"المشهد الإسرائيلي"- خاص
هددت الحكومة الإسرائيلية بوقف المفاوضات مع السلطة الوطنية الفلسطينية في حال توصلت حركتا فتح وحماس إلى اتفاق بعد أن وقع ممثلون عن الحركتين على المبادرة اليمنية، أمس الأحد- 23/3/2008. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين (24/3/2008)، عن مصادر في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، استبعادها أن تتوصل الحركتان الفلسطينيتان لاتفاق بسبب الخلافات العميقة بينهما، لكن المصادر هددت بأنه "في حال التوصل لاتفاق كهذا فإنه سيؤدي إلى وقف المفاوضات على الفور مثلما حدث لدى تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية" عقب اتفاق مكة.
رغم ذلك، أضافت المصادر الإسرائيلية ذاتها أن الاتفاق بين فتح وحماس الذي جرى التوقيع عليه، أمس، بوساطة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، "لن يقود إلى تشكيل حكومة وحدة فلسطينية بسبب الفجوات العميقة بين الحركتين".
واعتبرت هذه المصادر أن الاتفاق الذي وقعت عليه الحركتان "هدفه بالأساس إرضاء اليمنيين الذين دفعوا باتجاه توقيعه ولن يشكل أساسا حقيقيا لمحادثات بين فتح وحماس".
كذلك نقلت صحيفة معاريف، اليوم، عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع قوله إن "حوارا يقود إلى إنهاء حكم حماس الإرهابي في قطاع غزة هو أمر إيجابي"، غير أنه أضاف "لكن يجب أن يكون واضحا أنه إذا عاد (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) أبو مازن لحكومة وحدة مع حماس فإن إسرائيل ستوقف المفاوضات على اتفاق دائم".
وتابع المصدر ذاته أن المعلومات المتوفرة لديه تفيد بأن الاتفاق بين فتح وحماس، لا يتعدى بدء حوار بينهما الشهر المقبل. وأضاف "تصلنا تقارير أولية حول مضمون هذا الاتفاق وعلى ما يبدو فإنه لا يتعدى كونه استئناف الحوار بين الفصائل لا تشكيل حكومة وحدة جديدة".
ونقلت معاريف عن وزير إسرائيلي رفيع قوله إن "الاتفاق تحت رعاية اليمنيين سيؤدي لاحتمال واحد من بين اثنين، إما أن هذا هو اتفاق سيقود إلى إنهاء حكم حماس، أو أن الحديث هو عن تحالف لا يحتمل بالنسبة لنا بين أبو مازن وحماس". وادعى الوزير الإسرائيلي أن "إسرائيل تواصل المفاوضات أيضا تحت نيران القذائف الصاروخية من قطاع غزة، لأن الحكومة اتخذت قرارا إستراتيجيا بإعطاء فرصة للسلام. لكن إسرائيل لن توافق على استمرار امتصاص إطلاق القذائف الصاروخية من فصيل واحد في الحكومة الفلسطينية ومواصلة التحدث مع شريكه في التحالف، فهذه ستكون نكتة رديئة".