المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 686

أجمعت كافة التحليلات في اسرائيل على ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون غاب عن الساحة السياسية الاسرائيلية بعد تعرضه لنزيف حاد في الدماغ في ساعة متأخرة من مساء الاربعاء 4/1/2006.  وتشير توقعات المحللين الى ان غياب شارون سيؤدي بالضرورة الى خلط الاوراق في الساحة السياسية الاسرائيلية الداخلية وفي المنطقة برمتها وخصوصا ما يتعلق بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني.

 

وكان المدير العام لمستشفى هداسا- عين كارم في القدس، البروفيسور شلومو مور يوسف، قد أعلن ان الاطباء نجحوا صباح الخميس في وقف النزيف في دماغ شارون لكن حالته ما زالت حرجة.

وأضاف مور يوسف انه حتى لو تعافى شارون من هذه الازمة الصحية فان وضعه لن يسمح بعودته لمزاولة مهامه خصوصا ان العلاج في المستشفى سيستغرق وقتا طويلا.

                                                                                                      
وجاء التدهور الفجائي في صحة شارون في فترة تشهد فيها اسرائيل زلزالا سياسيا غير مسبوق تمحور حول شارون عشية الانتخابات العامة الاسرائيلية.

وكتب المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس"، آلوف بِن، مقالا تحت عنوان "نهاية عصر شارون" جاء فيه انه "حتى لو تعافى شارون فانه سيواجه صعوبة كبيرة في اقناع الجمهور بقدرته على تولي منصبه اربع سنوات اخرى".

ويأتي غياب شارون في وقت كان فيه الرجل "يؤدي عرضا انفراديا" بحسب تعبير بن من ناحية ان فرص وصوله هو وحده دون غيره الى كرسي رئاسة الحكومة هي الأقوى.

فبعد انشقاقه عن الليكود واقامة حزب كديما جرف شارون وراءه كمية كبيرة من الأصوات وصلت الى 30% من اصوات الناخبين بحسب استطلاعات الرأي وكان سببا في اضعاف جميع الاحزاب في اسرائيل وتراجع شعبيتها.

وعلى اثر غياب شارون في اوج المعركة الانتخابية العامة في اسرائيل تشير التوقعات الى ان صراعات ستبدأ في حزب كديما.

ولم يسمِّ شارون وريثا له بين قيادة هذا الحزب رغم ان الصراع على المكان الثاني في قائمة كديما انحصر في شخصين هما القائم باعمال رئيس الوزراء ايهود اولمرت ووزيرة القضاء تسيبي ليفني.

الجدير بالذكر في هذا السياق ان حزب كديما هو حزب جديد لا يتعدى عمره الشهرين ويفتقر الى المؤسسات الحزبية وحتى الى آلية انتخاب وريث لحالة غياب الزعيم.

وطالما طالب خصوم شارون بان يعرض الاخير البرنامج السياسي لحزبه لكن شارون احتفظ دائما "بالاوراق قريبة من صدره".

رغم ذلك كتب محلل الشؤون الحزبية في "هآرتس" يوسي فيرطر ان الاستطلاعات الاخيرة اظهرت ان ثمة حياة لكديما بعد شارون.

لكن من سيترأس هذا الحزب الان "سيضطر الى استعادة نجاحات شارون وهذه مهمة صعبة للغاية لانه لم يكن هناك منذ وقت طويل سياسي يملك تجربة ومهارة ومؤهلات قيادية مثل ارييل شارون".

واشار فيرطر الى ان رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو ورئيس حزب العمل عمير بيرتس "اللذين لم يكونا حتى امس مرشحين واقعيين لرئاسة الحكومة اصبحا كذلك منذ اليوم بعد غياب المرشح (المتقدم (شارون".

 

وتشير التوقعات الى ان قوة حزب كديما بعد شارون ستتراجع وستتوزع المقاعد التي فاز بها هذا الحزب في الاستطلاعات بالاساس على حزبي الليكود والعمل ما يعني امكانية نشوء وضع تكون فيه هذه الاحزاب الثلاثة في حالة التساوي تقريبا.

وعلى ضوء هذا الاحتمال رفض المحللون السياسيون الاسرائيليون اصدار تكهنات حول من سيكون رئيس الوزراء الاسرائيلي القادم.

وتنعكس هذه الصورة المبهمة على الساحة السياسية في المنطقة وخصوصا ما يتعلق بمستقبل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.

واعتبر محللون سياسيون في وسائل الاعلام الاسرائيلية انه حتى الامس كان واضحا بالنسبة للفلسطينيين حدود مخططات شارون بشكل او بآخر ونيته التوجه الى عملية سياسية وفقا لخريطة الطريق او الى انسحاب احادي الجانب من الضفة الغربية لكن في كلتا الحالتين كان الحديث عن ان الجدار العازل في الضفة الغربية هو الحدود الشرقية لاسرائيل بمنظور شارون.

وفي المقابل فان الليكود يعارض انسحاب اسرائيل الى حدود الجدار ويرفض اخلاء المستوطنات التي تقع خارج الكتل الاستيطانية الكبرى.

كذلك فان الليكود برئاسة نتنياهو يعارض الانسحابات الاحادية الجانب من الاراضي الفلسطينية وأكد دائما ان الانسحابات يجب ان تتم من خلال مفاوضات "لكي تحصل اسرائيل على مقابل" كما قال لدى تنفيذ خطة فك الارتباط.

لكن من الجهة الاخرى فان اسرائيل تتعرض لضغوط أمريكية فيما يتعلق بالانسحاب من الضفة وحجم هذا الانسحاب.

وكان نتنياهو قد وقع اثناء توليه رئاسة الحكومة على اتفاق مع الفلسطينيين انسحب بموجبه من الجزء الاكبر من مدينة الخليل التي تعتبر مكانتها شبيهة الى حد كبير بمكانة مدينة القدس بالنسبة لاسرائيل.

لكن نتنياهو لا يزال يتعرض لانتقادات من جانب اليمين الاسرائيلي على توقيعه اتفاق الخليل حتى يومنا هذا.

من جهة اخرى فان حزب العمل رفض بعد اغتيال رئيس الوزراء الاسبق إسحاق رابين تنفيذ الانسحاب من الخليل كما تعهد في اتفاق اوسلو وذلك بسبب ضغوط اليمين الاسرائيلي وعلى رأسه الليكود في حينه الذي خرج في مظاهرات كبيرة.

وتبين في السنوات الاخيرة ان حزب العمل لم يبادر الى مبادرات سياسية للتسوية مع الفلسطينيين وانما كان تابعا وداعما لخطة فك الارتباط التي بادر اليها شارون.

ولذلك اجمع المحللون الاسرائيليون على ان مستقبل العملية السياسية في المنطقة اصبح غامضا للغاية اليوم في ظل الضباب الكثيف الذي يلف الحلبة السياسية الاسرائيلية غداة غياب شارون.

 

دعوات في كديما لانتخاب رئيس للحزب خلفا لشارون

 

دعا الوزير مائير شيطريت أمس الخميس 5/1/2006 الى انتخاب رئيس لحزب كديما مفتتحا بذلك المعركة على زعامة هذا الحزب بعد رئيس الوزراء ارييل شارون الذي يرقد في حالة حرجة في المستشفى.

 

 

وكان شارون قد اسس حزب كديما على اثر انسحابه من الليكود قبل اقل من شهرين وتوقعت استطلاعات الرأي ان هذا الحزب سيحظى باكبر عدد من المقاعد في الانتخابات العامة المقرر اجراؤها في 28 اذار/ مارس القادم.

 

لكن قيادة كديما لم تتمكن خلال الفترة القصيرة منذ تأسيسه من انشاء مؤسسات للحزب ومن غير الواضح بعد كيف سيتم انتخاب زعيم له بعد شارون.

 

وطالب الوزير شيطريت اليوم بانتخاب قيادة الحزب خلال الـ48 ساعة القادمة من بين اعضائه المؤسسين وذلك لاختيار رئيس للحزب.

 

وفيما اعترف شيطريت بان شعبية كديما اعتمدت على شعبية شارون فقد اعتبر انه بعد انتخاب قيادة الحزب ورئيسه الجديد والاعلان عن استمرار الحزب بحسب "ميراث شارون" فان الجمهور سيمنح الدعم لكديما.


من جانبه دعا عضو الكنيست حاييم رامون الذي انسحب من حزب العمل وانضم الى حزب كديما الى التكتل حول رئيس الوزراء بالوكالة ايهود اولمرت "في يوم الانتخابات ايضا" في حال تعذر على شارون قيادة الحزب.

 

واعرب رامون في مقابلة مع القناة العاشرة للتلفزيون الاسرائيلي عن تشككه من امكانية قيادة عضو الكنيست شمعون بيريس لكديما.

 

يذكر ان بيريس انسحب ايضا من العمل وانضم لكديما.

 

وحذر رامون من ان كل زعزعة في كديما من شأنها تفكيك الصمغ الذي يجعل كديما متماسكا.

كذلك دعا عضو الكنيست روني بار أون الى التوحد خلف قيادة اولمرت ومساعدته في ادارة شؤون اسرائيل.

 

وقال بار أون للاذاعة الاسرائيلية العامة ان "لدينا ثقة غير مشروطة بقدرة اولمرت على قيادة الدولة".

وفي سياق متصل رفض اولمرت والمستشار القضائي للحكومة مناحيم مزوز والرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف ورئيس الكنيست رؤوبين ريفلين دعوات لتأجيل موعد الانتخابات العامة.

 

واجرى أولمرت محادثات هاتفية مع قادة الاحزاب العربية وأبلغهم بان الانتخابات ستجري في موعدها المحدد.

وكان رئيس حزب الليكود عضو الكنيست بنيامين نتنياهو قد اعلن ايضا عن ارجاء استقالة الوزراء من الليكود بسبب التطورات التي طرأت على الحالة الصحية لشارون.

 

وكان من المقرر ان يقدم وزراء الليكود استقالتهم من الحكومة لشارون خلال جلسة الحكومة الاسبوعية يوم الاحد القادم.

 

وطالب رئيس حزب العمل عضو الكنيست عمير بيرتس سكرتير حزبه عضو الكنيست ايتان كابل بتجميد النشاطات السياسية في فروع الحزب خلال الايام القريبة القادمة.

 

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات