المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

يشدّد "إعلام"- مركز إعلامي للمجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل- في تقرير خاص يعدّه بهدف عرضه على السفارات الأجنبية في البلاد والمؤسسات الصحفية الدولية؛ على السياسة الغريبة التي اتخذها الإعلام الإسرائيلي أثناء تغطيته للعملية التخريبية التي وقعت في الناصرة يوم الجمعة 3 آذار في كنيسة البشارة ومن تواجد فيها.

وجاء في التقرير أنه "بلغ الأمر بالقناة التلفزيونية الأولى (الرسمية) أن تتلقى التوجيهات من قبل وزير الأمن الداخلي، جدعون عزرا (كديما) ومن قبل بعض أعضاء الكنيست اليهود بخصوص كيفية تغطية الحدث، وأن تنصاع لبعض تلك "التوجيهات"، التي أوصت إليها بمقابلة أشخاص معينين وبعدم استعمال عبارة عملية تخريبية".

ويشير التقرير إلى التصريحات الخطيرة التي صرح بها وفي بث حي ومباشر بعض مراسلي وصحافيي نفس القناة، والذين عبروا من خلالها عن "استغرابهم من أن العملية وجهت ضد كنيسة"، موحين إلى أن الأمر كان سيكون مفهوما أكثر لو وجهت تلك العملية نحو مسجد، كونهم "معتادين على عمليات من نوع آخر".

ولخطورة تلك التصريحات يعكف المركز أيضا على إدخال تسجيل صوتي ومرئي لتلك التصريحات في موقعه الإلكتروني.

كما أشار المركز إلى "الانحراف المهني" الذي أصاب صحيفتي "يديعوت أحرونوت" و"معاريف". حيث رددت الأخيرة على لسان صحافييها تصريحات وزير الأمن الداخلي ضد القيادات العربية، بوصفها استغلت العملية لأهداف انتخابية.

أما صحيفة "يديعوت أحرونوت" فقد اتخذت تلك الاتهامات عنوانا مركزيًا لها واصفة القيادة العربية بأنهم "مسلمون يستغلون موضوعًا مسيحيًا".

ويرصد التقرير التغيير الذي طرأ على التغطية الإعلامية التلفزيونية بعد نصف ساعة من بداية التغطية التلفزيونية (في القناة الأولى مثلا)، والتي بدأت بعد ساعتين ونصف الساعة من الحدث، فقد وصفت التغطية الحدث بداية كحدث تخريبي وفيما بعد لم تعد إلى هذا الوصف. ويعزو التقرير هذا التغيير إلى "توجيهات" من السلطة الإسرائيلية، بعضها كان خفيا وبعضها كان صريحا وببث حي.

وقال التقرير بأنه لم تسلم أية مؤسسة إعلامية إسرائيلية من داء "الانحراف الأيديولوجي"، فرغم أن صحيفة "هآرتس" لم تقع في فخ التحريض على القيادة العربية، إلا أنها قامت هي الأخرى بإفراغ الحدث من أبعاده السياسية موردة تلك الأبعاد فقط بشكل تصريحات على لسان أعضاء الكنيست العرب. وشددت "هآرتس" بعنوان فرعي على أن العائلة "أرادت أن تحتج على إبعاد أولادها عنها".

هذا في الوقت الذي لا تقوم فيه تلك الصحيفة بذكر المآسي الشخصية التي تقف وراء الفلسطينيين الذين يقومون بارتكاب عمليات انتحارية، بل تقوم بالتشديد على الأبعاد القومية لتلك العمليات..

في النهاية ذكر التقرير أن سلوك جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية كان كما لو أنها بعثة من بعثات الخارجية الإسرائيلية، فكما أسرعت وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، إلى الاعتذار للفاتيكان وكأن المسيحيين العرب في البلاد هم رعايا أجانب، قام الإعلام الإسرائيلي بالتعامل مع القضية وكأنها جزء من السياسة الخارجية الإسرائيلية، منوهين إلى أبعاد ذلك الحادث على العلاقات الإسرائيلية- الغربية.

وفي نفس السياق قرر المركز توجيه شكوى إلى إدارة الموقع الإلكتروني "سي. إن. إن" وذلك بعد أن حوّل الحدث إلى "محاصرة الجمهور المحلي (دون ذكر هويتهم العربية) للرجل المصاب- منوهًا بعد ذلك بكونه يهوديا- ومنعهم رجال الإسعاف من مغادرة المكان" .

المصطلحات المستخدمة:

عزرا, كديما, الكنيست, يديعوت أحرونوت, هآرتس

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات