قال باحث إسرائيلي مرموق إن نتائج بحث أجراه مؤخراً حول أداء الإعلام الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على لبنان أظهرت أن الدعاية والإعلام الإسرائيليين عانيا في ما يتعلق بالحرب من قصور شديد وعدم مصداقية، لدرجة أن قطاعات واسعة من الجمهور الإسرائيلي كانت ميّالة للاعتماد على تقارير "حزب الله" والثقة بصدقية بيانات أمينه العام، السيد حسن نصر الله، أكثر من ثقتها بصدقية سائر المتحدثين الإسرائيليين، السياسيين والعسكريين على حد سواء.
وقال معدّ البحث، د. أودي ليفل، وهو محاضر بارز في علم النفس السياسي وعلاقات الجيش ووسائل الإعلام في جامعة "بن غوريون" في بئر السبع: "لقد نشأ وضع إشكالي، فبدلاً من أن يعتمد الجمهور الإسرائيلي على متحدث قومي يُطلعه ويبيّن له مجريات الأحداث يومياً، أصبح الجمهور يولي ثقته في هذا الصدد لزعيم العدو الذي نحارب ضده".
وتابع ليفل موضحاً، في مقابلة أجريت معه حول النتائج التي توصل إليها بحثه الذي نشر حديثاً في إسرائيل: "في مواجهة زعيم يتمتع بتأثير إعلامي مثل نصر الله كان يتعيّن على المؤسسة (الإسرائيلية) الرسمية تجنيد رد بنفس المستوى على الأقل". وأضاف أن زعيماً إعلامياً جيداً يجب أن يوفّر للمشاهد ثلاثة جوانب أساسية وهي: المصداقية واليقين والترقب. المصداقية بمعنى قول الحقيقة، واليقين بمعنى نقل واقع الأمور في الميدان، والترقب أو الانتظار لسماع بياناته.
في سياق البحث (الاستطلاع) الذي أجراه د. ليفل سئل المشتركون عن الشخص الذي وفر لهم (الخبر) اليقين بشأن مجريات القتال ومن هو الذي حظي بأقصى ثقة ومصداقية لديهم، وقد كانت النتائج قاطعة حيث أشار المشتركون إلى حسن نصر الله باعتباره أكثر مصداقية بكثير من سائر المتحدثين الإسرائيليين على اختلاف أنواعهم، إذ لم يحظ أي من المتحدثين الناطقين بالعبرية بعلامات مصداقية عالية كالتي حصل عليها نصر الله (الناطقة بلسان الجيش الإسرائيلي، ميري ريغف، حصلت على 19% فقط). كما اعتبرت النتائج خطب نصر الله بأنها توفر للجمهور الإسرائيلي اليقين والترقب على حد سواء.
وأكد ليفل في استنتاجات بحثه أن مصداقية نصر الله لدى الجمهور الإسرائيلي أقوى بكثير من مصداقية الزعماء الإسرائيليين، وبالذات بعد انتهاء الحرب. وأضاف أنه نشأ خلال الحرب وضع نفسي غير مفهوم "فبدلاً من أن ينتظر الجمهور متحدثنا القومي ليوضح له ما يحدث كل يوم، وأن يبدو كمتحدث موثوق، فقد حدث شيء غير مسبوق، إذ بات الجمهور يرى في زعيم العدو الذي نحاربه متحدثاً موثوقاً أخذ الجمهور الإسرائيلي ينتظر ويترقب خطبه وبياناته".
المشتركون في البحث لم يعبروا عن كراهية تجاه نصر الله، بل عبروا عن نظرة فيها ازدواجية. يقول د. ليفل موضحاً: صحيح أن هناك كراهية لنصر الله كونه يمثل كل من يلحق بنا الأذى، ولكن ذلك يعكس نظرة من نوع معين لم تكن موجودة في السابق تجاه أي زعيم معادٍ. فالجمهور لم ينظر لنصر الله كشخص شرير مثير للاشمئزاز، وإنما نظر له بنوع من الغيرة والحسد. كان لسان حال الإسرائيليين يقول (عن نصر الله) "لقد أجاد اللعبة، ليذهب إلى الجحيم... ولكن يا ليته كان لدينا زعيم كهذا". لقد جسّد في نظر الإسرائيليين القدماء الدهاء الذي اعتقدوا أن إسرائيل كانت تجسّده فيما مضى. ويورد ليفل توصيفات أخرى في السجال الشعبي الإسرائيلي ترتبط بمصداقية نصر الله، من قبيل "صاحب كلمة" و"يمكن إبرام صفقة معه" ...الخ. ويؤكد ليفل أن نصر الله ما زال يعتبر في نظر الجمهور الإسرائيلي "شخصية تولد الإلهام والحسد".
تقصير في تقويض المصداقية
ويوافق د. ليفل على الطرح القائل بأن إسرائيل لم تنتهج سياسة تهدف إلى تقويض درجة مصداقية نصر الله في خطبه العلنية، ويقول "لم يحاول أحد تفنيد أو دحض أقواله بصورة مقنعة". ويضيف أنه على الرغم من محاولة بعض المعلقين الإسرائيليين، مثل إيهود يعاري وعوديد غرانوت، تقويض مصداقية نصر الله وكشف أكاذيبه إلاّ أن "الجمهور لم يأخذ ذلك على محمل الجد". ويؤكد ليفل أن نصر الله "لم يلجأ إلى الكذب في المفترقات الحاسمة".
ويظهر البحث أيضاً أن نصر الله فنّد أو نقض في غير مرة بلاغات وتقارير المتحدثين الإسرائيليين وبضمن ذلك تلك التي أدلى بها وزير الدفاع، عمير بيرتس. على سبيل المثال عندما خرج بيرتس معلنا "بنت جبيل في أيدينا!!" ظهر نصر الله بعد ساعة ونصف الساعة وقال إن الجيش الإسرائيلي سيتكبد عدداً كبيراً من القتلى في اليوم ذاته. وعندما تبين بالفعل وقوع عدد كبير من القتلى في صفوف القوات الإسرائيلية (التي هاجمت "بنت جبيل") كان حديث العامة في إسرائيل "والله صدق الرجل! الوزير- بيرتس- أطلق الكلام على عواهنه!".
تعقيب الجيش الإسرائيلي على حادث سقوط الطائرة المروحية أثار أيضاً، حسب قول ليفل، استياء الفئات المستهدفة في البحث. فقد كان نصر الله أول من تخلّى عن الادعاء بأن مقاتليه هم الذين أسقطوا المروحية، مؤثراً نشر الصيغة التي ثبت أنها صحيحة، وهي أن الأمر نتج عن حادث جوي. ويقول ليفل إن نصر الله كان حريصاً بذلك على تأكيد مصداقيته، من جهة، ولكونه يدرك من جهة أخرى أن رد فعل أو تأثر الجمهور الإسرائيلي إزاء حادث كهذا أصعب مما لو كانت الطائرة قد أُسقطت أثناء القتال. فالحادث أعاد إلى أذهان المستطلعين (في نطاق البحث) "كارثة تصادم الطائرتين المروحيتين الشهيرة (في شباط 97)". ويضيف ليفل أن رسالة نصر الله في صدد هذا الحادث استهدفت القول للإسرائيليين "أنتم لستم في أيدٍ أمينة".
وحسب ليفل فإن غياب التقارير والبيانات الدقيقة أضرّ أيضاً بمصداقية الجيش الإسرائيلي تجاه عائلات الجنود القتلى. ويقول "ليست هذه هي المرة الأولى التي تكتشف فيها أم ثكلى الحقيقة عن ظروف مقتل ابنها من خلال بيانات وأشرطة تصوير يبثها حزب الله، فالصورة تظهر هناك مختلفة تماماً عن الصورة التي قدمها الجيش الإسرائيلي والمتحدثون باسمه".
تقدير للاعتراف بالخطأ
رئيس الحكومة الإسرائيلي إيهود أولمرت اعتمد في عدد من المبررات، التي أوردها في سياق حديثه عن "انتصار" إسرائيل في الحرب، على اعتراف حسن نصر الله بأنه أخطأ في تقديراته عندما أمر بتنفيذ عملية اختطاف الجنود الإسرائيليين. غير أن د. ليفل يعتقد أن ذلك جعل المشتركين في الاستطلاع يجيبون بالقول: "كل الاحترام والتقدير للاعتراف بالخطأ. أين هو رئيس حكومتنا ليقول أين أخطأنا نحن؟".
ويشير ليفل إلى هفوتين في المصداقية الإسرائيلية، الأولى زلة لسان رئيس الحكومة في حديثه عن خطة "التجميع"، والثانية عدم إخفاء "حروب الجنرالات" (في أعقاب الصراع الذي طفا على السطح بين قائد المنطقة الشمالية، أودي آدم وبين رئيس هيئة الأركان العامة، دان حالوتس). ووصف ليفل، المتخصص في مواضيع الدعاية والإعلام، حديث أولمرت عن خطة "التجميع" أثناء الحرب، بأنه "خطأ جنوني". ويشير ليفل موضحاً أن حسن نصر الله "ركَّز خلال العقد الأخير على الحرب النفسية وعلى كسر التضامن الإسرائيلي. لذلك فقد جاء حديث أولمرت عن تنفيذ خطة التجميع ليعطي نصر الله فرصة ذهبية، استغلها مباشرة في موقعه على شبكة الإنترنت".
ووصف ليفل نصر الله بأنه "دكتور في سوسيولوجيا المجتمع الإسرائيلي"، إذ أنه يراقب متى تبدأ مظاهرات الاحتجاج في إسرائيل ضد الحكومة والتي تسهم في نزع شرعية أفكار الحرب ضد حزب الله. الهفوة الأخرى تتمثل، حسب ليفل، في فشل الدعاية الإسرائيلية في إبقاء موضوع "حروب الجنرالات" وراء الكواليس. ويقول ليفل إن "الصراع في قيادة المنطقة الشمالية أدى إلى انهيار في المصداقية".
هبوط في مصداقية المتحدث باسم الجيش
تبين نتائج البحث أن اللقاءات والإيجازات الصحافية التي ظهرت فيها المتحدثة بلسان الجيش الإسرائيلي، ميري ريغف، أثارت نفوراً شديداً لدى الجمهور (حصلت على تقدير 39% من المستطلعين لأدائها ومصداقيتها أثناء الحرب) وفي الأماكن التالية لها حصل وزير الدفاع عمير بيرتس على 16% ورئيس الأركان الجنرال دان حالوتس على 12% فقط. ويقول ليفل إن المتحدثة ريغف "أثارت حنق الجمهور بشكل فظيع" واعتبرت "موظفة علاقات عامة" لحساب رئيس هيئة الأركان شخصياً. وقد عبرت أغلبية جمهور المستطلعين عن سرورها عندما قللت ريغف من ظهورها. ورداً على سؤال: مَنْ مِنَ المسؤولين عليه أن يستخلص استنتاجات شخصية؟ جاء ترتيب رئيس هيئة الأركان العامة والمتحدثة باسم الجيش بصورة مماثلة، وبأعلى علامة (حوالي 7 في سلم درجات من 1 إلى 10). وأشار ليفل إلى أنه في الوقت الذي بلغت فيه ثقة الجمهور بالمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في استطلاع أجري العام 1997 نسبة 86%، فقد تدهورت مصداقية المتحدثة باسم الجيش في أعقاب الحرب الأخيرة لتبلغ 19% فقط. وأشار ليفل إلى أن المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي اعتبروا في الماضي "فوق السياسة"، كذلك كان الجيش يحظى بمصداقية عالية (86%) تفوق بكثير مصداقية المتحدثين السياسيين (حوالي 55%) الذين يسعون لتحقيق مصالح ضيقة، أما الآن فقد أصبحت الصورة، للمرة الأولى، مقلوبة على هذا الصعيد.
ويشير الباحث إلى أن إحدى مشكلات الإعلام الموجه للجمهور الإسرائيلي تمثلت في القرار بعدم وصف "الأحداث" على الجبهة الشمالية على أنها حرب. ويقول ليفل موضحاً "هنا تتجلى أهمية اللغة. الإصرار على وصف الوضع كعملية عسكرية وليس كحرب أعطى الانطباع بأن ما يجري هو قتال مؤقت ومحدود، يجري تحت السيطرة ووفق تخطيط مسبق، الأمر الذي ترتب عليه نفس قصير حيال الخسائر البشرية وزمن المكوث في الملاجئ". ويضيف "لم تتوفر خلال هذه الحرب شخصية إعلامية كاريزماتية تمنح الجمهور الإسرائيلي الوضوح والمصداقية والترقب للاستماع إليه". ولقد كان من المفروض بمتحدث قومي من هذا الطراز أن يخرج ليخاطب الجمهور بالقول "مواطنو دولة إسرائيل الأعزاء... مع الأسف الشديد، وبالرغم عن أننا محقون، نحن ندخل الآن إلى حرب". وبحسب د. ليفل فإن مثل هذا الإعلان كان من شأنه أن يغير كل سيكولوجية الجمهور، وعلى سبيل المثال فقد "رغب الناس في معرفة متى ستصل قواتنا إلى نهر الليطاني، وما هي كمية صواريخ الكاتيوشا المتوقع سقوطها في إسرائيل ... لقد رغبوا في الاستماع لزعيم".
ويعتقد ليفل أن المتحدث العسكري يجب أن يتوارى عن الأنظار في زمن الحرب، بحيث يكون دوره الأساسي "مساعدة المتحدث الإعلامي القومي في الحصول على المعلومات والإسهام في خلق المصداقية القادرة على جذب الجمهور خلفها". ويضيف أن المتحدث باسم الجيش، وبشكل خاص المتحدثة الحالية، لا تمتلك أي إدراك لعامل التضحية أو مقومات الشخصية القومية. فهي لا تعتبر في نظر الجمهور شخصية ذات سلطة وهيبة، وإنما موظفة دعاية أو علاقات عامة. وقد طرحت في سياق البحث عدة أسماء، يقول ليفل إنها "تعكس هيبة رسمية أكثر، كان يمكن تجنيدها لهذه المهمة خلال الحرب الأخيرة". وأشار ليفل في هذا الصدد إلى أسماء الجنرالات (احتياط) يوسي بيلد، أوري ساغي وعوزي ديان، حيث حظي هؤلاء بدرجة مصداقية عالية (66%).
قصور في الدعاية الخارجية
تحرّى د. ليفل و طاقمه في سياق البحث أيضاً جهود الدعاية الإسرائيلية في العالم. يقول ليفل "أخذنا أربع قنوات- تلفزيونية- اثنتان من أوروبا واثنتان من الولايات المتحدة، وتفحصنا الرسائل التي طرحت فيها، ثم حاولنا معرفة إلى أي مدى تؤثر الدعاية الإسرائيلية الموجهة للخارج على الأفكار القائمة هناك تجاه إسرائيل".
وحمل ليفل بشدة على الأسطورة القائلة بأن مهمة الدعاية الإسرائيلية هي عرض ضحايانا أمام وسائل الإعلام العالمية، وقال "هذه سخافة لا نظير لها" مشيراً إلى أن الجمهور الأوروبي "لا يتأثر كثيراً بحجم التضحيات اليهودية". وأضاف أن فرصة كسب تعاطف وتأييد الجمهور الأوروبي يجب أن ترتكز إلى خطاب يقول بأن إسرائيل والإسرائيليين جزء من الأفكار التي يؤمن بها الأوروبيون أيضاً مثل "الليبرالية، حرية الدين، حقوق الإنسان والخوف من الإسلام الأصولي".
وأردف ليفل قائلاً إن من شأن ذلك أن يبين للأوروبيين بأن الحرب التي تخوضها إسرائيل هي "جزء من الجهد الذي يصب في خدمة مصلحتهم... جزء من معركة الغرب".
الدعاية الموجهة للجمهور اللبناني
في مجال الدعاية الإسرائيلية الموجهة للجمهور اللبناني يعتقد د. ليفل أيضاً أنه كان يتعين على إسرائيل إتباع نهج دعائي يتسم بشمولية أكبر.
وانتقد ليفل السياسة التي اتبعت على هذا الصعيد خلال الحرب قائلاً "لقد ظنت إسرائيل أن قيامها بإلقاء عدة منشورات في جنوب لبنان سيجعلها تحقق في غضون يومين ما فعله حزب الله في سنوات".
وأضاف أنه كان يتعين على إسرائيل، لو أرادت الاستعداد لمواجهة مستقبلية، أن تباشر منذ انسحاب العام 2000 بحملة دعاية مستمرة تشمل مثلاً إنشاء موقع دائم على شبكة الإنترنت موجّه إلى اللبنانيين، إلقاء نشرة أو جريدة أسبوعية باللغة العربية فوق المناطق اللبنانية تبين ما يتسبب به حزب الله من ضرر وأذى للشعب اللبناني... وقال ليفل إن بلوغ هذه الغاية يحتاج إلى جهود دائمة ووقت طويل إلى أن يقتنع الجمهور (اللبناني) بنفسه من المعطيات والحقائق التي يراها ماثلة أمام أنظاره. وأضاف أن هذه حرب نفسية، والحرب النفسية تبنى على مرّ سنوات، وليس فجأة أثناء حرب.
الزعامة الإسرائيلية فقدت الثقة
وأعرب د. ليفل عن شكّه فيما إذا كان الجمهور الإسرائيلي سيسير خلف الزعامة الإسرائيلية الحالية إلى جولة حربية مقبلة، مشيراً إلى أن 69% من الإسرائيليين الذين يؤيدون إقامة لجنة تحقيق (في الحرب على لبنان) قالوا إن تأييدهم لإقامة اللجنة يعود لرغبتهم في "رحيل الثلاثي-إيهود أولمرت وعمير بيرتس ودان حالوتس- عن مناصبهم، وليس من أجل منع الحرب المقبلة".
ويلخص ليفل بقوله إن الإسرائيليين يشعرون باليتم مؤكداً "هذا الشعور مطروح بقوة. الجمهور الإسرائيلي مدرك بأنه لن يحظى بآباء (زعماء) حقيقيين...". وأردف "الصفات الثلاث التي يبحث الجمهور عنها لدى زعمائه- الرسمية والمصداقية والمهنية- انهارت".
ليفل لم يذكر، من ضمن زلات رئيس الحكومة إيهود أولمرت، الخطاب الذي أعلن فيه "غيّرنا وجه الشرق الأوسط"، وذلك لأن الخطاب، حسب رأي ليفل، لم يغير شيئاً في الواقع. وقد وصفه بأنه "خطاب ضبابي غير ملموس، ليس له أي مغزى". وختم ليفل قائلاً "هناك أزمة شرعية كبيرة جداً".
[ترجمة "مدار". المصدر: شبكة الانترنت]