"المشهد الإسرائيلي" - خاص
نفى رئيس حزب العمل الإسرائيلي، ايهود باراك، اليوم الأربعاء – 3.12.2008، الأنباء التي ترددت حول نيته العمل على الإطاحة بسكرتير الحزب، عضو الكنيست ايتان كابل، من منصبه في أعقاب فشل عملية الاقتراح في الانتخابات التمهيدية في العمل، أمس. وكان كابل قد أعلن في مؤتمر صحفي عقده مساء أمس أنه تقرر إجراء الانتخابات الداخلية لانتخاب قائمة مرشحي الحزب للانتخابات العامة غدا الخميس. وكان يفترض إجراء هذه انتخابات أمس، وقد تم فعلا فتح صناديق الاقتراع لكن تبين أن هناك خللا في عملية الاقتراع التي تجري بصورة الكترونية على أجهزة كمبيوتر.
وقررت لجنة الانتخابات في العمل إرجاء الانتخابات الداخلية إلى يوم الأربعاء من الأسبوع المقبل، لكن بعد احتجاجات أعضاء الحزب العرب، وخصوصا الوزير غالب مجادلة، الذين طلبوا تغيير الموعد الجديد كونه يصادف حلول عيد الأضحى تقرر تقديم الانتخابات إلى الخميس. وقال كابل في مؤتمر صحفي عقده في تل أبيب لشرح أسباب إلغاء الانتخابات إنه تقرر إجراؤها يوم غد الخميس "نظرا لحلول عيد الأضحى المقدس لدى المسلمين والدروز ووفقا لطلب رئيس الحزب وغالبية المرشحين".
لكن القضية الأساسية في الانتخابات الداخلية في العمل هي تخوف قياديين كبار في الحزب من البقاء خارج الكنيست بسبب تدهور شعبية الحزب واحتمال حصوله على عدد قليل جدا من المقاعد البرلمانية. وقالت تقارير صحفية إن قادة العمل، من وزراء وأعضاء كنيست حاليين، يدركون أن احتمالات بقاءهم في الكنيست بعد الانتخابات العامة ضئيلة، في حال لم يتم انتخابهم في الأماكن العشرة، أو حتى الثمانية، الأولى من قائمة المرشحين وذلك على ضوء استطلاعات الرأي التي أظهرت أن حزب العمل سيحصل على 10 مقاعد أو 8 في الانتخابات العامة.
وفي ظل هذا الوضع أصبح رئيس العمل السابق ووزير البنية التحتية الحالي، بنيامين بن اليعزر، يسعى بجهد كبير من أجل انتخابه ضمن الأماكن الأولى في قائمة المرشحين بعد أن رفضت محكمة داخلية في العمل قرار اتخذته لجنة الحزب المركزية بتخصيص المكان السادس له. وقالت صحيفة هآرتس إنه ليس مؤكدا أن يصل عدد من وزراء ونواب الحزب الحاليين إلى الأماكن الخمسة الأولى، وبينهم بن اليعزر ونائب وزير الدفاع، متان فيلنائي، ووزيرة التربية والتعليم، يولي تمير، وحتى ربما رئيس الحزب السابق، عمير بيرتس. وخصص العمل أماكن لممثلي قطاعات مثل القرى الزراعية (موشافيم) والقرى التعاونية (كيبوتسات) والأحياء والعرب. لكن هذه الأماكن تبدأ من المكان ال12 في قائمة الحزب فما فوق، ما يعني أن الوزيرين شالوم سيمحون الذي يمثل الموشافيم ومجادلة الذي يمثل القطاع العربي في الحزب لن يدخلوا الكنيست في حال تحققت نتائج الاستطلاعات.
وفي سياق المعركة الانتخابية برزت أزمة حادة في صفوف حزب "البيت اليهودي، الذي يضم الأحزاب اليمينية المتطرفة. فقد أعلن عضو الكنيست يتحاق ليفي، اليوم، عن اعتزاله الحياة السياسية على خلفية قرار مجلس "البيت اليهودي" عدم إجراء انتخابات داخلية لتشكيل قائمة مرشحي الحزب للانتخابات العامة.
من جهة أخرى نجح رئيس حزب الليكود اليميني، بنيامين نتنياهو، أمس، في منع احتمال دخول عناصر من الجناح اليميني المتطرف في الليكود، بقيادة موشيه فايغلين، إلى قائمة مرشحي الحزب للكنيست. كذلك طالب نتنياهو قيادة الليكود بعدم إبرام صفقات مع معسكر فايغلين، وحتى أنه هدد بأن من يصل إلى عضوية الكنيست على اثر صفقة مع معسكر فايغلين فإنه لن يتولى منصب وزاري في حال شكل الليكود الحكومة المقبلة. وستجري الانتخابات الداخلية في الليكود يوم الأحد المقبل.