المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

"المشهد الإسرائيلي" - خاص

يتصاعد التوتر بين القائدين الأكبر في حزب كديما، رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، كلما مرّ الوقت واقترب موعد إجراء الانتخابات الداخلية على رئاسة كديما، على خلفية كون ليفني أول من طالب أولمرت، من داخل كديما، بالتنحي عن منصبه على أثر التحقيقات ضده بشبهات فساد. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الاثنين – 4.8.2008، أن أولمرت أقصى ليفني عن اللجنة الوزارية الخاصة لتحديد معايير إطلاق سراح أسرى فلسطينيين أدينوا بتنفيذ وتخطيط عمليات قتل فيها عدد كبير من الإسرائيليين، تمهيدا لصفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس، تستعيد إسرائيل من خلالها جنديها الأسير في قطاع غزة، غلعاد شاليت.

ورغم أن هذه اللجنة الوزارية تشكلت منذ شهور، وحتى أنها عقدت عددا من الاجتماعات، إلا أن أولمرت عاد وقرأ خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي، أمس، أسماء أعضاء اللجنة من دون ذكر اسم ليفني. وقال أولمرت إن نائبه الأول، حاييم رامون، سيبقى رئيسا للجنة وسيكون في عضويتها الوزراء عامي أيالون ودانيئيل فريدمان وأفي ديختر. وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن الوزراء قاموا بحركات عبروا من خلالها عن استغرابهم لعدم ذكر اسم ليفني، فيما الأخيرة لم تنبس ببنت شفة.

وقالت يديعوت أحرونوت إن السبب الواضح لإقصاء ليفني هو معارضتها تليين المعايير لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، فيما أولمرت مصر على استنفاذ الاتصالات لتحرير شاليت وأن ذلك لن يتحقق إلا من خلال تليين المعايير. لكن الصحيفة أشارت من الجهة الأخرى إلى أن خطوة أولمرت هذه تتضمن انتقاما من ليفني لمواقفها منه وعلى خلفية التوتر بينهما، خصوصا وأن وزير العدل فريدمان، العضو في اللجنة الوزارية، يعارض تليين المعايير.

من جهة أخرى، أفادت صحيفة هآرتس بأن قياديين في كديما انتقدوا ليفني، المرشحة لرئاسة الحزب، بسبب رفضها التعهد بالبقاء في الحزب في حال خسرت في الانتخابات الداخلية. وكانت الصحيفة قد ذكرت أمس أن قادة حزب كديما، وخصوصا رئيسة الكنيست، داليا ايتسيك، ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست ورئيس اللجنة لشؤون الحزب، تساحي هنغبي، يعملون على صياغة "بيان منافسة"، يتعهد فيه المرشحون لرئاسة حزب كديما، وهم الوزراء تسيبي ليفني وشاؤل موفاز وأفي ديختر ومائير شيطريت، بقبول نتيجة الانتخابات الداخلية لرئاسة الحزب والبقاء في الحزب حتى لو خسروا في هذه الانتخابات.

ورفض مقربون من ليفني التعهد بالتوقيع على هذا البيان واكتفوا بالقول إن ليفني "ليس منشغلة بهذا الأمر الآن وتعتزم الفوز" برئاسة كديما. من جانبهم قال مقربون من موفاز، وهو المنافس الأقوى لليفني، إنه ليست لديه أية مشكلة في الالتزام بالبيان وأنه سيبقى في كديما في جميع الأحوال. لكن مقربين من ليفني أشاروا إلى أن "موفاز بالذات تعهد عشية الانتخابات السابقة بالبقاء في حزب الليكود وانتقل في اللحظة الأخيرة إلى كديما".

من جهة ثانية، أعرب قياديون في المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة عن قلقهم من حقيقة أن موفاز لا يتقن اللغة الانجليزية. ونقلت يديعوت أحرونوت عن سيمور رايخ، أحد القياديين في المنظمات اليهودية الأميركية، قوله إنه يخشى من أن عدم إتقان موفاز للغة الانجليزية سيمس بعلاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة. وأورد رايخ، ويتولى اليوم منصب رئيس الطاقم الإسرائيلي للسياسيات وتولى في الماضي رئاسة مجلس رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، عمير بيرتس، مثالا. وقال رايخ إن "بيرس واجه صعوبة بالغة في إيضاح أفكاره أمام الجالية اليهودية. وهو لم ينجح في التغلب على ذلك رغم أنه بذل جهدا كبيرا. وآمل أن يكون كل قائد إسرائيل سيأتي للولايات المتحدة أن يتحدث الإنجليزية بطلاقة ويكون قادرا على فهم دقائق اللغة".

من جهة أخرى امتدحت المنظمات اليهودية ليفني لكونها امرأة وبسبب علاقاتها الحميمة مع نظيرتها الأميركية، كوندوليزا رايس، ولتحسينها مستوى لغتها الانجليزية، إلا أن قادة اليهود الأميركيين أشاروا إلى أنها بحاجة لتحسين لكنتها الانجليزية. ورأى قادة المنظمات اليهودية إن أفضل من يتحدث الانجليزية بين القيادة الإسرائيلية هو رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، وخصوصا في مجال الدعاية لصالح إسرائيل في وسائل الإعلام الأميركية. رغم ذلك لم تخلُ أقوال قادة اليهود الأميركيين من انتقادات لنتنياهو بسبب مشاركته مع قادة "المسيحيين الجدد" في أميركا في حملة دعائية ضد الرئيس الأميركي السابق، بيل كلينتون، واتفاق أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية. كما أشاروا إلى عدم التزامه بتعهدات أطلقها نتنياهو في إطار اتفاق واي، بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، في نهاية سنوات التسعين وكان حينئذ رئيسا للحكومة.

على صعيد آخر، وفي ظل احتمالات تقديم موعد الانتخابات العامة في إسرائيل، برز أمس حدوث تقارب بين نتنياهو وحزب شاس، الذي كال زعيمه الروحي، الحاخام عوفاديا يوسف، المديح لنتنياهو خلال مؤتمر حول التوراة عقد في القدس. ووصف يوسف نتنياهو بأنه "يعمل الكثير من أجل التوراة" و"صديقي العزيز وحبيبي" و"ثمة أمور فعلها نتنياهو لوجه الله". ويشار إلى أن هذا التعامل من جانب يوسف تجاه أولمرت يعتبر تطورا، لأنه في الماضي شن قادة حزب شاس تهجمات شديدة ضد نتنياهو خصوصا على ضوء سياسته الاقتصادية وخفضه مخصصات الأولاد ورفضه توجهات متكررة لحزب شاس برفع هذه المخصصات. ويبدو أن نتنياهو يسعى لتوطيد علاقاته مع شاس وحثه على دعم تقديم موعد الانتخابات العامة، حيث تتوقع استطلاعات الرأي فوز حزب الليكود فيها بأكبر عدد من المقاعد في الكنيست وتولي نتنياهو رئاسة الحكومة. ويشار إلى أن شاس يعارض بشدة إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين حول القدس. وقال نتنياهو خلال المؤتمر التوراتي أمس إن حزب كديما يعمل على "تقسيم القدس".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات