الولايات المتحدة وإسرائيل وافقتا على نشر تفاصيل الهجوم الإسرائيلي ضد سورية في أيلول الماضي بهدف ممارسة ضغط على كوريا الشمالية لوقف تعاونها مع إيران في المجال النووي ومنع إيران من حيازة سلاح نووي
المشهد الإسرائيلي- خاص
أفادت صحيفة معاريف، اليوم الاثنين- 7.4.2008، أن إسرائيل بعثت برسالة لسورية تحذرها فيها بأنها ستتحمل مسؤولية أي هجوم ينفذه حزب الله ضد إسرائيل، انتقاما على اغتيال القيادي في الحزب عماد مغنية، وأن إسرائيل سترد بشدة على ذلك. وكانت هذه الرسالة سبب التوتر الحاصل في هذه الأثناء عند الحدود بين إسرائيل وكل من سورية ولبنان.
ونقلت معاريف عن مصادر في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، تأكيدها على أن إسرائيل بعثت إلى سورية برسالة كهذه، لكن المصادر نفسها أشارت إلى أن هذه ليست رسالة جديدة وإنما هي رسالة تم نقلها للسوريين بعد اغتيال مغنية، علما أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن الاغتيال بصورة رسمية. وبحسب التقديرات الإسرائيلية فإن سورية "تعرف جيدا وعن قرب" استعدادات حزب الله وخططه لتنفيذ هجمات انتقامية على اغتيال مغنية الأمر الذي يجعلها متوترة ومتأهبة. واعتبرت التقديرات الإسرائيلية أن إعلان سورية عن تخوفها من التدريبات التي يجريها الجيش الإسرائيلي في الجبهة الداخلية، التي بدأت أمس وتستمر خمسة أيام، هو "تضليلي".
من جهة ثانية اعتبر أولمرت ومسؤولون سياسيون إسرائيليون، أمس، أن التقارير الصحافية الإسرائيلية التي قالت أمس إنه سيتم الكشف عن تفاصيل تتعلق بمهاجمة سلاح الجو الإسرائيلي لمنشآة سورية في منطقة دير الزور في شهر أيلول الماضي، وذلك خلال جلسة للجنة الخارجية التابعة للكونغرس الأميركي، هي تقارير تضر بإسرائيل.
وذكرت صحيفة هآرتس اليوم أن الولايات المتحدة وإسرائيل وافقتا على نشر تفاصيل الهجوم الإسرائيلي ضد سورية بهدف ممارسة ضغط على كوريا الشمالية لوقف تعاونها مع إيران في المجال النووي ومنع إيران من حيازة سلاح نووي. وكانت تقارير صحافية إسرائيلية وأجنبية قد قالت إن سورية استخدمت منشأة دير الزور لتطوير سلاح نووي بدعم من كوريا الشمالية.
وأضافت الصحيفة أنه بموجب معلومات توفرت لدى الولايات المتحدة وإسرائيل فإن كوريا الشمالية مررت خبرات ومواد نووية لإيران لمساعدتها سرا على تطوير سلاح نووي. واتفق ممثلون أميركيون وإسرائيليون الأسبوع الماضي على استغلال المفاوضات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، التي ستبدأ غدا، لممارسة ضغط على الأخيرة يؤدي إلى كشفها عن كافة تفاصيل تعاونها النووي مع دول في الشرق الأوسط وخصوصا مع إيران.
وبحث رئيس طاقم مستشاري أولمرت يورام طوربوفيتش، ومستشار أولمرت السياسي، شالوم ترجمان، الموضوع مع المسؤولين الأميركيين وعلى رأسهم مستشار الأمن القومي، ستيف هادلي، لدى زيارتهما واشنطن الأسبوع الماضي. ويتوقع أن يتم الكشف عن تفاصيل الهجوم الإسرائيلي ضد المنشأة السورية خلال جلسة للجنة الخارجية التابعة للكونغرس الأميركي، ستعقد في 17 نيسان الحالي، للاستماع إلى إفادات حول حجم انتشار السلاح النووي الكوري الشمالي.
واتفق طوربوفيتش وترجمان مع مسؤولين في الإدارة الأميركية، الأسبوع الماضي، على أن تنشر جهات أميركية تفاصيل حول الهجوم الإسرائيلي على المنشأة السورية، فيما تواصل إسرائيل سياسة عدم التعقيب على الموضوع واستمرار السياسة التي اتبعتها بهذا الخصوص منذ الهجوم في 6 أيلول/ سبتمبر الماضي كما أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية ستستمر في سياسة التعتيم بهذا الصدد.
يشار إلى أن سورية التي بادرت للإعلان في حينه عن اختراق الطيران الحربي الإسرائيلي لأجوائها تنفي ادعاءات بأنها طورت برنامجا نوويا كما أن كوريا الشمالية تنفي تصديرها لخبراتها النووية، فيما تدعي إيران أن مشروعها النووي لأغراض مدنية.
من جانبه أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت محادثات مع قادة عدة دول وطالبهم بزيادة الضغوط على سورية لتوقف حلفها مع إيران. ويعتبر أولمرت أن أهم هذه المحادثات كانت تلك التي أجراها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء لقائهما في شهر تشرين الأول الماضي، أي بعد شهر من مهاجمة المنشأة السورية. وقالت هآرتس، اليوم، إن الجانبين الإسرائيلي والروسي قررا في حينه أن يلتقي أولمرت وبوتين على ضوء الحساسية البالغة للموضوع ولذلك توجه أولمرت إلى روسيا في 18 تشرين الأول في زيارة استمرت بضع ساعات فقط واستعرض أمام الرئيس الروسي "إشكالية" الموضوع السوري إضافة إلى معلومات استخبارية تتعلق بقضايا إستراتيجية. وكان أولمرت قد قام بعد ذلك بأسبوع بزيارتين قصيرتين إلى بريطانيا وفرنسا.