رايس تصل إلى إسرائيل غدا السبت، للمرة الثانية خلال ثلاثة أسابيع، في محاولة لإنقاذ المفاوضات على الحل الدائم، وستطالب باراك بتنفيذ خطوات ميدانية في الضفة التزمت بها إسرائيل من خلال خريطة الطريق * باراك سيستعرض خطوات إسرائيلية خالية من أي مضمون قد يسهل حياة الفلسطينيين
المشهد الإسرائيلي- خاص
ذكرت تقارير صحافية إسرائيلية اليوم الجمعة-28/3/2008- أن وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، ستحاول خلال زيارتها للمنطقة، التي تبدأ بها غدا السبت، إحياء المفاوضات على قضايا الحل الدائم بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية التي انطلقت في مؤتمر أنابوليس والمتعثرة حاليا، وستحث الجانبين على تطبيق التزاماتهما حيال خطة خريطة الطريق.
وأشار موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني إلى أن رايس تصل إلى المنطقة للمرة الثانية خلال ثلاثة أسابيع في محاولة لإحياء "عملية أنابوليس" التي تبدو في نظر الأميركيين أنها أخذت تتلاشى، على خلفية عدم التقدم في المفاوضات حول قضايا الحل الدائم. وفي هذا السياق أفادت صحيفة هآرتس بأن رايس ستعقد لقاءات ثلاثية تجمعها بمسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين بما في ذلك لقاء مع رئيسي وفدي المفاوضات الفلسطيني، أحمد قريع، والإسرائيلي، تسيبي ليفني.
ونقلت يديعوت أحرونوت عن دبلوماسيين أميركيين قولهم لمسؤولين إسرائيليين إن زيارة رايس، التي ستبدأ غدا، ستكون مختلفة عن سابقاتها، وإنها ستوجه معظم انتقاداتها للجانب الإسرائيلي ومطالبته بتنفيذ التزاماته على أرض الواقع، وإلا فإن واشنطن ستكون قلقة حيال إمكانية استمرار "عملية أنابوليس" التفاوضية.
وستعقد رايس مؤتمرا صحافيا مشتركا مع نظيرتها الإسرائيلية ليفني صباح الأحد المقبل وستتوجه بعده لعقد لقاء ثلاثي مع رئيس الحكومة الفلسطينية، سلام فياض، ووزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك. ويبدو أن هذا سيكون اللقاء الاصعب بالنسبة لرايس على خلفية تعنت باراك عدم تنفيذ خطوات ميدانية ملموسة في الضفة الغربية لتسهيل حياة الفلسطينيين، مثل إزالة حواجز عسكرية، إضافة إلى المطالبة بإخلاء بؤر استيطانية عشوائية. وستحتج رايس أمام باراك، وأمام مسؤولين إسرائيليين آخرين، على استمرار أعمال البناء في المستوطنات خلافا لالتزام إسرائيل في خريطة الطريق.
وبحسب يديعوت أحرونوت فإن باراك أعد مسبقا ما سيقوله لرايس وما سيستعرضه أمامها من خطوات يعتبرها "ميدانية" في الضفة لتسهيل حياة الفلسطينيين. إذ يرى باراك أن "إسرائيل تفي بالتزاماتها وتُبدي رغبة واستعدادا للتسهيل على حياة الفلسطينيين، وذلك بهدف الاستمرار في عملية أنابوليس التي التزمنا بها. لكن نشاط إسرائيل (في الأراضي الفلسطينية) مرهون قبل أي شيء بالحاجة لضمان أمن مواطني إسرائيل".
وسيستعرض باراك أمام رايس سلسلة خطوات، معظمها صورية، كانت إسرائيل قد التزمت بتنفيذها في الماضي. وبين هذه الخطوات أن إسرائيل "ستفحص" احتمال تفكيك عدد قليل من البؤر الاستيطانية وإزالة سواتر ترابية عند مداخل قرى فلسطينية ومن الجائز أيضا أن تزيل حاجزا عسكريا ثابتا. وفيما يتعلق بتسهيل حرية تنقل الفلسطينيين سيستعرض باراك إمكانية تسهيل تنقل رجال أعمال ومسؤولين فلسطينيين وإصدار تصاريح عمل في إسرائيل لآلاف العمال الفلسطينيين. كذلك سيشير باراك إلى مصادقته مؤخرا على انتشار 600 رجل شرطة فلسطيني في مدينة جنين، علما أن هذا الانتشار لن ينفذ قبل مضي بضعة شهور، والمصادقة على تسلم السلطة 25 مركبة مدرعة لقوات الشرطة الفلسطينية في مدينة نابلس.
وعلى الصعيد المدني سيتحدث باراك عن تمرير 125 سيارة لمسؤولين في السلطة الفلسطينية والمصادقة على إنشاء منطقة صناعية تركية- فلسطينية في منطقة ترقوميا قرب الخليل، ومساعدة إسرائيل للسلطة في عقد مؤتمر اقتصادي في مدينة بيت لحم في شهر أيار المقبل. ويبدو أن هذه الخطوات، حتى لو التزمت إسرائيل ونفذتها فعلا، فإنه ليس من شأنها أن تسهل حياة المواطنين الفلسطينيين، كونها خالية من أي خطوة ميدانية ملموسة ووشيكة، إضافة إلى أن إسرائيل ماضية في هذه الأثناء في توسيع المستوطنات من خلال مصادقة باراك نفسه على عدد من هذه المشاريع التي تتعارض مع التزامات إسرائيل في خريطة الطريق وأنابوليس. وتعهد رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، أمام صحافيين أجانب، هذا الأسبوع، بأنه لا يعتزم وقف البناء في المستوطنات الواقعة داخل الكتل الاستيطانية.
وقبل لقائه رايس وفياض، سيلتقي باراك مع 80 سفيرا في إسرائيل ليستعرض أمامهم "الواقع الأمني المعقد" الذي تواجهه إسرائيل في قطاع غزة والضفة الغربية وعند الحدود الشمالية مع لبنان و"الخطر الإيراني" الناجم عن تطوير إيران برنامجا نوويا. وسيتحدث باراك أمام السفراء الأجانب أيضا عن "مخاطر تهديد الإرهاب الدولي الإسلامي المتطرف"، وسيتناول هذا الموضوع خلال لقاء منفرد مع سفراء الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل.
يشار إلى أن رايس ستصل إسرائيل مساء غد السبت وستعقد لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين خلال يوم الأحد وستتوجه يوم الاثنين إلى رام الله لعقد لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. كما يرجح أن تتوجه رايس يوم الأحد إلى الأردن للقاء الملك عبد الله الثاني ثم تعود إلى إسرائيل.