كتب ب. ضاهر:
قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، أميرة أورون، لـ"المشهد الإسرائيلي" إن إسرائيل تعتبر قرارات القمة العربية التي عقدت في الرياض الأسبوع الماضي قرارات هامة.
وأضافت "من ناحيتنا فإن ما لدينا هنا هو خطوات تاريخية هامة جدا. ومنذ اللاءات الثلاث في قمة الخرطوم، قطعنا، نحن والفلسطينيون والعرب، طريقا طويلة ووصلنا إلى قرار قمة الرياض بالمصادقة على مبادرة السلام العربية مجددا. الحديث هنا عن سلام واعتراف بإسرائيل وإقامة علاقات دبلوماسية معها مقابل عدد من الخطوات التي يتوجب على إسرائيل تنفيذها. وهذا أمر مقبول علينا لأن هذه خطوات موجودة في قلب السجال الشعبي الإسرائيلي الداخلي".
وتابعت أورون "كنا نتحدث دائما عن إقامة علاقات مع الدول العربية والعرب، في المقابل كانوا يطالبوننا بالانسحاب من المناطق الفلسطينية. وهذان الأمران تضمنتهما قرارات قمة الرياض. ورغم أنه لدى الخوض في المفاوضات ستكون هناك تغييرات، غير أن المبادئ المتفق عليها أصبحت واضحة".
(*) "المشهد الإسرائيلي": ما الذي سيتغير من وجهة نظر إسرائيل؟
- أورون: "الأمر الوحيد الذي لا نوافق عليه ونأمل أن يكون بالإمكان بحثه هو قضية اللاجئين طبعا. فالعرب يتحدثون عن حق العودة وفقا لقرار الأمم المتحدة 194 ونحن نتحدث عن حل قضية اللاجئين من دون العودة إلى مناطق داخل إسرائيل. كذلك فإننا نقول إنه إذا تمت الموافقة على مبدأ الدولتين للشعبين، وقد وافقت قمة الرياض على هذا المبدأ، كما أصبح متفقا عليه من جانب كل المجتمع الدولي ولا يوجد مبدأ آخر لحل الصراع، فإنه لا يمكن مطالبة دولة إسرائيل بأن تتحول إلى دولة فلسطينية. نحن دولة يهودية ذات طابع يهودي وهكذا يجب أن تبقى. وإذا حاولوا هزمنا في الناحية الديمغرافية فإننا لن نسمح بذلك. لذلك يتوجب أن يكون مفهوما أن قضية اللاجئين لن تُحل من خلال العودة إلى إسرائيل".
(*) هناك أمر مثير للاهتمام وهو أنه في إسرائيل يتحدثون عادة عن مبادرة السلام السعودية التي طرحها ولي العهد في حينه والملك السعودي الحالي عبد الله على القمة العربية في بيروت في العام 2002 وليس عن مبادرة السلام العربية التي أقرتها القمتان في بيروت وفي الرياض. لماذا؟
- أورون: "هذا صحيح. والسبب هو أن مبادرة السلام العربية تضمنت البند حول حق العودة للاجئين إلى إسرائيل وذلك بضغط من سورية التي طالبت أيضا بأن تتضمن المبادرة العربية انسحاب إسرائيل من جميع المناطق (المحتلة العام 1967) وهنا يدخل أيضا موضوع هضبة الجولان. لكن كانت هناك خطوات قامت بها إسرائيل أثناء فترة ولاية حكومتي بنيامين نتنياهو وإيهود باراك مقابل سورية (في إشارة إلى المفاوضات الإسرائيلية- السورية) وكان هناك استعداد إسرائيلي لانسحاب من الهضبة. لكن موضوع اللاجئين الفلسطينيين هو موضوع مبدئي بالنسبة لإسرائيل. وهنا السؤال متى ينتهي الصراع، هل يتم التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين وتقام الدولة الفلسطينية وبعد ذلك يتم طرح قضية اللاجئين؟. ودولة إسرائيل لن توافق على عودة اللاجئين. هنا توجد فرصة للجانب العربي لإجراء تغيير كامل في التفكير في هذه القضية. فاللاجئون لن يعودوا إلى عكا وحيفا والقرى. منذ 60 عاما يقولون لهم إنهم سيعودون والآن أصبح الواقع مختلفا كما أنه في جانبنا أصبح واضحا أن المستوطنات في مناطق عدة في الضفة لن تبقى لوقت طويل، وهنا يوجد تغيير كبير في أفكار الجمهور الإسرائيلي لجهة أنه يتوجب تمكين الفلسطينيين من إقامة دولة".
(*) رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت أعلن أنه سيفاجئ الملك السعودي...
- أورون: "ليس لديّ أي تفسير أو معلومات حول ما الذي سيطرحه. لقد تحدث أولمرت عشية الانتخابات (عن انسحاب- أحادي الجانب- من الضفة) وانتخبه الإسرائيليون. لا أعرف ماذا سيقول أكثر من ذلك، لكن سيحاولون حل قضية القدس وهذه مشكلة أسهل من اللاجئين نسبيا...".
(*) ربما تتضمن إجابتك هذه تلميحا إلى مفاجأة أولمرت، أي أن أولمرت سيحاول حل قضية القدس إذا اجتمع مع الملك السعودي؟
- أورون: "القدس هي موضوع قريب من أولمرت، فهو أشغل منصب عمدة المدينة ويعرف كل المشاكل في القدس بتفاصيلها الدقيقة. ووفقا لرؤيتي للأمور فإنه يوجد حل لقضية القدس. أعتقد أن للثقل العربي ولوجود دول عربية مستعدة للمشاركة في حل الصراع أهمية في التأثير أيضا على الجمهور الإسرائيلي في اتجاه التوصل إلى حل سلمي. لذلك أعتقد أن مبادرة السلام العربية هي أساس جيد لمفاوضات".
(*) هل سيكون في إمكان أولمرت الدخول في عملية سياسية جادة وكبيرة مع الفلسطينيين والدول العربية فيما شعبيته متدنية للغاية؟
- أورون: "هذا الوضع هو أحد العوامل في المعادلة، وفي الدول العربية يعرفون هذا الوضع تماما. لكن من جهة أخرى فإن وضع أبو مازن (محمود عباس) ليس ورديا وليس سهلا. رغم ذلك فإن أبو مازن يواصل طريقه ولم يتنازل عنها".