المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

عكست التغطية المتواضعة لكبرى الصحف العبرية لـ«مؤتمر لندن» تعمد أقطاب الدولة العبرية عدم ايلائه اهتماما خاصا بداعي أن المطلوب الآن من الفلسطينيين تنفيذ استحقاقات المرحلة الأولى من «خريطة الطريق» الدولية «وتفكيك البنى التحتية للإرهاب» وعدم القفز الى المسائل الجوهرية المتعلقة بتسوية الصراع.

ونقلت الإذاعة العبرية عن أوساط سياسية رفيعة المستوى قولها إن اسرائيل، وفي موازاة تفاؤلها لجهة ما قد تأتي به نتائج «مؤتمر لندن»، إلاّ أنها تتحفظ مما وصفته تجاوز البيان الختامي التفاهمات التي تمت بلورتها بين لندن وتل أبيب أثناء زيارة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لاسرائيل قبل أكثر من شهر.

وقال القائم بأعمال رئيس الحكومة ايهود اولمرت إن بريطانيا تسرعت في منح دعمها للفلسطينيين من دون أن تطالبهم بمقابل. وأضاف ان «مؤتمر لندن» فوّت، جراء سذاجة المنظمين والمبادرين اليه، فرصة سانحة لحمل الفلسطينيين، كما تعهد بلير نفسه في زيارته لاسرائيل «على خلق عملية جدية تسمح لهم بمواجهة مشكلة الارهاب وتفكيك بناه التحتية». وتابع ان بريطانيا لم تفوّت تحقيق هذه الفرصة فحسب، إنما قدمت نوعا من الدعم الدولي للسلطة الفلسطينية من دون أن يتضمن أي محاولة جدية منها لقلب الواقع السائد في أراضيها والعمل جديا ضد «قواعد الارهاب». وزاد انه من المؤسف أن لندن لم تمارس قوة أكبر وجهودا أوسع لإرغام الفلسطينيين على تنفيذ المطلوب منهم والحيلولة دون ضعضعة بداية الحوار الفلسطيني - الاسرائيلي بسبب التصورات الفلسطينية في كل ما يتعلق بمحاربة الارهاب.

وكان وزير الخارجية سلفان شالوم عقب على البيان الختامي لمؤتمر لندن معربا «عن اسفي» لأن القيادة الفلسطينية ما زالت مترددة في شأن ضرورة محاربة الإرهاب. وقال لإذاعة الجيش الاسرائيلي إنه يجب أن يكون واضحا ان اسرائيل لا يمكنها أن تتقدم الى أمام نحو السلام طالما لم يتخذ الفلسطينيون قرارا استراتيجيا لتفكيك البنية التحتية للإرهاب.

وقال مسؤول اسرائيلي كبير رفض الكشف عن اسمه: «اذا لم تبدأ السلطة الفلسطينية بالتحرك ضد الارهابيين، فإن المستقبل سيكون صعبا جدا لابو مازن».

وحول العملية الانتحارية التي اوقعت خمسة قتلى مساء الجمعة في تل ابيب اعتبر ان عباس «تلقى درساً جيداً: لقد ابرم اتفاقا معهم (المجموعات الفلسطينية المسلحة) لكي يوقفوا هجماتهم ضد اسرائيل ولم يحترموه».

وتابع: «اذا لم يتم القيام باعمال لمكافحة الارهاب، فلا يمكن ان يكون هناك دولة فلسطينية: الديموقراطية والارهاب غير متناسبين».

وقال: «اذا شعرت هذه المجموعات ان بامكانها التحرك من دون اي عقاب، فانها ستظهر تصلبا اكبر في المستقبل».

واوضح المسؤول ان «هذه المجموعات لا تريد اتفاقا مع اسرائيل (...) سيقدم لهم (عباس) تنازلات الان لكن بعد ستة اشهر من الانتخابات (التشريعية المرتقبة في 17 تموز/يوليو) سيكون الوضع اسوأ بكثير حيث سيواجه من جانب اخر تهديدا سياسيا».

الى ذلك، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر سياسي ارتياح تل أبيب للإعلان المشترك الصادر عن وزراء خارجية «الرباعية الدولية»، متزامنا مع بيان لندن، الذي امتدح اسرائيل على قرارها إخلاء المستوطنات في غزة من دون أن يأتي على ذكر الجدار الفاصل الذي تقيمه في أعماق الضفة الغربية «كما تجاهل بشكل تام الاقتراح الفلسطيني باستئناف المفاوضات على التسوية الدائمة».

المصطلحات المستخدمة:

رئيس الحكومة, هآرتس

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات