"المشهد الإسرائيلي" – خاص
قالت صحيفة هآرتس، اليوم الخميس - 25.9.2008، إن رئيس حزب العمل ووزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، سيطالب رئيسة حزب كديما المكلفة بتشكيل حكومة جديدة ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، بإجراء مفاوضات مع سورية ومشاركة العمل بصورة فعلية وكاملة في المفاوضات مع الفلسطينيين. وأضافت الصحيفة أن باراك لم يطرح مطلبه بهذا الخصوص على ليفني بعد، لكنه يعتزم طرحه بصورة مفصلة خلال المفاوضات الائتلافية بين الحزبين.
وقال قياديون كبار في حزب العمل أن باراك قرر المطالبة بأن يكون ضالعا في مفاوضات مع سورية لأنه يعتبر أن اتفاق سلام مع سورية مرهون ببعد أمني هام. وأضافوا أنه في فترة رئيس الحكومة الأسبق، يتسحاق رابين، لم تكن وزارة الخارجية الإسرائيلية ضالعة في المفاوضات مع سورية. ويلمح القياديون في العمل بأقوالهم هذه إلى احتمال تولي وزير المواصلات، شاؤل موفاز، الذي يحمل أفكارا يمينية، حقيبة الخارجية. وتابع القياديون في العمل أنه "عندما كان باراك رئيس حكومة ووزير دفاع، أجرى المفاوضات مع سورية بشكل شخصي، ورغم ذلك كان لوزير الخارجية عندها، دافيد ليفي، دور معين وذلك لأن باراك كان يحترمه".
وبدا أن القياديين في العمل امتنعوا عن الإشارة إلى أن ليفني نفسها، كوزيرة خارجية، ليست ضالعة في المحادثات مع سورية التي يجريها في هذه الأثناء رئيس الحكومة، ايهود أولمرت. ورأى القياديون ذاتهم أنه لا يمكن إجراء المفاوضات مع سورية "بصورة سهلة". وقالت هآرتس إنه يمكن الفهم من أقوال القياديين في العمل، أن لديهم انتقادات حيال الطريقة التي أجرى فيها أولمرت المفاوضات مع سورية في الشهور الأخيرة بواسطة مستشاريه، يورام توربوفيتش وشالوم ترجمان.
وفيما يتعلق بالمفاوضات مع الفلسطينيين حول قضايا الحل الدائم، كتب المحلل السياسي في هآرتس، آلوف بن، في مقال نشره اليوم، أن الفجوات بين مواقف الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في المفاوضات حول قضايا الحل الدائم واسعة للغاية. وأضاف أن إسرائيل لا تظهر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، على أنه "رافض سلام ماكر"، رغم أن مواقفه مطابقة لمواقف سابقه، الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وقال الكاتب إن هذا الأمر نابع من أن "إسرائيل تعلمت الدرس من 'كشف الوجه الحقيقي لعرفات' في كامب ديفيد (أي المفاوضات بين عرفات وباراك في العام 2000). وهكذا فإنه بالإمكان الاستمرار في التحدث، لكن هذا ليس كافيا للتوصل إلى اتفاق". ورأى بن أنه "من أجل تحقيق انطلاقة (في المفاوضات) ينبغي فهم الفجوة في الأفكار الأساسية ومحاولة الجسر بين (كوكبي) المريخ والزهرة".
ويعقد حزب العمل اليوم اجتماعا لبلورة مطالبه التي سيطرحها في المفاوضات مع حزب كديما حول تشكيل تحالف حكومي جديد برئاسة ليفني، ويتوقع أن تبدأ هذه المفاوضات بعد عطلة عيد رأس السنة اليهودية، التي تصادف يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين. والتقى باراك مع ليفني، أمس، ووُصف اللقاء ب"الجيد". وتعهدت ليفني أمام باراك بأن تدوم ولاية الحكومة برئاستها حتى نهاية دورة الكنيست الحالية، التي تنتهي في تشرين الثاني من العام 2010، وأن تكون الشراكة بين كديما والعمل صادقة لدى إدارة شؤون الدولة والحفاظ على مكانة العمل "كشريك كبير في الحكومة".
ونقلت هآرتس عن قياديين في حزب كديما قولهم إن ليفني اتخذت قرارا استراتيجيا ببذل جهود كبيرة لتشكيل حكومة مع حزبي العمل وشاس. ولفت القياديون إلى أنه على أثر نتائج الانتخابات الداخلية على رئاسة كديما، التي تغلبت فيها ليفني على موفاز، وبسبب وجود مشاكل داخلية في كديما، أدركت ليفني أنها ليست موجودة في موقع جيد في حال إجراء انتخابات عامة مبكرة. ولذلك فإنها تفضل استغلال الفرصة لأن تكون رئيسة حكومة في الوقت الحالي. وقال قيادي كبير في كديما إن "لفني أدركت أن الاستطلاعات هي مجرد استطلاعات. ولو حصلت على 400 صوت أقل لكان موفاز يجلس مكانها. وإذا تنازلت عن خيار تشكيل حكومة الآن فإنه من الجائز أن يشكل هذا الأمر الخطأ الأكبر الذي سترتكبه". وأوضح أن "هذا يعني أنها ستكون مستعدة للتنازل حتى فيما يتعلق بمخصصات الأولاد" وزيادتها وهو المطلب المركزي لحزب شاس.
وإضافة إلى العمل وشاس تحاول ليفني ضم حزب ميرتس اليساري إلى حكومة برئاستها. ويتوقع أن يتخذ ميرتس قرارا اليوم فيما إذا كان سيدخل في مفاوضات للانضمام للحكومة الجديدة أم لا.