"المشهد الإسرائيلي" - خاص
قال نائب رئيس الوزراء ووزير المواصلات الإسرائيلي، شاؤل موفاز، إنه لن يكون أمام إسرائيلي خيار سوى مهاجمة إيران لمنعها من تطوير سلاح دمار شامل في إشارة إلى البرنامج النووي الإيراني وأن نافذة الفرص أخذت تنغلق والعقوبات الدولية التي تم فرضها على إيران ليست كافية. وشدد موفاز، في مقابلة أجرتها معه صحيفة يديعوت أحرونوت ونشرت مقاطع منها اليوم، الجمعة -6.6.208، على أن تنشرها كاملة يوم الأحد المقبل، على أنه "إذا استمرت إيران في مخططها لتطوير سلاح نووي، فإننا سنهاجمها. نافذت الفرص أغلقت. والعقوبات ليست فعالة. ولا مناص من مهاجمة إيران لوقف البرنامج النووي الإيراني".
وتابع موفاز أن "أي هجوم عسكري ضد إيران سيتم بالاتفاق والتفاهم والدعم من جانب الولايات المتحدة". وعقب موفاز على تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حول زوال إسرائيل قائلا "إنه سيزول قبل إسرائيل".
من جهة ثانية نقلت صحيفة معاريف، اليوم، عن مصدر سياسي – أمني إسرائيلي قوله إنه "في نهاية المطاف ستضطر إسرائيل لمهاجمة إيران من أجل منعها من الحصول على قدرة نووية".وقالت معاريف إن المصدر مطلع على المواد الاستخباراتية المتعلقة بتقدم البرنامج النووي الإيراني وضالع بالاتصالات بين إسرائيل والولايات المتحدة والجدول الزمني المتعلق بهذه القضية.
ولفتت الصحيفة إلى أن رأي هذا المصدر ينضم إلى آراء مسؤولين إسرائيليين كبار آخرين الذين يعتقدون أن احتمالات شن الإدارة الأميركية الحالية هجوما عسكريا ضد إيران أخذت تتضاءل مع مرور الوقت. ونقلت معاريف عن مسؤولين في المؤسستين السياسية والامنية الإسرائيليتين قولهم إن "إسرائيل لا يمكنها أن تتحمل إيران نووية وينبغي العمل ضد إيران في أقرب وقت ويجب تحقيق قدرة عسكرية قادرة على شل، أو على الأقل عرقلة، البرنامج النووي الإيراني، وهذا ليس أمرا في السماء وإنما هو أمر ممكن تحقيقه".
وقالت معاريف إن نقاشا جار داخل جهاز الأمن الإسرائيلي حول مهاجمة إيران، وأنه من جهة، يستعد الجيش الإسرائيلي، وبالأساس سلاح الجو، لشن هجوم عسكري في حال اتخذت الحكومة الإسرائيلية قرارا بتنفيذه، ومن الجهة الأخرى، ما زال هناك كثيرون يعتقدون بأنه لا يوجد احتمال لأن تتمكن إسرائيل من توجيه ضربة حقيقية للبرنامج النووي الإيراني وأن مخاطر الهجوم بالغة للغاية وأن الرد الإيراني، في المنطقة كلها وفي العالم، سيكون شديدا للغاية.
تعزز الحلف الأميركي - الإسرائيلي
من جهة أخرى، قال مصدر سياسي كبير في حاشية رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، إلى الولايات المتحدة، أمس، إن الحلف الاستراتيجي الأميركي الإسرائيلي ضد إيران قد تعزز خلال زيارة اولمرت الحالية لواشنطن. ونقل موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني عن المصدر ذاته قوله إن "الحلف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل قد تعزز على خلفية التهديد الإيراني" في إشارة إلى البرنامج النووي الإيراني.
وأضاف المصدر الإسرائيلي أن "الولايات المتحدة وإسرائيل ستعملان سوية في حال حدوث هجوم إيراني والرئيس (الأميركي جورج) بوش وعد أولمرت بأن تقف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل وتزويدها بالخبرات والوسائل المطلوبة للدفاع عن نفسها". وتابع المصدر ذاته "حققنا تفاهمات فيما يتعلق بالوسائل الدفاعية والهجومية المطلوبة لإسرائيل على ضوء الواقع في الشرق الأوسط".
وأنهى أولمرت أمس زيارته إلى الولايات المتحدة، والتقى خلالها مع بوش ونائبه ديك تشيني وغيرهما من كبار المسؤولين الأميركيين وألقى خطابا في مؤتمر المنظمات الأميركية اليهودية الداعمة لإسرائيل (إيباك). والتقى أولمرت مع ديك تشيني على انفراد وتباحثا في ما وصف ب"مواضيع تنفيذية" ضد إيران.
وكانت تقارير إسرائيلية قد تحدثت عن أن أولمرت سيركز في لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين على موضوع البرنامج النووي الإيراني والتأكيد على أن إيران تسعى للحصول على سلاح نووي، خلافا لتقرير المخابرات الأميركية قبل شهور بأن إيران أوقفت مساعيها لانتاج سلاح نووي منذ العام 2003. واضافت التقارير الإسرائيلية أن أولمرت سيطالب بوش بفرض حصار بحري على إيران ومنع من يحمل جواز سفر إيراني من الدخول إلى دول غربية.
من جهة أخرى قالت يديعوت أحرونوت إنه في أعقاب اجتماعات أولمرت مع المسؤولين الأميركيين سيدفع هؤلاء المسؤولون باتجاه تزويد الولايات المتحدة إسرائيل بطائرات مقاتلة من طراز "اف-35" المتطورة والتي يبلغ ثمن الطائرة الواحدة منها 80 مليون دولار. كذلك طرأ تقدما على شراء إسرائيل طائرات مقاتلة من طراز "اف-22" الأكثر تطورا من نوعها لكن الولايات المتحدة لم تعلن بعد عن موافقتها بيع هذه الطائرة لإسرائيل. وتمتنع الولايات المتحدة عن بيع طائرات "اف-22" لاي دولة في العالم فيما تعتبر إسرائيل حصولها على هذه الطائرات "سيكسر التوازن" العسكري في الشرق الأوسط لصالحها.
ووافقت الولايات المتحدة على ربط إسرائيل بجهاز الانذار العالمي من الصواريخ، وهي منظومة مرتبطة باقمار التجسس الاصطناعية الأميركية وقادرة على رصد كل صاروخ في لحظة إطلاقه من اي موقع في العالم. وستحصل إسرائيل على رادار عملاق لرصد إطلاق صواريخ من إيران وسورية ولبنان وقطاع غزة.