفلت حماس 'بطرد' الجيش الإسرائيلي بعد عملية شتاء حار (التي أسفرت عن استشهاد 130 فلسطينيا وجرح مئات آخرين) أشارت الاستطلاعات إلى ارتفاع في شعبية حماس. لكن منذئذ لا يمكن للحركة أن تشير إلى أي انجاز حققته: معبر رفح مغلق، ضائقة السكان تتفاقم ولا تقدم في المفاوضات على صفقة شاليت". ولفت الكاتبان أيضا إلى النقص في الوقود الذي يعاني منه سكان القطاع "الذين أوقفوا سياراتهم واستخدموا بدلا منها العربات التي تجرها حمير والدراجات الهوائية".
من جهة ثانية استغلت إسرائيل حقيقة أن هجوم أمس كان عند معبر تمرير الوقود لغزة. ورغم أن إسرائيل تواصل حصارها الخانق على القطاع، إلا أن سفيرها في الأمم المتحدة، داني غيلرمان، وجه رسالة إلى أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، وإلى رئيس مجلس الأمن الدولي، دوميساني كوملو الجنوب أفريقي، تضمنت شكوى بخصوص الهجوم وأنه "فيما تسمح إسرائيل بدخول مساعدات إنسانية للقطاع فإن المخربين يهاجمون المعابر الحدودية التي تمر عبرها البضائع للفلسطينيين".
من جانبه هدد وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، مساء أمس، قائلا إن "حماس تتحمل مسؤولية الهجوم وسوف تتحمل النتائج عندما يحين الوقت. فحماس هي الجهة التي تسيطر في غزة وبالنسبة لإسرائيل هي التي تتحمل مسؤولية عمليات إطلاق النار والهجمات، بما في ذلك هجوم اليوم".
واستدعى الهجوم أمس مباشرة ردود فعل، خصوصا من جانب أحزاب اليمين واليمين المتطرف الإسرائيلي، لفرض عقوبات جماعية ضد الفلسطينيين في القطاع. وقال الوزير يتسحاق كوهين من حزب شاس، الذي تنبع أهميته حاليا من كونه عضوًا في الحكومة الأمنية المصغرة التي تقرر في القضايا العسكرية والأمنية، إنه "من المناسب عزل قطاع غزة عن أي بضائع باستثناء تلك الضرورية للغاية. يتوجب تعزيز قوة الردع وتذكير الفلسطينيين بخطة 'ثمن الهجمات الإرهابية'، وعدم التحسب من تنفيذها الكامل"، في إشارة إلى المخطط العسكري الإسرائيلي لاجتياح القطاع.