المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 645

كشفت صحيفة "معاريف" النقاب عن قرب البدء في إقامة جدار يصل مستوطنة معاليه أدوميم بالقدس، وهي عملية من المتوقع أن "تثير غضب الكثيرين في الإدارة الأميركية"، على حد قول الصحيفة.

 

 

وأضافت أنه جرى الإنتهاء من التحضيرات في أجهزة الأمن الإسرائيلية لإقامة هذا الجدار ومن المتوقع مباشرة أعمال إقامته في غضون الأسابيع القليلة القادمة.

 

وبالنسبة للهدف من وراء العملية قالت الصحيفة إنه "فرض وقائع على الأرض حتى من قبل تطبيق خطة الإنفصال، بافتراض أنه بعد تطبيقها ستكون الولايات المتحدة وأوروبا أكثر حزماً في معارضة الوصل بين المدينتين". كما أن من شأن البدء بمفاوضات سياسية في المستقبل مع الفلسطينيين أن يحبط خطة إقامة هذا الجزء من الجدار.

 

ويعوّلون في إسرائيل، وفقًا لما تقوله الصحيفة، أهمية كبيرة على هذه العملية، إذ يدور الحديث عن خطوة تتيح تواصلاً استيطانياً يهودياً إلى الشرق من القدس، كما تتيح زيادة عدد السكان اليهود في المنطقة بعشرات الآلاف، وفي الوقت نفسه تحول دون قيام تواصل فلسطيني بين منطقة القدس وبين نابلس وقضائها.

 

وأكدت "معاريف" أن خطة معاليه أدوميم هي جزء من عملية أكبر ينتظر أن تضم غوش عتصيون أيضاً إلى القدس بواسطة الجدار.  وقد اتخذ القرار بضم غوش عتصيون ومعاليه أدوميم في الحكومة قبل حوالي ثلاثة أشهر، وكخطوة مكملة تقرر أيضاً بناء 3500 وحدة سكنية على الهضاب بين القدس ومعاليه أدوميم من أجل إيجاد التواصل الإستيطاني اليهودي. 

 

ومن المقرر أن يبدأ العمل في ضم غوش عتصيون بعد عدة أشهر.

 

ونوهت الصحيفة إلى أن الخشية الوحيدة في إسرائيل بعد إطلاق العملية المذكورة هي من الضغط الأميركي، وتوقعت أن يزداد مع بدء العمل في الميدان.  لكنها نقلت عن مصدر مقرب من رئيس الوزراء قوله "إننا نعرف بأن الإدارة الأميركية متحفظة من الموضوع لكننا نؤمن بأن الأميركان لن يعملوا على منع إنجاز العملية".

 

من ناحية أخرى قالت صحيفة "معاريف" إنه تعززت لدى جهاز الأمن المخاوف من أن يقدم متطرفون يهود على ارتكاب اعتداء على المسجد الأقصى من أجل حرف المسار السياسي عن خطة الانفصال.

 

وقالت أيضاً إن عناصر أمنية تعتقد أنه بسبب الحراسة المشددة على دخول يهود إلى المسجد فسيحاول المتطرفون المسّ ببعض مواقعه عن بعد، وذلك بواسطة إطلاق قذيفة أو بواسطة تفخيخ طائرة ذات محّرك خفيف. وفي رأي أحد هذه العناصر، الذي تقتبسه الصحيفة، فإنه من أجل "إشعال المنطقة يكفي إلحاق مسّ رمزي بالأماكن الإسلامية المقدسة. وسيكون ذلك أشبه بكرة ثلج".

 

وأضافت أن معالجة المخاطر من جانب المتطرفين اليهود على الأقصى في جهاز الأمن العام (شاباك) تتم في درجة 8 بحسب "سلم ديختر" (رئيس الشاباك المنتهية ولايته) وهي درجة أشد خطورة من درجة مخاطر الاعتداء على رئيس الوزراء الإسرائيلي على خلفية خطة الانسحاب من غزة وشمال الضفة الغربية.

 

ويأتي الكشف عن تصاعد أخطار الاعتداء على الأقصى من قبل المتطرفين اليهود غداة بدء يوفال ديسكين، الأحد، مهام منصبه كرئيس لجهاز الأمن العام (الشاباك) خلفاً لآفي ديختر.

 

وقد أجمعت التعليقات التي كتبت بهذه المناسبة على أن المهمة الأكثر رئيسية، الماثلة أمام ديسكين في غضون الفترة القريبة القادمة، تتمثل في تطبيق خطة الانفصال عن غزة وشمال الضفة الغربية وذلك أساسًا من خلال التصدي لـ"التهديدات الداخلية".

وأشار روني شكيد، المعلق في "يديعوت أحرونوت"، إلى أن فحوى هذه التهديدات هو حبك مؤامرات لمنع تطبيق الانفصال بواسطة الاعتداء على رئيس الوزراء والوزراء أو بواسطة ارتكاب عملية إرهابية كبيرة في المسجد الأقصى. وأضاف شكيد أنه يتعين على ديسكين أيضاً الاستعداد لاحتمال أن "تتجدد العمليات الانتحارية الفلسطينية في حالة انتهاء التهدئة" الحالية. وأكد في هذا الشأن أنه "سيكون من الأفضل أن يقنع ديسكين المستوى السياسي أنه في فترة ما بعد عرفات فإن الحرب على الإرهاب هي ليست فقط التصفيات والاعتقالات وإنما هي أيضاً تشجيع الفلسطينيين المعتدلين بواسطة منح تسهيلات على الحواجز والإفراج عن أسرى ونقل المسؤولية عن مدن الضفة إلى السلطة (الوطنية). في موازاة ذلك يتوجب على الجهاز إيجاد طريق لمواصلة إحراز معلومات استخبارية من قطاع غزة حتى بعد الانسحاب من هناك".

 

أما ناحوم برنياع، المعلق في الصحيفة ذاتها، فقد أشار إلى أن رئيس شاباك بدأ في السنوات الأخيرة يسدّ مسدّ قائد هيئة أركان الجيش ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان) في كل ما يتعلق ببلورة سياسة الأمن الإسرائيلية، وذلك ناجم عن مركزية "الحرب على الإرهاب" في حياة إسرائيل. كما أنه بات شخصية مفتاحية في "الاتصالات الحساسة للحكومة مع جهات أجنبية وفي طليعتها الاتصالات مع السلطة الفلسطينية".

 

وفي هذا الصدد أشير إلى أن الرئيس الجديد ديسكين هو الذي طوّر "نظرية الحرب الحالية على الإرهاب الفلسطيني. وهو الذي ابتكر طريقة التصفيات" التي طاولت العديد من الناشطين.

المصطلحات المستخدمة:

يديعوت أحرونوت, شاباك

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات