حذر زعيم "الليكود" بنيامين نتنياهو الحكومة من الوقوع في فخ "إعلان مكة"، وقال إن الحكومة التي سيتم تشكيلها هي حكومة حماس لا تعترف بإسرائيل "ويجب العمل على منع الاعتراف بها دوليا للحيلولة دون استئناف مدها بالمال". وأضاف انه لو كان مكان إيهود أولمرت في رأس الحكومة لما التقى عباس في القمة المقررة الأسبوع المقبل. وأضاف أن اتفاق مكة يؤكد أن عباس هو من اقترب من حماس وليس العكس بقبوله شروطها.
ولم توصد إسرائيل الباب تماما في وجه حكومة الوحدة الفلسطينية التي اتفق في مكة المكرمة على تشكيلها، ونأت بنفسها عن ان تكون الأولى التي تعلن رفضها التعامل مع حكومة كهذه، لتفادي بث الانطباع بأنها "دولة رفض" ترفض تلقائياً كل احتمال لاستئناف العملية السياسية مع الفلسطينيين، معوّلة في الآن ذاته على أن تقوم اللجنة الرباعية الدولية بمهمة الرفض من خلال تأكيد تمسكها بالشروط التي حددتها للتعاطي مع أي حكومة.
وقال رئيس الحكومة إيهود أولمرت في جلسة الحكومة الأسبوعية إن "إسرائيل لا ترفض ولا توافق على اتفاقات مكة... إننا ندرس تفاصيلها على أن نعلن موقفنا لاحقاً". وتابع ان إسرائيل تتوقع من أي حكومة فلسطينية التمسك بشروط الرباعية الدولية الثلاثة "بشكل واضح ومن دون التذاكي". وأضاف انه تحادث هاتفيا مع الرئيس فلاديمير بوتين قبل أن يغادر موسكو في طريقه إلى الشرق الأوسط، و"سعدت بأن أسمع أن روسيا تواصل التمسك بمبادئ الرباعية... فهذا هو موقف إسرائيل". وأضاف ان المجتمع الدولي يدرس ما تم التوصل إليه في مكة المكرمة وما قيل هناك والأساس الذي استند إليه "إعلان مكة والاتفاقات التي تم التوصل إليها، إن تم التوصل إليها أصلا". وأشار إلى أنه ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني أجريا نهاية الأسبوع سلسلة اتصالات مع نظرائهما في العالم لاستبيان مواقفهم من "إعلان مكة".
وقال اولمرت انه مع قرار الرئيس الفلسطيني إقامة حكومة وحدة "فلن يكون في وسعه بعد التنصل من المسؤولية عن مصير الجندي الإسرائيلي في القطاع غلعاد شليط والعمل على إطلاقه". ومع ذلك، قال اولمرت انه لا يرى مبررا لإرجاء اللقاء مع عباس بحضور رايس.
وقال وزير الشؤون الاستراتيجية اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان إن "إعلان مكة" يتطلب دراسة معمقة ومستفيضة من جانب إسرائيل "لأنه إعلان مبهم ومتذاكٍ وغير واضح". وأضاف للإذاعة الإسرائيلية انه رغم ان الإعلان لا يشمل الشروط الدولية الثلاثة لتنال حكومة فلسطينية الشرعية، "إلاّ أنه يحظر علينا أن نتصرف بعدم مسؤولية... علينا استغلال كل منصة دولية لتأكيد موقفنا العادل ومطلبنا بوجوب التزام الحكومة الجديدة الشروط الدولية". وكرر تهجمه على عباس "الذي أثبت لقاء مكة أنه ليس ذا شأن وانه لا يجدر تعزيز مكانته لأنه لا فائدة من تقوية الهواء... عنواننا ليس عباس إنما الرباعية".