"المشهد الإسرائيلي" – خاص
ذكرت الصحف الإسرائيلية، اليوم الأربعاء – 3.9.2008، أن رئيس حزب شاس السابق والوزير الإسرائيلي السابق، أرييه درعي، يدرس حاليا احتمال ترشيح نفسه لرئاسة بلدية القدس وأنه حصل على مباركة الزعيم الروحي لشاس، الحاخام عوفاديا يوسف، بهذا الخصوص. وتصالح درعي خلال العامين الأخيرين مع الحاخام يوسف بعد خلاف بينهما استمر سنوات عديدة، وتحدث الاثنان مؤخرا حول إمكانية أن يترشح درعي لرئاسة بلدية القدس. ونقلت صحيفة هآرتس عن يوسف قوله لمقربيه، أمس، إنه في حال قرر درعي ترشيح نفسه لرئاسة البلدية فإن دعم حزب شاس له مضمون.
وعلى اثر انتشار نبأ احتمال أن يرشح درعي نفسه، حضر مرشح يهودي متدين (حريدي) آخر، هو عضو الكنيست مائير بوروش، إلى يوسف طالبا دعم الحاخام له وليس لدرعي. ويذكر أن بوروش يمثل كتلة "يهدوت هتوراة" المؤلفة من الحزبين الحريديين "أغودات يسرائيل" ويهدوت هتوراة". وسيعقد "مجلس حكماء التوراة"، وهو أعلى هيئة لحزب شاس، اجتماعا في الأيام المقبلة لبحث موضوع الانتخابات البلدية في القدس، بما في ذلك تركيبة قائمة حزب شاس للمجلس البلدي ومسألة ترشح درعي لرئاسة البلدية. رغم ذلك، فإنه ليس واضحا بعد ما إذا كان درعي سيخوض انتخابات رئاسة البلدية كمرشح مستقل أو كمرشح عن حزب شاس. وستجري الانتخابات للسلطات المحلية في إسرائيل في 11 تشرين الثاني المقبل.
وأعلن حتى الآن ثلاثة مرشحين عن التنافس على رئاسة بلدية القدس، هم رئيس المعارضة في المجلس البلدي، نير بريكت، والملياردير الروسي الأصل، أركادي غايداماك، إضافة إلى بوروش. وأعلن رئيس البلدية الحالي، أوري لوبليانسكي، من حزب "ديغل هتوراة"، عن عدم نيته ترشيح نفسه مرة لرئاسة البلدية. وقالت هآرتس إن بوروش يأمل بالحصول على تأييد جميع الأحزاب الحريدية في المدينة، لكن أحزاب شاس و"ديغل هتوراة" وقسم من كتلته "أغوادات يسرائيل" لم يعلنوا بعد ما إذا كانوا سيدعمون بوروش.
وكان درعي قد نفى أنباء ترددت مؤخرا عن نيته خوض الانتخابات لرئاسة بلدية القدس. لكن مقربين من درعي قالوا أمس إنه "راغب جدا" بالوصول إلى كرسي رئاسة بلدية القدس وأنه "قريب أكثر من أي وقت مضى لاتخاذ قرار بخصوص رئاسة البلدية".
لكن ثمة شك في إمكانية أن يتمكن درعي من ترشيح نفسه لرئاسة البلدية، على ضوء إدانته بالحصول على رشاوى لدى إشغاله منصب وزير الداخلية في سنوات التسعين وسجنه بين السنوات 2000 و2002. ونقلت هآرتس عن العضو السابق في مجلس بلدية القدس، المحامي غلعاد برنياع، قوله إن القانون ينص على أنه يحظر على من قضى في السجن أكثر من ثلاثة شهور أن يترشح لرئاسة بلدية لمدة سبع سنين بعد خروجه من السجن. ويشار إلى أنه كان يفترض أن تنتهي مدة سجن درعي في صبف العام 2003 ولذلك فإن بإمكانه ترشيح نفسه فقط في العام 2010، وحتى لو تم احتساب خروجه من السجن في العام 2002 فإن بمقدوره أن يترشح العام المقبل فقط.
لكن مقربين من درعي أشاروا إلى أنهم استشاروا خبراء قانونيين، الذي قالوا بدورهم إنه بإمكان درعي ترشيح نفسه في الانتخابات الحالية لأن هذا القانون لا يسري عليه. وأوضحوا أن درعي دخل السجن في شهر أيلول العام 2000 فيما تم إقرار القانون في تشرين الثاني من العام نفسه ولا يقضي القانون بالتعامل مع من سجن قبل سنّه بأثر تراجعي، ولذلك فإنه يسري على درعي النص السابق للقانون، وقبل تعديله، وهي مدة الخمس سنوات وليس سبع.