المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، ايهود أولمرت، الرئيس الأميركي، جورج بوش، يوم الاثنين 13/11/2006، في البيت الأبيض. وكان قد اجتمع مساء الأحد، 12/11، مع وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس. كذلك تعتزم وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، المتواجدة هي الأخرى في الولايات المتحدة لحضور مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية المنعقد في لوس أنجلوس، عقد لقاءات مع مسؤولين أميركيين.

وحمل المسؤولان الإسرائيليان في جعبتهما خطوات سياسية "قديمة" حيال الفلسطينيين.

وقال مصدر في وزارة الخارجية الإسرائيلية إن الأفكار التي يحملها أولمرت وليفني إلى الجولة الأميركية "ليست جديدة لكنها تهدف إلى تحريك الجمود السياسي وتتعلق بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وواضح لنا أن هذه قضية هامة بالنسبة للفلسطينيين، وبتقليص عدد الحواجز العسكرية في الضفة وفتح معابر حدودية وربما سيتم تحرير جزء من أموال الضرائب" التي تجبيها إسرائيل لصالح الفلسطينيين وتحتجزها منذ تشكيل حركة حماس للحكومة الفلسطينية قبل ثمانية شهور. وكان أولمرت قد أشار أثناء حديثه في مؤتمر اقتصادي في تل أبيب، الخميس الماضي، إلى استعداده لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين كبادرة نوايا حسنة تجاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس "لكن ليس تجاه حماس".

وتتمحور لقاءات أولمرت مع بوش ورايس حول المسار السياسي الإسرائيلي- الفلسطيني وسبل مواجهة البرنامج النووي الإيراني. ونفى المصدر الإسرائيلي أن يطرح المسؤولون الإسرائيليون في الولايات المتحدة أفكارا حول استعداد إسرائيل لتنفيذ انسحابات من الضفة الغربية. وقال "في الوقت ذاته هناك خطة خارطة الطريق التي لم يعلن أحد عن موتها وهناك أيضا خطة التجميع، لكن في هذه المرحلة لا يمكن تنفيذهما. فالجمهور الإسرائيلي ليس جاهزا في المرحلة الحالية لقبول انسحابات في الضفة بسبب إطلاق صواريخ قسام من قطاع غزة بعد انسحاب إسرائيل العام الماضي من هناك".

من جهة ثانية يهدف أولمرت من لقائه مع بوش إلى التأكد مما إذا كان الرئيس الأميركي ما زال ملتزما بخطة خارطة الطريق وبالشروط التي وضعتها الرباعية الدولية أمام الفلسطينيين والتي تطالب الحكومة الفلسطينية برئاسة حماس بالاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقيات الموقعة معها وبنبذ العنف. من جهة أخرى قالت مصادر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لصحيفة "هآرتس" إن "أولمرت التقى مؤخرا مع الجهات التي تعد التقييمات السياسية ومع أكاديميين ومع أكثر المتفائلين من مسار أوسلو، لكن جميعهم يتملكه اليأس من الجبهة مع الفلسطينيين وبضمن ذلك من قدرة عباس على السيطرة على الوضع" في الأراضي الفلسطينية.

وقال المصدر الإسرائيلي حول لقاءات المسؤولين الإسرائيليين مع مسؤولين أميركيين "نسمع عن وجود نوايا لدى الإدارة الأميركية لبلورة مبادرة سياسية في الشرق الأوسط، وكنا نفضل أن تكون هناك مبادرة تبلورها إسرائيل لكن هذا لا يحدث الآن فلتكن هذه مبادرة أميركية إسرائيلية".

وأشارت تحليلات نشرتها الصحف الإسرائيلية إلى أنه لا يتوقع أن تسفر زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة عن تطورات في أي مجال. وبيّنت هذه التحليلات أن الرئيس الأميركي لا يريد حربا أخرى ضد إيران إضافة إلى الحرب في العراق كما أنه ليست لديه أفكار جديدة تجاه الفلسطينيين يبحثها مع أولمرت.

وكتبت مراسلة صحيفة "يديعوت أحرونوت" في الولايات المتحدة، أورلي أزولاي، أن التقديرات في البيت الأبيض تشير إلى أن موضوع فرض عقوبات على إيران جراء تطويرها لبرنامج نووي لن يصل إلى "درجة النضوج" في المدى القريب بسبب معارضة الصين وروسيا.

وأضافت أن وزير الدفاع الأميركي الجديد، روبرت غيتس، يؤيد إجراء حوار أميركي مع إيران لحل الأزمة كما أنه حتى لو فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات على إيران فإنها ستكون "مخففة" ولن يكون باستطاعتها وقف تقدم المشروع النووي الإيراني.

يذكر أن أولمرت كان قد صرح عشية سفره إلى واشنطن بأن على إيران "أن تدفع ثمنا باهظا" لقاء استمرارها في تخصيب اليورانيوم وأنه من أجل أن توقف تطوير مشروعها النووي "يجب أن يبدأوا بالخوف في طهران" وهو ما اعتبر تهديدا إسرائيليا بتنفيذ هجوم ضد المنشآت النووية الإيرانية. وفي مقابل ذلك أفادت أزولاي بأن بوش يعتزم في هذه المرحلة "تهدئة الشرق الأوسط والامتناع عن احتكاكات جديدة وعدم تشجيع نشاطات عنيفة، ولذلك سيبحث كلا الزعيمين (بوش وأولمرت) في سبل حل الأزمة مع إيران عبر الحوار". وأضافت أن "بوش وأولمرت سيبحثان في سبل لجم سباق التسلح الإيراني لكنهما سيأخذان بالحسبان أنه لا يمكن فعل شيء باستثناء التحاور" مع إيران. وبحسب أزولاي فإن المسؤولين في البيت الأبيض "يتحسبون من أنه مع انسحاب القوات الأميركية من العراق ستضم إيران الجزء الشيعي من العراق لتتحول إلى دولة إسلامية عظمى قيادية في الشرق الأوسط".

وفيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي - الفلسطيني فإن بوش سيطلب الاستماع إلى أفكار جديدة لوقف حالة الجمود السياسي وسوف يضغط على أولمرت ليلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وكتبت أزولاي أن "لا حل حقيقيا للصراع يظهر في الأفق والتقديرات تشير إلى أن كلا من بوش وأولمرت لا يملكان الدعم الكافي للقيام بخطوات سياسية ذات أهمية".

من جانبه كتب مراسل "هآرتس" في واشنطن، شموئيل روزنير، أن "بوش يرغب بالاستماع إلى أفكار جديدة، لأنه لا يملك أفكارا خاصة به وأيضا لأنه لا وقت لديه لبلورة أفكار كهذه". وتوقع روزنير أن يواجه أولمرت صعوبة في رفض طلب أميركي بتمرير آلاف البنادق إلى الحرس الرئاسي الفلسطيني وأن هناك مسؤولين أميركيين "يعتقدون بأن عباس أصبح مقتنعا بأنه يمكن التغلب على حماس بالقوة فحسب".

ونقلت "هآرتس" عن أولمرت قوله لمراسلي وسائل الإعلام الإسرائيلية قبل وصوله واشنطن إنه "لا يوجد جدول عمل خاص لهذه الزيارة ولا يتوجب توقع تطورات خاصة". وأضاف أولمرت أن "اللقاء مع الرئيس (بوش) هو جزء من السفر إلى مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية" المنعقد في مدينة لوس أنجلوس "لكن التحدث مع الرئيس بوش هو أمر جيد دائما".

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس, يديعوت أحرونوت

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات