المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

"المشهد الإسرائيلي"- خاص

اقترحت الولايات المتحدة على إسرائيل والسلطة الفلسطينية عقد لقاء ثلاثي بهدف تسريع وتيرة المفاوضات بين الجانبين حول قضايا الحل الدائم والجسر بين الفجوات الكبيرة في مواقف الجانبين. وذكرت صحيفة هآرتس، اليوم الأحد- 8.6.2008، أن وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، اقترحت عقد لقاء يحضره ممثلون عن إسرائيل والسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة، وكررت اقتراحها هذا أيضا خلال لقائها رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، في واشنطن يوم الثلاثاء الماضي.


وبحسب الصحيفة فإن رايس "راضية" من التقدم الذي حققته المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية حتى الآن، لكنها تسعى إلى تسريع وتيرة المحادثات التي تم استئنافها بعد مؤتمر أنابوليس الذي عقد في الولايات المتحدة في تشرين الثاني الماضي. وتعتبر الإدارة الأميركية أن الخلافات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية لم يتم تحديدها بصورة دقيقة ولم يتم استعراض حيزات الليونة في مواقف الجانبين.

وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل ترفض المطلب الفلسطيني بوقف أعمال التوسع الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية كما ترفض الخوض في مفاوضات حول القدس الشرقية. وكرر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، خلال لقائه أولمرت، يوم الاثنين من الأسبوع الماضي، المطالبة بوقف توسيع المستوطنات، كما التزمت إسرائيل في أنابوليس وخريطة الطريق. إلا أن أولمرت رفض ذلك بزعم أن الأحياء الاستيطانية في القدس والكتل الاستيطانية ستبقى في يدي إسرائيل في إطار أي اتفاق يتوصل إليه الجانبان. وأعلن أولمرت مرات عديدة في الشهور الماضية عن تأجيل قضية القدس الشرقية إلى المرحلة الأخيرة من المفاوضات تحسبا من تهديد حزب شاس بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها في حال جرت مفاوضات حول القدس الشرقية.

وبحسب اقتراح رايس فإن اللقاء سيستمر لعدة ساعات وتتباحث خلاله هي أو أحد مساعديها الكبار مع رئيسي طاقمي المفاوضات الفلسطيني، أحمد قريع، والإسرائيلي وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، أو مع ممثلين من كلا الجانبين. واقترح الأميركيون أن يكون مكان الاجتماع في مدينة إيلات في جنوب إسرائيل أو الولايات المتحدة أو إحدى الدول الأوروبية.


وأشارت هآرتس إلى أن الإدارة الأميركية ليست معنية في هذه المرحلة بطرح "وثيقة جسر" بين المواقف على الجانبين وإنما أن تطرح معادلات مختلفة بصورة شفهية لدفع المفاوضات إلى الأمام. وقالت هآرتس إن إسرائيل والسلطة الفلسطينية تتحفظان من الاقتراح على خلفية المبدأ المشترك بأن على المفاوضات أن تكون ثنائية ومن دون تدخل طرف ثالث. وتقدر أوساط سياسية إسرائيلية أن الاقتراح الأميركي هدفه ممارسة ضغط على الجانبين من أجل التوصل إلى نتائج في المفاوضات بينهما.


وستحضر رايس إلى إسرائيل مساء السبت المقبل لزيارة قصيرة في إسرائيل والسلطة الفلسطينية كما تعتزم العودة إلى المنطقة في موعد آخر من الشهر الحالي. وكانت رايس التقت مرتين في الماضي مع قريع وليفني في لقائين ثلاثيين لكنها امتنعت خلالهما عن طرح مقترحات أميركية وإنما استمعت لتقارير رئيسي طاقمي المفاوضات وحسب. وعقد طاقما المفاوضات الفلسطيني والإسرائيلي اجتماعا برئاسة قريع وليفني يوم الأربعاء الماضي لكن من دون تسجيل تقدم.

من جهة أخرى قالت صحيفة معاريف اليوم إن إسرائيل والسلطة الفلسطينية وضعتا صياغات تتناول موقف كل جانب والفجوات بين موقفيهما وإن قريع اقترح طرح هذه الصياغات على كل من عباس وأولمرت ليحاولا بدورهما تقليص الفجوات بحيث يتباحثان في كل لقاء بينهما حول قضيتين من قضايا الحل الدائم.

وبحسب معاريف فإن الفائدة التي ستعود على الفلسطينيين من ذلك هي أنهم سيحصلون على صيغة تفاهمات وربما أيضا على اعتراف أميركي بما تم تحقيقه حتى الآن، لأنهم يدركون أنه لن يتم التوصل لاتفاق حتى نهاية العام الحالي وأن الفجوات كبيرة وثمة احتمال لسقوط حكومة أولمرت بسبب التحقيق بشبهة حصوله على رشى مالية.

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس, رئيس الحكومة

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات