باراك: "لا يوجد من هو غير قادر على الخدمة العسكرية وجهاز الأمن الإسرائيلي سيتحمل مسؤولية محاربة الظاهرة المحرجة والمخزية المتمثلة في التهرب من الخدمة العسكرية"
أفادت الصحف الإسرائيلية الصادرة يوم الاثنين (1/10/2007) بأن مؤسسة "نَاتيف" (مسار) الإسرائيلية وبالتعاون مع الجيش الإسرائيلي والوكالة اليهودية عملت في السنوات الخمس الأخيرة على تهويد 2213 جنديا كانوا قد هاجروا إلى إسرائيل في الأعوام الأخيرة.
وأقام الجيش الإسرائيلي حفلا يوم 30/9/2007 بالتعاون مع مؤسسة "ناتيف" شبه الاستخباراتية، والتي تعمل على تشجيع هجرة اليهود من دول الاتحاد السوفييتي السابق إلى إسرائيل، للاحتفال بتهويد الجندي ألـ2000 ضمن مشروع "ناتيف" للتهويد.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إنه منذ نهاية العام 2001 وحتى اليوم أنهى 2634 جنديا دورات تأهيل لتهويدهم وأن 2213 منهم نجحوا في امتحانات محكمة التهويد الشرعية. ويمر الجنود الذين يتم تهويدهم بدورة تستمر لثلاثة شهور ومن ثم يقوم الحاخام العسكري بتهويدهم، بينما تستمر هذه الدورة خارج الجيش عشرة شهور.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في الحفل إنه "علينا أن نسعى لعدد أكبر بكثير من المتهودين ألـ2000 الذي قاموا بذلك".
من جهة أخرى نقلت "هآرتس" عن عدد من المشاركين في عملية تهويد الجنود تخوفهم من قيام مجلس الحاخامين في إسرائيل بعرقلة مسار التهويد المتبع في الجيش كونه أقصر من مسار التهويد العادي والذي يصر مجلس الحاخامات على أن يمتد على مدار سنة تقريبا، وحثوا المجلس على انتهاج مسار تهويد مشابه للمسار المتبع في الجيش.
يشار إلى أن المبادرة لفتح مسار تهويد سريع في الجيش جاءت من جانب قائد القوى البشرية، اللواء إليعازر شتيرن، وبعد أن اكتشف أن جزءا من الجنود يطلبون خلال مراسم القَسم بأن يقسموا يمين الولاء على الإنجيل لا على التوراة.
وبحسب المعطيات الإسرائيلية الرسمية فإن من بين ما يزيد عن مليون مهاجر من دول الاتحاد السوفييتي السابق إلى إسرائيل هناك 300 ألف ليسوا يهودا ويخدم في الجيش الإسرائيلي ستة آلاف منهم، وبعضهم أبناء لآباء يهود فيما الشريعة اليهودية تعتبر الشخص يهوديا إذا كانت أمه يهودية.
ودرجت الحاخامية العسكرية على تهويد عشرات الجنود في كل عام على مدار عشرات السنوات الماضية. ويقضي برنامج "ناتيف" بأن يمر الجندي غير اليهودي في دورة تحت عنوان "برنامج الهوية اليهودية- الصهيونية" تستمر سبعة أسابيع وفي نهايتها يتم السماح لخريج الدورة بالانتساب لدورة تأهيل تكون مقدمة لعملية التهويد.
من جهة أخرى هاجم باراك ظاهرة التهرب من الخدمة العسكرية وقال لجنود معاقين لدى زيارتهم له بمناسبة عيد العرش اليهودي إنه "ليس هناك من هو غير قادر على الخدمة العسكرية وأنتم الرد الحقيقي على سؤال ما هو المجتمع ومن أين يستمد قوته". وأضاف باراك أن "جهاز الأمن الإسرائيلي سيتحمل مسؤولية محاربة الظاهرة المحرجة والمخزية المتمثلة في التهرب من الخدمة العسكرية".
وكان الجيش الإسرائيلي قد نشر مؤخرا معطيات مفادها أن 25% من الشبان الإسرائيليين تقريبا يتهربون من الخدمة العسكرية بينهم 7% لا يتجندون لأسباب صحية ونفسية و4% بسبب وجودهم خارج البلاد و4% آخرون لا يتجندون بسبب فتح ملفات جنائية ضدهم أو أنهم لا يستجيبون لسقف المطالب العسكرية وهناك 10% لا يتجندون لكونهم متدينين متعبدين (حريديم).