"المشهد الإسرائيلي" - خاص
ذكرت صحيفة هآرتس اليوم، الاثنين – 19.5.2008، أن إسرائيل أبلغت مؤخرا حزب الله من خلال وسيط ألماني بأنها ترفض إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وإنما لبنانيين وحسب، في إطار صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل والحزب وتستعيد من خلالها الجنديين الأسيرين إلداد ريغف وايهود غولدفاسير. ونقلت هآرتس عن مسؤول إسرائيلي ضالع في المفاوضات مع حزب الله قوله إن هذا كان الاقتراح الأخير من جانب إسرائيل. وهدد المسؤول بأنه إذا أصر حزب الله على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين فإن ذلك سيؤدي إلى وقف المفاوضات بين الجانبين. ورفضت عائلتا ريغف وغولدفاسير التعقيب على الأمر.
ويذكر أنه منذ أن أسر حزب الله الجنديين الإسرائيليين في 12 تموز 2006، يجري مندوب رئيس الوزراء الإسرائيلي في قضايا الجنود الأسرى والمفقودين، عوفر ديكل، مفاوضات غير مباشرة مع حزب الله، عبر الوسيط الألماني غرهارد كونراد. وقالت هآرتس إن إسرائيل مررت مؤخرا رسالة لحزب الله، بواسطة كونراد وآخرين، تم وصفها على أنها "الاقتراح الأخير"، وجاء فيها أنه مقابل إطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين الاسيرين ستطلق إسرائيل سراح أسرى لبنانيين فقط، وستعيد جثث مقاتلي حزب الله المدفونين في إسرائيل. وشدد المسؤول الإسرائيلي على أنه "بالنسبة لإسرائيل فقد وصلنا إلى آخر المفاوضات والكرة موجودة الآن لدى حزب الله وعليه أن يتخذ قرارا".
وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن حزب الله طالب خلال المفاوضات بأن تطلق إسرائيل سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين، لكنه قال إن إسرائيل تنظر إلى حزب الله على أنه منظمة لبنانية ولا يتوجب تعزيز مكانته في الحلبة الفلسطينية. وتخشى إسرائيل أن يشكل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين "هدية" لحزب الله من شأنها أن تمجد صورته ومكانته بين الفلسطينيين وفي العالم العربي.
وتابع المسؤول الإسرائيلي أنه في حال أصر حزب الله على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين فإنه سيؤدي بذلك إلى "إنهاء المفاوضات، لأنه لن يكون هناك ما يمكن التحدث عنه". وفي حال توقف المفاوضات دون تحقيق نتائج، فإن حكومة إسرائيل قد تقدم على اتخاذ "قرار صعب"، في إشارة إلى احتمال الإعلان عن الجنديين الأسيرين لدى حزب الله بأنهما ميتان. ولفتت هآرتس إلى ما كانت قد نشرته مجلة "دِر شبيغل" الألمانية في شهر شباط الماضي، بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، درس احتمال إصدار إعلان كهذا. ويذكر أن تقرير أعده خبراء إسرائيليون بعد عملية الأسر قد أشار إلى احتمال أن يكون أحد الجنديين على الأقل قد قتل خلال هجوم حزب الله فيما أصيب الآخر بجروح خطيرة، خصوصا وأن ثلاثة جنود إسرائيليين كانوا في الدورية برفقة الجنديين الأسيرين قد قتلا جراء إطلاق مقاتلي حزب الله قذائف مضادة للمدرعات على سيارتيهم العسكريتين.
لكن من الجهة الأخرى، فإن الإعلان عن جنود إسرائيليين أسرى أو مفقودين يقع ضمن مسؤولية الحاخام الرئيسي للجيش، ويتم اتخاذ القرار بإصدار إعلان كهذا بعد توفر أدلة أكيدة تشمل معلومات طبية، ومعلومات كهذه ليست متوفرة لدى إسرائيل حتى الآن. ويذكر أنه منذ أسر الجنديين لم تتلق إسرائيل أية إشارة على كونهما أحياء.
وبحسب هآرتس فإن إسرائيل تحتجز اربعة مقاتلين من حزب الله أسرتهم خلال حرب لبنان الثانية، إضافة إلى عميد الاسرى اللبنانيين سمير القنطار. كذلك تحتجز إسرائيل عشر جثث لمقاتلين من حزب الله قتلوا خلال اشتباكات خاضوها مع الجيش الإسرائيلي في لبنان وتم دفنهم في إسرائيل.
ولفتت هآرتس إلى أن ديكل كان قد ألمح لحزب الله، قبل شهور، إلى أن إسرائيل ستكون مستعدة لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل الحصول على إشارة بأن غولدفاسير وريغف على قيد الحياة. لكن إسرائيل تعتبر الآن أن الحزب ليس مهتمها بتاتا بتمرير إشارة كهذه. وقال المسؤول الإسرائيلي إنه "بالاستناد إلى تجربة الاتصالات والصفقات مع حزب الله في الماضي فإن (أمين عام حزب الله حسن) نصر الله يحتفظ بالمعلومات لديه. والتقدير هو أنه فقط في يوم (تنفيذ) الصفقة سنعرف بشكل أكيد ما إذا كانا على قيد الحياة أم لا".
وتعتزم إسرائيل مطالبة حزب الله بمعلومات عن طيارها المفقود منذ العام 1988 رون اراد، مقابل إطلاق سراح القنطار في صفقة تبادل أسرى. كذلك تعتزم إسرائيل إخلاء سبيل اللبناني نسيم نصر وطرده إلى لبنان. وكانت محكمة إسرائيلية قد أدانت نصر بالتجسس لصالح حزب الله وحكمت عليه بالسجن وقد انتهت فترة سجنه قبل أسابيع وما زال قيد الاعتقال الإداري.