"المشهد الإسرائيلي" - خاص
قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية ورئيسة حزب كديما، تسيبي ليفني، إن مبادرة السلام العربية لا يمكنها أن تكون بديلة لمفاوضات مباشرة مع السلطة الفلسطينية وسورية. ونقل موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني، اليوم الأحد – 9.11.2008، عن ليفني قولها إن "ضلوع العالم العربي في عملية السلام هام جدا، لكن لا يمكن للمبادرة العربية أن تحل مكان المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين وليس لديهم بديل لهذه المفاوضات". وأضافت "رغم أن المبادرة العربية تتطرق إلى كل الشرق الأوسط لكن المفاوضات مع سورية ينبغي أن تستمر مثلما تجري اليوم، أي مفاوضات ثنائية بين الجانبين".
وأوضحت أن "ما أقوله هو أنه في هذا الموضوع أيضا، كما في الموضوع الفلسطيني، ينبغي الاستمرار لكن بصورة مباشرة بين الجانبين، وهناك يجب البحث في جميع المواضيع المطروحة. وهذه هي الطريق الوحيدة للتوصل إلى تفاهمات تقود إلى سلام في المنطقة. وكل هذا، بالطبع، تحت رعاية المجتمع الدولي ودعم زعامة العالم العربي". وتأتي أقوال ليفني قبل ساعات قليلة من توجهها إلى شرم الشيخ للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية الرباعية الدولية ومصر والأردن الذي سيعقد اليوم.
وقالت ليفني إنها ليست خائبة الأمل مما حققته المفاوضات التي تقودها مع الفلسطينيين مع انتهاء عام على عملية أنابوليس القاضية بالتفاوض حول قضايا الحل الدائم. وأردفت "لقد قررت أن تجري المفاوضات على هذا النحو، وتم تحقيق تقدم لكن ما زال هناك مواضيع كثيرة مطروحة على طاولة البحث والعملية مستمرة. وأنا أفضل الاستمرار وإجراء مفاوضات حتى أتوصل إلى اتفاق يمثل ويرسخ المصالح الأمنية لإسرائيل". وأضافت ليفني أنه "رغم أن هذه العملية (التفاوضية) يجب أن تجري بدعم المجتمع الدولي، لكن من خلال محادثات مباشرة بيننا وبين الفلسطينيين، مثلما سارت الأمور حتى الآن وعلى هذا النحو سوف تستمر. سيتم البحث في جميع المواضيع بصورة مفصلة حتى نحقق تفاهمات وعلى رأسها تفاهمات تمكن من حماية إسرائيل". وشددت ليفني على أن رسالة بهذه الروح ستمررها للرباعية الدولية خلال اجتماع اليوم.
وفي ردها على سؤال حول ما إذا كانت سترضخ، كونها مرشحة لتولي رئاسة الحكومة الإسرائيلية، لضغوط يمارسها الرئيس الأميركي المنتخب، باراك أوباما، على إسرائيل من أجل تسريع المفاوضات مع الفلسطينيين، اعتبرت ليفني أنه "حتى الآن نجحت في إقناع العالم كله بأن هذه هي الطريق الصحيحة للقيام بهذه الأمور، ولا يوجد أي سبب يجعل إدارة أوباما لا تقتنع". وأضافت أن "العملية السياسية مع الفلسطينيين ينبغي أن تجري تحت رعاية دولية، لكن عليها أن تجري بصورة ثنائية ومباشرة بيننا وبين الفلسطينيين، ومنذ اللحظة التي تم إقرار هذا المبدأ ومبادئ أخرى، ويدرك العالم أن إسرائيل لا تنوي التهرب من العملية وإنما تستغرق العملية وقتها فإن العالم وإدارة أوباما سيوافق على ذلك".
ورفضت ليفني فكرة تحديد موعد نهائي للمفاوضات وقالت "لا أوافق في أي حال من الأحوال على موعد نهائي ونحن نبذل كل جهد ممكن. فنحن نبحث في القضايا المطروحة على جدول العمل ولا يمكن تحديد ذلك بوقت، وإذا تم فرض جدول زمني على الجانبين فإن النتيجة قد تكون شبيهة بما حصل بعد كامب ديفيد 2000" في إشارة إلى اندلاع الانتفاضة الثانية.
وقالت ليفني أنها تعتزم القول لمندوبين من دول عربية في اجتماع شرم الشيخ إن المظلة التي يمنحونها للمفاوضات مع الفلسطينيين هامة للغاية وأن "المفاوضات مع الفلسطينيين يجب أن تستمر مثلما هو حاصل اليوم وبشكل مفصل وكامل حتى نتوصل إلى تفاهمات بما يتلاءم مع مصالح دولة إسرائيل".
وقالت ليفني في مقابلة أجرتها معها إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم "إننا ذاهبون إلى شرم من أجل إطلاع الرباعية الدولية والمجتمع الدولي الذي يرافق العملية منذ مدة طويلة". وأضافت أن "ما سنطلعهم عليه في هذه الأثناء هي مبادئ العملية وليس مضمونا ونحافظ بذلك على دعم المجتمع الدولي للعملية". وقالت ليفني إنه لم يتم طرح قضية القدس على طاولة المباحثات بين إسرائيل والفلسطينيين واعتبرت أنه "لقد تعهدنا بالتحدث عن جميع قضايا الحل الدائم لكن ثمة أهمية لأن نفرق بين التعهد بالحديث وبين الحديث نفسه".