المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 517

رغم تأكيدات رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد) مئير دغان قبل ايام ان إيران لن تحصل على قدرات نووية قبل العام 2010، إلا ان رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت يصر على ان الوقت المتبقي لإيران لبلوغ هذه القدرات آخذ في النفاد، ما استدعاه الى إيفاد ضباط ودبلوماسيين الى أوروبا لدفع دولها على تسريع فرض عقوبات على طهران.

 

 

وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» ان إسرائيل تقوم في الأسابيع الأخيرة بحملة دبلوماسية مكثفة، لكن سرية وهادئة، في أوروبا لحشد تأييد دولها لفرض عقوبات دولية جدية على إيران لردعها عن مواصلة مشروعها النووي. لكنها أشارت الى ان الحملة تدار من وراء الكواليس لتفادي اعتبار العقوبات الدولية في حال إقرارها مبادرة إسرائيلية.

واضافت الصحيفة ان اولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني أوفدا الى عدد من العواصم الاوروبية ضباطاً كباراً وممثلين عن «موساد» لشرح موقف اسرائيل مدعوماً بمعلومات استخبارية جديدة تؤكد اقتراب بلوغ طهران نقطة اللاعودة في طريقها الى الحصول على قنبلة نووية، وان الأمر قد يتحقق في غضون العام المقبل.

لكن اللافت ان هذه المعلومات تتعارض وإعلان رئيس «موساد» قبل أيام ان إيران تحتاج الى سنوات أخرى على الأقل لإتمام مشروعها النووي، وهذا ايضا مشروط بتخطيها عقبات فنية كثيرة تواجهها الآن. ودحض هذا التصريح موقف اولمرت وغيره من الوزراء القائل إن إيران بعيدة مسافة أشهر فقط من بلوغها قدرات نووية.

لكن كما يتبين من الحملة الدبلوماسية المشار اليها، فإن اولمرت وليفني يواصلان انتهاج التهويل من المشروع الإيراني ويريان ان من شأن فرض عقوبات دولية «شديدة وناجعة» اقتصادية ودبلوماسية على طهران، أن تردعها. وحمل قطبا الحكومة المبعوثين الى أوروبا رسالة تفيد بأن الوقت آخذ في النفاد وأنه لا يمكن للمجتمع الدولي دخول مفاوضات مع إيران من دون تحديد سقف زمني لانتهائها «لأن هذا ما تبغيه إيران، أي كسب المزيد من الوقت». وتصر الرسالة الإسرائيلية على تأكيد وجوب فرض عقوبات «حقيقية ليست رخوة أو متساهلة» وأنه من دون المس بالاقتصاد الإيراني، فإن إيران لن ترتدع. وتضيف الرسالة: «يجب جباية ثمن باهظ وتخيير إيران بين المواجهة أو تسوية تتمخض عن تنازل عن خيارها النووي العسكري».

وزادت الصحيفة ان ضابطاً كبيراً التقى قبل أيام في برلين مسؤولين كباراً وعرض أمامهم المعلومات الاستخبارية الجديدة التي في حوزة إسرائيل، كما قدم خطة إسرائيلية تفصيلية عن فرملة فعلية للبرنامج الإيراني. وأضافت ان ممثلين عن المخابرات الإسرائيلية قدموا عرضا مماثلا لمسؤولين في الاتحاد الأوروبي في مقره في بروكسل، كما ان وكيل وزارة الخارجية اهارون ابراموفتش طرح الموضوع على القيادة الروسية في موسكو.

ولا تكتفي إسرائيل بما تضمنه مشروع القرار الأميركي الذي قدمته واشنطن الى مجلس الأمن، بل تعتبر العقوبات التي يتضمنها «خفيفة» ما يدفعها الى حضّ دول أوروبية على فرض عقوبات «خاصة بها» على إيران خارج إطار الأمم المتحدة.

وختمت «يديعوت أحرونوت» بالإشارة الى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية سيزور الصين الشهر المقبل ويطرح على قادتها المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية «التي تؤكد الخطر الكامن في المشروع الإيراني على الاستقرار في الشرق الأوسط»، وسيحاول إقناع مضيفيه بدعم مشروع قرار العقوبات في مجلس الأمن.

 

من ناحية أخرى قالت صحيفة "معاريف" إن إيران توفّر لسورية مظلة مالية تتيح لها تسديد ديونها الكبيرة لروسيا لقاء صفقات الأسلحة العديدة التي كانت بين الدولتين في الماضي وأيضًا لقاء تنفيذ صفقات أسلحة مستقبلية عديدة أعلن عنها الرئيس بشار الأسد خلال زيارته الأخيرة في موسكو- هذا ما يتضح من تقارير وصلت مؤخرًا إلى القدس.

وأضافت أنّ العناق الإيراني لدمشق آخذ في التوطّد مؤخرًا والمعركة على قلب سورية، الحائرة بين الغرب والشرق، آخذة في التفاقم وتصبح معركة مالية. وطبقًا لذلك تتحول إيران إلى عامل هام في الاقتصاد السوري. وفي إسرائيل يعربون عن القلق الكبير حيال توثّق الصلات بين طهران ودمشق والذي يأتي في أعقاب توثّق الصلات بين طهران وغزة. فقد أصبحت إيران السند المالي الرئيسي لحماس والآن أصبحت إيران المموّل الرئيسي لـ"محور المقاومة" ضد إسرائيل.

وفي أثناء ذلك يتفاقم الخلاف بين عناصر الاستخبارات والتقدير في إسرائيل بالنسبة لنوايا سورية الحقيقية. وبينما تواصل شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) الإدعاء بأن السوريين "يستحقون الاختبار" فإن جهاز الموساد، برئاسة مئير دغان، يزعم أن سورية ليست معنية حقًا بالوصول إلى اتفاق مع إسرائيل وأن ما يجري هو مجرّد مناورة سورية غايتها كسب الوقت والشرعية الدولية.

 

 

المصطلحات المستخدمة:

الموساد, يديعوت أحرونوت, رئيس الحكومة

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات